العدد 1628 /4-9-2024
قاسم قصير

شهدت الايام الاخيرة عودة بعض سفراء اللجنة الخماسية المعنية بالوضع اللبناني للتحرك السياسي والدبلوماسي في لبنان ، فيما تحدثت بعض المصادر الاعلامية عن احتمال قيام المبعوث الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان لزيارة المملكة العربية السعودية والبحث مجددا في الملف الرئاسي اللبناني .

وكان ملفتا تصريحات السفير المصري في لبنان علاء موسى والذي اكد عودة اللجنة الخماسية للتحرك على صعيد الملف الرئاسي بعد تخفيف حدة التوتر في الصراع مع العدو الصهيوني ، فيما نشط السفير السعودي وليد البخاري من خلال سلسلة الزيارات التي قام بها لعدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية وخصوصا الرئيس نبيه بري .

فما هي دلالات عودة اللجنة الخماسية للتحرك مجددا على صعيد الملف الرئاسي ؟ وهل يمكن ان تحل الازمة الرئاسية قبل نهاية العام الحالي؟

دلالات عودة اللجنة الخماسية للتحرك

بداية ما هي دلالات عودة اللجنة الخماسية للتحرك السياسي والدبلوماسي ؟

من المعروف ان اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني تضم ممثلين عن كل من قطر والسعودية ومصر وفرنسا واميركا وتجتمع كل فترة لمتابعة الاوضاع في لبنان ، وتكون الاجتماعات اما على مستوى السفراء في لبنان او على مستوى وزراء الخارجية والمسؤولين المعنيين بالشأن اللبناني في هذه الدول ، وكانت اللجنة الخماسية قد سعت خلال الاشهر الماضية للتوصل الى حلول للازمة الرئاسية في لبنان ولكنها لم تحقق اي نجاح عملي .

وتشير مصادر نيابية لبنانية انه في ظل تصاعد الاوضاع في غزة وانعكاس ذلك على الوضع اللبناني عمد سفراء الدول الخمسة الى وقف تحركاتهم حول الملف الرئاسي وطلبوا من الكتل النيابية التي كانت تتحرك في هذا المجال الى تجميد نشاطاتها لان هذه الدول مشغولة بالاوضاع في غزة وليس هناك اي مجال للتوصل الى حلول للملف الرئاسي .

واشارت هذه المصادر الى ان جهود الدول الخمسة اضافة للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وبريطانيا والمانيا تركزت في الاشهر الاخير على وقف التصعيد على الجبهة اللبنانية واحتواء الردود على عمليات الاغتيال التي نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية وفي طهران ضد قادة المقاومة .

ونظرا لعدم تطور الاوضاع نحو حرب شاملة ومحدودية رد حزب الله على عملية اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر وبانتظار الرد الايراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية ، اعتبرت اوساط اللجنة الخماسية انه حان الوقت للعودة الى التحرك على صعيد الملف الرئاسي على امل تحقيق تقدم ما وتشجيع الاطراف اللبنانية للعودة الى الحوار .

هل يمكن ان تحل الازمة الرئاسية؟

لكن هل سيؤدي تحرك اللجنة الخماسية والدعوات الى الحوار الى معالجة الازمة الرئاسية في لبنان ؟

تجيب مصادر سياسية مطلعة على اجواء لقاءات اللجنة الخماسية وتحركاتها مع الاطراف اللبنانية : ان عدم تصعيد الاوضاع في لبنان نحو حرب شاملة مع العدو الصهيوني وفي ظل استمرار حرب الاستنزاف على كل الجبهات وعدم التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة ، فان هناك فرصة جديدة امام اللبنانيين للتوصل الى انتخاب رئيس جديد من خلال التفاهم والحوار الداخلي ، وفي حال لم يتم التوصل الى انتخاب رئيس جديد قبل نهاية العام فان ذلك قد يؤدي الى تأخير الانتخاب الى العام المقبل لما بعد انتخاب رئيس جديد لاميركا وتسلم الرئيس الجديد مهامه الرئاسية في العام المقبل .

وتعتبر هذه المصادر : ان عودة الرئيس نبيه بري لطرح مبادرته الحوارية مجددا تمهيدا لانتخاب رئيس جديد يشكّل فرصة جديدة امام اللبنانيين للتوصل الى حلول للأزمة الرئاسية لان الحوار الداخلي هو الطريق الاسرع للوصل الى تفاهم رئاسي مدعوما من اللجنة الخماسية وفي حال عدم تجاوب الاطراف اللبنانية مع هذه الدعوات الحوارية فان الازمة الرئاسية مستمرة .

وفي الخلاصة نحن امام فرصة جديدة للتوصل الى حلول للازمة الرئاسية ، لكن المدخل الوحيد لذلك العودة الى الحوار الوطني مدعوما من اللجنة الخماسية واذا لم يتحقق ذلك فان الازمة الرئاسية مستمرة وقد تطول الى العام القادم او ما بعده .

قاسم قصير