العدد 1691 /19-11-2025
قاسم قصير
في الثامن والعشرين من
شهر تشرين الثاني من العام الماضي تم الاعلان عن وقف اطلاق النار بين لبنان
والكيان الصهيوني وذلك على اساس القرار 1701 الصادر في العام 2006 بعد حرب تموز
الشهيرة وضمن قواعد جديدة واهمها تشكيل لجنة دولية لمراقبة واقف اطلاق النار
يرأسها ضابط اميركي وتضم ممثلين عن فرنسا ولبنان والكيان الصهيوني والامم المتحدة
.
وحسب اتفاق وقف اطلاق
النار كان يفترض بالجيش الاسرائيلي الانسحاب من كافة الاراضي المحتلة وانتشار
الجيش اللبناني في جنوب الليطاني ومن ثم قيام الدولة اللبنانية بوضع خطة لحصر
السلاح بيد الدولة .
وعلى اساس ان يتم
الانسحاب الاسرائيلي خلال ستين يوما ، ولكن بدل من ان يقوم الجيش الاسرائيلي
بالانسحاب من كل المناطق المحتلة عمد خلال الستين يوما لتدمير العديد من القرى
الجنوبية ولم ينسحب من كل المناطق المحتلة وبقي في خمس نقاط اساسية ، واستمر في
ممارسة عمليات الاغتيال والقتل للمواطنين اللبنانيين واخر هذه العمليات وليس اخرها اغتيال القيادي
في حزب الله ابو علي الطباطبائي مع عدد من مقاتلي الحزب في الضاحية الجنوبية وكذلك
شن الغارات على العديد من المناطق اللبنانية بحجة تمدير مركز لحزب الله او منصات
صاروخية ، رغم ان معظم هذه الغارات كانت تطال مواقع مدنية وكانت عمليات الاغتيال
تطال موظفين في البلديات او مهندسين او مدرسين او اطفال .
ولولا حصول تظاهرات شعبية
في المناطق المحتلة لما انسحب العدو الاسرائيلي من هذه المناطق وسقط عدد كبير من الشهداء من
المواطنين.
وخلال عام من مدة وقف
اطلاق النار لم تقم لجنة مراقبة وقف اطلاق النار او ما يسمى الميكانيزم باي جهد
لوقف الاعتداءات الاسرئيلية او اطلاق الاسرى اللبنانيين او الضغط على العدو
الاسرائيلي للانسحاب من الاراضي المحتلة ، بل كان كل همها وتركيزها الطلب من الجيش
اللبناني تفكيك مواقع حزب الله ومصادرة الاسلحة ومراقبة انتشار الجيش اللبناني في
مختلف المناطق.
وخلال عام من وقف اطلاق
النار ارتكب العدو الصهيوني باعتراف قوات الطوارىء الدولية الاف الانتهاكات لقرار
وقف اطلاق النار ومنع الجيش اللبناني من استكمال انتشارها في جنوب الليطاني ، ورغم
اقرار الحكومة لخطة حصرية السلاح وبدء تطبيق الخطة رغم تحفظات حركة امل وحزب الله
، فانه بالمقابل لم يقدم العدو الاسرائيلي على اية خطوات ايجابية بل كان يدفع بدعم
اميركي الجيش اللبناني لتنفيذ خطة نزع السلاح بالقوة ودعوة لبنان للتفاوض السياسي
دون اية شروط .
ورغم ان المسؤولين
اللبنانيين ارسلوا رسائل ايجابية للتفاوض وتاكيد العمل لتطبيق خطة حصرية السلاح
فان العدو الاسرائيلي واصل عمليات القتل والاغتيال والتدمير واستهداف المناطق
اللبنانة ، مع ان حزب الله التزم بقرار وقف اطلاق النار وابدى الاستعداد للحوار بشأن
الاستراتيجية الدفاعية او الامن القومي.
وحسب كل المعطيات
والمؤشرات يقف لبنان امام مخاطر كبيرةوعملية إغتيال ابو علي الطباطبائي دليل على ذلك كما يهدد العدو الاسرائيلي
بالعودة الى الحرب او بزيادة الضربات العسكرية في كل المناطق اللبنانية ، وازاء كل
ذبك سيكون لبنان والمقاومة امام تحديات كبرى في المرحلة المقبلة ومن المهم
الاستعداد لكل الاحتمالات في حال فشل المفاوضات لاستكمال تطبيق وقف اطلاق النار
ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان .
قاسم قصير