العدد 1633 /9-10-2024

في السابع من اوكتوبر في العام 2023 بدات حركة حماس معركة طوفان الاقصى وذلك ردا على الجرائم الإسرائيلية ولمواجهة مشروع انهاء القضية الفلسطينية ومن اجل اسر جنود صهاينة لمبادلتهم بالاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومن اجل دفع الامة كلها للمشاركة في مواجهة المشروع الإسرائيلي الاميركي.

وفي الثامن من اوكتوبر أطلقت المقاومة الإسلامية في لبنان معركة جبهة الاستاذ لدعم الشعب الفلسطيني ومعركته ومن اجل تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة ومواجهة اي عدوان إسرائيلي على لبنان.

وشاركت في المواجهة فصائل اخرى من قوى المقاومة وخصوصا قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية وافواج المقاومة اللبنانية التابعة لحركة امل وقوى اخرى وطنية.

واليوم وبعد عام على معركة طوفان الاقصى تحولت الجبهة اللبنانية من جبهة مساندة الى قلب المعركة والى وقدم لبنان الاف الشهداء من المقاومة ومن المواطنين اللبنانيين وعلى راسهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وغيره من القادة العسكريين والسياسيين.

كما سقط قادة من حركة حماس والجماعة الإسلامية وعلى راسهم الحاج صالح العاروري.

ويقوم العدو الصهيوني اليوم بشن حرب مدمرة على لبنان وخصوصاً في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية حيث يدمر البنى التحتية والسكنية ويقصف المراكز الصحية ويستهدف المسعفين والمستشفيات.

ويكرر العدو الصهيوني ما قام به على مدار عام في قطاع غزة وهو بدا ايضا بمحاولات لتنفيذ غزو بري واسع على الجبهة الجنوبية ولكن المقاومين يتصدون له يوميا.

ولم يعد هدف العدو الصهيوني اليوم اعادة المستوطنين الى المستوطنات الشمالية بل احتلال جنوب لبنان وفرض نظام شرق اوسطي جديد وسحق حزب الله والمقاومة وفرض واقع سياسي جديد في لبنان.

ورغم الخسائر القاسية التي منيت بها قوى المقاومة وخصوصا حزب الله وكذلك تهجير حوالي مليون و200الف مواطن لبناني والححم الكبير من الدمار والقتل فان المقاومة لا تزال تواجه العدوان الإسرائيلي عبر اطلاق الصواريخ على الداخل الإسرائيلي وكذلك عبر المقاومة المستمرة في جنوب لبنان.

اليوم نحن امام مرحلة جديدة وخطيرة في مواجهة العدوان الصهيوني وليس هناك خيار امام جميع القوى اللبنانية سوى مواجهة هذا العدوان لان العدو الإسرائيلي كشف عن أهدافه الاستراتيجية ومنها احتلال الجنوب وفرض اوضاع جديدة في المنطقة وذلك بدعم اميركي وغربي كبير وفي ظل رهان لدى بعض الأطراف اللبنانية ان يؤدي هذا العدوان على اضعاف او كسر حزب الله وفرض وقائع سياسية وامنية جديدة وانهاء سلاح المقاومة.

نحن امام مرحلة جديدة تتطلب الصمود والمقاومة وتحصين الجبهة الداخلية والعمل لتنظيم صفوف المقاومة لان المعركة قد تتطور وتستمر لفترة طويلة.

واما الرهان على سحق حزب الله وفرض وقائع سياسية وامنية جديدة فان ذلك غير صحيح اليوم خصوصا وان المعركة لا تزال مستمرة ولا يمكن لاحد تحديد افقها ونتائجها حاليا.

نحن امام مرحلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني ولبنان اصبح في قلب المعركة والمواجهة ولا خيار لنا الا المقاومة والصمود.

قاسم قصير