العدد 1663 /14-5-2025
تترقب المنطقة والعالم نتائج زيارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب الى المنطقة بحذر شديد ، خصوصا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على
غزة ، وغموض الموقف الأميركي من ما يجري على صعيد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
مع استمرار التعنت الاسرائيلي برفض وقف اطلاق النار وادخال المساعدات الانسانية
الى غزة ، رغم كل المرونة التي تبديها حركة حماس من أجل وقف العدوان الاسرائيلي
على غزة .
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن المبعوث الأميركي للشرق
الأوسط ستيف ويتكوف، إن الولايات المتحدة تريد إرجاع الأسرى من غزة، لكن إسرائيل
لا تريد إنهاء الحرب. وهذا الموقف الأميركي من إسرائيل والذي تزامن مع إعلان حركة حماس عن إطلاق سراح مزدوج الجنسية
الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، وذلك إثر اتصالات أجرتها حماس مع الإدارة
الأميركية خلال الأيام الماضية ، جاء عشية وصول ترامب الى المنطقة وأكد رغبة
الإدارة الأميركية الجديدة بإتباع سياسة معتدلة ومتوازنة في المنطقة بعيدة كل
البعد عن سياسة حكومة نتن ياهو المتطرفة ، التي أوصلت المنطقة الى حافة الانفجار،
ووضعت الادارة الأميركية الجديدة التي تعول كثيرا على المواقف العربية والمال
الخليجي من أجل دعم سياسة الرئيس ترمب في مواجهة معلنة مع نتن ياهو وحكومته ،
وقالت قناة فوكس نيوز الأميركية أن : ترامب سئم من نتنياهو بسبب عرقلته للمبادرات
الإقليمية. وذكرت قناة NBCأن: توسيع
إسرائيل لعملياتها العسكرية في قطاع غزة مرفوض.
هذا بالنسبة للملف الفلسطيني وهو الأهم على صعيد زيارة
ترامب الى المنطقة ، وأما على صعيد العلاقات الأميركية – العربية التي تضررت كثيرا
خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن نتيجة الدعم الأميركي غير المحدود
لنتن ياهو وحكومته المتطرفة ، فإن زيارة الرئيس ترامب الى المنطقة كما هو معلوم
تهدف الى احداث تغيير كبير في هذه العلاقة بين العرب والولايات المتحدة الأميركية
، بحيث تعود الى ما كانت عليه أيام ولاية ترامب الأولى والتي انتجت اتفاقات
ابراهام بين بعض الدول العربية و إسرائيل ، وفتحت المجال امام الاستثمارات
الأميركية في المنطقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل ينجح الرئيس ترامب في
زيارته الى المنطقة بإحداث توزان في العلاقات الأميركية مع العرب وإسرائيل ؟
من المبكر جدا الوصول الى استنتاجات بشأن امكانية حصول
تغيير كبير في علاقة واشنطن بإسرائيل في المنطقة بعد زيارة ترامب ، فالإدارة
الأميركية برئاسة ترامب يغلب عليها إن لم نقل يطبعها الطابع الصهيوني ، واللوبي
اليهودي في أميركا يتعاون بفاعلية وقوة مع إدارة ترامب .
لكن من الممكن توقع بعض التغيير في علاقة إدارة ترامب ب
نتن ياهو وليس بإسرائيل ، اولا لأن أميركا تعتبر اسرائيل حليفها الأول في المنطقة
وبالتالي لايمكن التضحية بها بسبب خلافات حول كيفية التعامل مع الفلسطينيين ، ولا
ننسى أن ترامب خلال فترة ولايته الأولى اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ووقع قرار نقل
السفارة الأميركية الى القدس ، ورعى اتفاقات إبراهام لتطبيع العلاقات بين العرب
وإسرائيل.
واما ثانيا فإن إدارة ترامب التي تطمح الى استغلال المال
الخليجي في استثمارات بأميركا والمنطقة بما يخدم مصالحها ، وهي تريد من أجل ذلك
توطيد العلاقة بين العرب وإسرائيل بكل الطرق الممكنة ، والعودة بالأمور الى وضعها
الطبيعي قبل العدوان الاسرائيلي على غزة في شهر أكتوبر 2023 ، ولذلك يبدي ترامب
بعض الشدة في تعامله مع نتن ياهو من أجل فرض حل سياسي للوضع في غزة بما يرضي جميع
الأطراف ، وفي هذا الإطار أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد، بإعلان
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزمها الإفراج عن الرهينة الأميركي الإسرائيلي
عيدان ألكسندر، وقال إن الحرب في غزة وحشية.
وكتب ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي
"أنا ممتن لكل من ساهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي"، واصفا الإفراج عن
الرهينة بأنه "بادرة حسن نية".
بالخلاصة يمكن القول زيارة الرئيس ترامب الى المنطقة
هامة وحساسة خصوصا في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة، وهذه الزيارة قد
تحقق ايجابيات على صعيد المنطقة ، لكن لا يمكن التعويل عليها من أجل وضع شرخ في
علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل.
بسام غنوم