العدد 1425 / 19-8-2020
قال
رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري إنه يقبل حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
التي أدانت المتهم الرئيسي في قضية اغتيال والده رفيق الحريري، ودعا حزب الله إلى
تحمل المسؤولية بعدما أدانت المحكمة أحد أعضائه في تدبير جريمة الاغتيال.
وأضاف
الحريري عقب حضوره جلسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مدينة لاهاي الهولندية
"المطلوب منه أن يضحي
اليوم هو حزب الله، والذي صار واضحا أن المسببين من صفوفه ومعتقدين أنه لن ينفذ
فيهم القصاص.. نقول لن نستكين حتى ينفذ القصاص".
وقال
الحريري إن "زمن ارتكاب جريمة إرهابية دون عقاب انتهى"، مضيفا أن
"هدف الجريمة الإرهابية كان تغيير وجه لبنان ونظامه وهويته، وهذا لا مساومة
فيه".
وأدانت
المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غيابيا سليم عياش (65 عاما) بتهمة اغتيال رفيق
الحريري في 14 شباط 2005 بواسطة شاحنة مفخخة، فيما برأت بقية المتهمين الثلاثة،
وهم أسد صبرا (45 عاما)، وحسين عنيسي (43 عاما)، وحسن مرعي (43 عاما) من جريمة
الاغتيال، غير أنها أدانت الأول والثاني بتهمة تضليل المحكمة.
ولم
تنطق المحكمة بالعقوبات بحق عياش، لكن ذلك سيكون في جلسة لاحقة منفصلة، ويواجه
عياش عقوبة محتملة هي السجن المؤبد. وقالت المحكمة إن أمام دفاع المدانين شهرا للرد
على منطوق الحكم أو طلب الاستئناف عليه.
ويحق
للمدعي العام والمدان استئناف الحكم أو العقوبة، وفي حال توقيف أحد المتهمين يجوز
له أن يطلب إعادة محاكمته.
وكانت
المحكمة وجهت للمتهمين الأربعة تهمة التآمر لارتكاب عمل إرهابي، وحُذف اسم متهم
خامس هو القيادي السابق في حزب الله مصطفى بدر الدين من اللائحة بعد اغتياله في
سوريا عام 2016.
وقتل
رفيق الحريري في تفجير نفذه انتحاري استهدف موكبه مقابل فندق سان جورج في وسط
بيروت، واستخدم في الانفجار -حسب المحكمة الخاصة بلبنان- "ما يوازي 2500 إلى
3 آلاف كيلوغرام من مادة "تي إن تي" (TNT)، وكانت ضمن المتفجرات مادة "آر دي إكس"
(RDX) شديدة
الانفجار"، ولم تتمكن المحكمة من الكشف عن هوية الانتحاري.
سوريا
وحزب الله
ولم
تتوصل المحكمة إلى أي دليل يفيد بتورط قيادة حزب الله وسوريا في عملية اغتيال رفيق
الحريري، غير أنها شددت على أن الاغتيال نفذ لأهداف سياسية، كما أكدت أن الجريمة
نفذت بـ2500 كيلوغرام من المتفجرات، وأن "منهجا فوضويا اتبع في مسرح
الجريمة"، وقالت إن قوى الأمن الداخلي أزالت من مكان الاغتيال أدلة مهمة،
منها سيارات موكب الحريري.
وفي
وقت سابق اليوم، دعا الرئيس اللبناني إلى قبول أي قرار يصدر عن المحكمة الدولية
الخاصة بقضية اغتيال الحريري، منتقدا في الوقت ذاته بطء إجراءات المحاكمة.
ورفض
حزب الله تسليم المتهمين للمحكمة الدولية، ونفى الاتهامات الموجهة إليهم، مؤكدا
عدم اعترافه بالمحكمة التي يعتبرها "مسيسة".
وقال
الأمين العام للحزب حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي إن حزبه سيتعامل مع القرار
الذي ستصدره المحكمة "وكأنه لم يصدر".