العدد 1591 /6-12-2023
قاسم قصير
شكّلت زيارة المبعوث الفرنسي الرئاسي جان
ايف لودريان الى بيروت الاسبوع الماضي فرصة لاعادة تحريك الملفات اللبنانية في ظل
التطورات التي يشهدها قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والتي انعكست على الجبهة
الجنوبية اللبنانية .
وقد قام لودريان بزيارة الى السعودية
واللقاء مع عدد من المسؤولين فيها ، وفي بيروت التقى معظم القيادات اللبنانية
وممثلي الكتل النيابية وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
وحسب مصادر سياسية واكبت الزيارة فان الموضوع الاهم الذي تناولته الزيارة
كان البحث في ملف قيادة الجيش والتمديد للعماد جوزيف عون والتطورات في جنوب لبنان
وكيفية تطبيق القرار 1701 ، واما الملف الرئاسي فقد جرى التطرق اليه خلال الزيارة
لكن لم يحصل اي تقدم بشأنه .
فما هي ابرز اجواء زيارة لودريان الى لبنان واللقاءات التي اجراها مع
القيادات اللبنانية؟ والى اين تتجه الاوضاع في لبنان في المرحلة المقبلة على ضوء
نتائج الزيارة؟
اجواء زيارة لودريان الى لبنان
بداية ما هي اجواء زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان
ولقاءاته مع القيادات اللبنانية؟
تقول مصادر سياسية مطلعة واكبت الزيارة ان الحوارات بين لودريان والقيادات
اللبنانية تناولت الموضوعات التالية:
اولا : ملف قيادة الجيش اللبناني وضرورة التمديد للعماد جوزيف عون في
القيادة لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، وقد اعتبر لودريان ان هذا الموضوع من
الاولويات اليوم بسبب الاوضاع المتفجرة في فلسطين وعلى الجبهة الجنوبية ولتعذر
تعيين قائد جديد للجيش ، وحسب معظم الاوساط التي واكبت الزيارة فان القيادات
اللبنانية لم تمانع بذلك باستثناء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي رفض
بحث الامر وكانت اجواء اللقاء بينه وبين لودريان متوترة وانتهى اللقاء سريعا ،
واما حزب الله فلم يعط جوابا حاسما حول هذا الملف .
ثانيا : حول الاوضاع في جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701 ، فقد ابدى لودريان
تخوفه من التطورات في جنوب لبنان وكذلك من احتمال قيام الجيش الاسرائيلي بهجوم على
لبنان ودعا الى ضرورة الالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه ، وكان الجواب ان المشكلة عند
الكيان الصهيوني لانه لا يلتزم بالقرار ، وان الاولوية لوقف الحرب على غزة وفي حال
توقفت الحرب هناك يعود الهدوء الى الجنوب ، واما بشأن التهديدات الاسرائيلية ضد
لبنان فقد جرى التاكيد على ان اي عدوان اسرائيلي على لبنان سيواجه بقوة .
ثالثا : حول الملف الرئاسي لم يحمل لودريان اي جديد وهو اكد اهمية حصول
انتخاب رئيس جديد للبنان ، لكنه لم يقدم اي طرح عملي او جديد في ظل تمسك الاطراف
اللبنانية بمواقفها.
الى اين تتجه الاوضاع في لبنان
لكن على ضوء زيارة لودريان والتطورات الجارية في فلسطين وعلى الجبهة
الجنوبية ، الى اين تتجه الاوضاع في لبنان في المرحلة المقبلة؟
في ظل عودة الحرب على قطاع غزة انفجرت مجددا الجبهة الجنوبية في لبنان ،
وكل ذلك يجعل الاوضاع في لبنان في حالة من اللاستقرار على مختلف الصعد ، ورغم حرص
حزب الله وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية على ابقاء الصراع عبر جنوب لبنان
ضمن حدود معينة ، فان لا شيء يضمن بقاء الاوضاع تحث السيطرة في ظل تصاعد التطورات
في فلسطين وصدور تهديدات اسرائيلية بتدمير لبنان والقيام بشن عدوان واسع على لبنان
، وفي المقابل اكد المسؤولون في حزب الله ان اي عدوان اسرائيلي على لبنان سيواجه
بقوة كبيرة .
اضافة للمخاوف من تطور الاوضاع في جنوب لبنان ، فان التطورات السياسية
الداخلية تشهد حالة من اللاستقرار بسبب استمرار الخلافات بشأن الملف الرئاسي وكذلك
حول التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون .
وتشير بعض الاوساط السياسية المطلعة انه سيتم العمل في الايام المقبلة
لتحريك ملف قيادة الجيش لمنع الشغور في هذا الموقع الهام ولكن لا توجد صيغة نهائية
وحاسمة .
وفي الوقت نفسه انطلقت المساعي من اجل تعزيز الوحدة الداخلية من خلال العمل
لعقد قمة روحية اسلامية – مسيحية واطلاق موقف لبناني موحد تجاه مختلف التطورات ،
ويقوم نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب بجهود
حثيثة في هذا المجال .
وفي المحصلة فان الوضع اللبناني سيبقى في حالة من اللاستقرار حتى توقف
الحرب على غزة وستبقى كل الاحتمالات واردة في المرحلة المقبلة.
قاسم قصير