العدد 1630 /18-9-2024
بسام غنوم
تصاعدت في الأيام القليلة
الماضية وتيرة المواقف التي يطلقها قادة العدو الصهيوني تجاه لبنان ، واتخذت صيغة
التهديد المباشر بالقيام بعملية عسكرية في جنوب لبنان بما يسمح بالعودة الى الى
سياسة الاحتلال للشريط الحدودي مع لبنان كما كان الوضع قبل الانسحاب الاسرائيلي من
جنوب لبنان في العام 2000.
وفي هذا الأطار أفادت الإذاعة
الإسرائيلية أن قائد لواء الشمال بالجيش أوري غوردين أعلن أن قواته جاهزة لاحتلال
شريط أمني على الجانب اللبناني .
الا انه يبدو ان موقف قائد لواء الشمال في الجيش
الاسرائيلي لا يوجد عليه اجماع داخل القيادة السياسية الاسرائيلية ، حيث قالت
وسائل إعلام إسرائيلية إن خلافات نشبت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بشأن قرار توسيع العملية العسكرية.
وتأتي هذه المواقف في ظل حالة التصعيد التي تشهدها
الجبهة في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة ، حيث تصاعدت حدت الهجمات التي تقوم
بها قوى المقاومة وحزب الله واتخذت طابع
التحدي لكل المواقف والتهديدات التي يطلقها قادة العدو الصهيوني ، ورأى نائب
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ العدو "الإسرائيلي" أمام
معادلتين، فإمّا أن يوقف الحرب الآن وهذا يخفَّف من خسائره، وإمَّا أن يبقى في
حالة الاستنزاف وهذا يزيد من مشاكله وخسائره وتعقيداته الداخلية، مؤكدًا على
جهوزية المقاومة الإسلامية لمواجهة أي توسع للعدوان وعلى أنّ رد حزب الله سيكون في
الميدان، مشددًا على أنّ الحل الوحيد لإعادة النازحين إلى مستوطنات شمال فلسطين
المحتلة هو وقف العدوان على قطاع غزة.
وهنا يطرح السؤال التالي : سياسة التهويل التي
تتبعها أسرائيل تجاه لبنان ، هل ستجدي نفعا امام صمود المقاومة ؟
من يتابع المواقف السياسية والتهديدات التي يطلقها
مؤخرا قادة العدو الصهيوني تجاه لبنان والمقاومة ، يدرك بدون ادنى شك ان قادة
العدو الصهيوني امام مأزق سياسي وعسكري سواء في غزة او بجنوب لبنان.
فالعدوان الاسرائيلي على غزة والمستمر منذ السابع
من اكتوبر 2023 لم يحقق اهدافه المعلنة حتى الآن ، وهي القضاء على حركة حماس في
غزة ، وتحرير الاسرى لدى كتائب القسام وقوى المقاومة في غزة ، رغم اعتماد الجيش
الاسرائيلي طوال ما يقارب العام على سياسة الدمار الشامل لمدن وقرى القطاع ، وعلى
سياسة قتل المدنيين والنساء والاطفال في غزة حتى تستجيب حركة حماس وقوى المقاومة
لمطالبه سواء بخصوص الاسرى لدى المقاومة او لناحية رفع راية الاستسلام والقبول بما
يعرضه من مشاريع وحلول لغزة في ما يطلق عليه باليوم التالي لوقف اطلاق النار في
غزة.
وفي مقابل ذلك نجحت حركة حماس وقوى المقاومة في
غزة في التصدي للعدوان الاسرائيلي على غزة ، واسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر،
ومازالت بعد مرور مايقارب العام على العدوان الاسرائيلي على غزة تقاوم وبشراسة على
مختلف الجبهات ولم ترفع راية الاستسلام ، ولم يستطع العدو الصهيوني وكل المتحالفين
معه سواء من الادارة الأميركية وغيرها من الدول الاوروبية والعربية في فرض الحلول
على حركة حماس في غزة.
وما يحدث حاليا في جنوب لبنان شبيه بما يجري في
غزة من مواجهات مفتوحة مع العدو الصهيوني حيث يقف حزب الله وباقي قوى المقاومة في
لبنان بوجه العدو الصهيوني وتهديداته ، وتشهد ساحة الجنوب اللبناني مواجهات يومية
مع العدو الصهيوني بدأت تطال مناطق بعيدة جدا عن الحدود مثل مدينة صفد وقرى
الجولان المحتل وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة، ومع تصاعد التهديدات
الاسرائيلية للبنان في الايام الأخيرة ، قامت قوات الفجر الجناح العسكري للجماعة
الاسلامية في لبنان وكذلك كتائب القسام في لبنان بقصف مواقع عسكرية اسرائيلية في
شمال فلسطين المحتلة ، وهو ما يدل على جهوزية حزب الله وقوى المقاومة في لبنان على
مواجهة اي عدوان اسرائيلي محتمل على لبنان وجنوبه.
بالخلاصة يمكن القول سياسة التهويل التي تتبعها
اسرائيل ومن معها تجاه لبنان لن تجدي نفعا في فرض ما يريده قادة العدو الصهيوني على
لبنان وحزب الله وقوى المقاومة ، وما لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ستبقى
الأمور على ما هي عليه.
بسام غنوم