العدد 1658 /9-4-2025
قاسم قصير

يواجه لبنان في هذه المرحلة المزيد من الضغوط الاميركية من اجل نزع سلاح المقاومة والذهاب الى مفاوضات سياسية مباشرة مع العدو الصهيوني ، في حين ان الكيان الصهيوني يستمر باعتداءاته على لبنان من خلال سلسلة الاغتيالات في معظم المناطق اللبنانية واستهداف الضاحية الجنوبية ومدينة صيدا والعديد من القرى اللبنانية ، اضافة للتهديدات المستمرة بالعودة الى شن الحرب على لبنان

في هذه الاجواء جاءت زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشّرق الأوسط مورغان أورتاغوس الى لبنان وجولتها على عدد من المسؤولين اللبنانيين بدءاً برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام ، مروراً ببعض الوزراء والمسؤولين وصولاً إلى لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وغيره من الشخصيات اللبنانية ، وحسب بعض المصادر الاعلامية حملت أورتاغوس معها جملة مطالب لتأمين وقف إطلاق نار دائم ونهائي ومن بين هذه المطالب نزع سلاح حزب الله، وتشكيل وفد دبلوماسي عسكري للتفاوض مع "إسرائيل" بخصوص ترسيم الحدود البرية وتأمين وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، والإصلاحات الاقتصادية.

واشارت بعض وسائل الاعلام اللبنانية بأنّ أورتاغوس " وضعت لبنان أمام فرصة أخيرة قبل التّصعيد، وعليه اغتنامها ليحقّق الخطّة الأمنيّة لتنفيذ كل بنود اتفاق وقف النّار، المرتبطة بجنوب وشمال نهر الليطاني من جهة، والإصلاحات الاقتصاديّة من جهة أخرى".

وأشارت هذه المصادر بان المسؤولة الاميركية ابلغت المسؤولين اللبنانيين بعدم الرهان على الوقت أي على المفاوضات الأميركيّة- الإيرانيّة، لأنه يمكن أن يكون قد فات الأوان لتحقيق التّقدم المطلوب"، موضحةً أنّ "في الرّسائل الأميركيّة للبنان، أنّ المجتمع الدولي ينتظر منه في الأسابيع المقبلة البدء بإنجاز الاستحقاقات المطلوبة أمنيًّا واقتصاديًّا على حدّ سواء".

لكن قي المقابل نفت مصادر سياسية واعلامية وجود ضغوط اميركية على المسؤولين اللبنانيين واكدت بان اللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين والمبعوثة الاميركية كانت ايجابية وبناءة وتركزت على الاوضاع في الجنوب وعلى ملف الحدود اللبنانية – السورية والاصلاحات الاقتصادية والمالية .وانه خلافاً لحملة التهويل التي شنتها بعض وسائل الاعلام في لبنان على مدى أيام، فقد أكّدت مصادر الرؤساء الثلاثة أن نائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، لم تطلب من الرؤساء الثلاثة وضع جدول زمني لتسليم سلاح الحزب.

وأكّدت أن أورتاغوس لم تضغط لتشكيل لجان دبلوماسية تُجري مفاوضات بين لبنان وكيان العدو الإسرائيلي، بعدما أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الجانب الأميركي بأن لبنان يرفض المفاوضات السياسية الدبلوماسية مع كيان العدو.

وشددت المصادر على أن أورتاغوس دعت إلى التشدد في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، زاعمة أنه يتعرض للخرق "من الطرفين"، محمّلة لبنان مسؤولية منع إطلاق أي صواريخ من أراضيه باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتحدّثت أورتاغوس عن خطوات عملية ينبغي القيام بها لضمان تطبيق الاتفاق ومنع خرقه "من قبَل الطرفين".

ولفتت المصادر إلى أن أورتاغوس بدت أكثر تشدداً لجهة مطالبتها بتنفيذ ما سمّته "الإصلاحات المالية والاقتصادية"، خصوصاً تلك اللازمة لإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

هذه الأجواء تخالف كل ما روجت له خلال الأسبوعين الأخيرين بعض الوسائل الاعلامية والتي اختارت مواصلة دورها بتلفيق أخبار عما ورد في جولة اورتاغوس على الرؤساء الثلاثة، وقد نفت الاوساط القريبة من الرؤساء الثلاثة كل التقارير عن ضغوط اميركية او تحديد مهلة زمنية لنزع سلاح المقاومة .

وبانتظار وضوح الرؤية حول التطورات في المرحلة المقبلة ونتائج زيارة المبعوثة الاميركية يواصل العدو الصهيوني اعتداءاته وتهديداته ، وفي المقابل يبدو الموقف اللبناني الرسمي موحدا برفض هذه الضغوط والدعوة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية المحتلة واطلاق الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية .

وعلى ضوء ذلك سيبقى الوضع اللبناني في حالة قلق وانتظار لحين اتضاح صورة الاوضاع في المنطقة كلها .

قاسم قصير