العدد 1639 /20-11-2024
نعى حزب الله رسمياً
مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف الذي قضى في غارة إسرائيلية على
منطقة رأس النبع في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأحد. وقال الحزب في بيان:
"ننعى إلى أمة المقاومة والإعلام المقاوم، وأمة الشهداء والمجاهدين، قائدًا
إعلاميًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول
العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه
المجاهدين في غارة صهيونية إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد
والعمل الإعلامي المقاوم".
وأضاف البيان:
"لقد التحق الحاج محمد عفيف، كما تمنى، برفاق دربه وبحبيب قلبه وأبيه الذي
كان يحب أن يسميه بهذا الاسم، الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله. كان يستمدُ
من حكمته قوة، ومن توجيهاته رؤية وبصيرة ونورًا. لقد كان مثال الأخ الوفي، والعضد
القوي، وأمينًا على صوت المقاومة، وركنًا أساسيًا في مسيرة حزب الله الإعلامية
والسياسية والجهادية".
وتابع: "هو الذي
لم تُرهبه تهديدات العدو بالقتل، واجهها ببأسٍ شديد وبعبارته المشهورة: "لم
يخفنا القصف فكيف تخيفنا التهديدات". وأضاف أن عفيف كان "حقًا أسد ميدان
الإعلام، وهو الذي صدح بصوتٍ عالٍ في آذان العدو وقلوبهم قائلاً: "المقاومة
أمة، والأمة لا تموت".
وفي وقت سابق من اليوم
الأحد، أكد مصدران أمنيان لوكالة رويترز، أن الغارة على منطقة رأس النبع اغتالت
مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف. وهزّت الغارة العنيفة منطقة رأس
النبع في بيروت، المكتظة بالسكان، مستهدفة مقرّ حزب البعث العربي الاشتراكي.
وفي حينه، أكد مصدر في
حزب الله لـ"العربي الجديد"، أن محمد عفيف كان في المبنى المستهدف ولا
مزيد من المعلومات حالياً. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في حصيلة أولية، أن غارة
العدو الإسرائيلي على رأس النبع أدت إلى استشهاد شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. من
جهتها، قالت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، في بيان أولي، إن
الغارة استهدفت مبنى قيادة الحزب في رأس النبع، والأمين العام للحزب علي حجازي لم
يكن موجوداً في المبنى، على أن تعلن التفاصيل المتبقية بعد رفع الأنقاض.
من جهته، دان المتحدث
باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي بشدة اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في
حزب الله محمد عفيف النابلسي، مشيرا إلى استشهاد أكثر من 200 صحافي وإعلامي في
الحرب على غزة ولبنان، ومؤكدا أن ذلك يظهر أن اغتيال الإعلاميين "جريمة
منهجية هادفة لأجل المضي قدما في حرب الإبادة وتدمير فلسطين".
ومحمد عفيف المستهدف
في الغارة، هو مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، ودأب منذ توسيع العدوان
الإسرائيلي على لبنان في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، على عقد مؤتمرات صحافية في
منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، متوعداً في إحدى إطلالاته باستهداف رئيس حكومة
الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعدما طاولت إحدى عمليات الحزب منزل نتنياهو في
قيسارية. ويومها قال عفيف متوجهاً لنتنياهو: "عيون مجاهدي المقاومة ترى،
وآذانهم تسمع، فإن لم تصل إليك أيدينا في هذه المرة، فإنّ بيننا وبينك الأيام
والليالي والميدان".
وفي آخر كلمة له
بمناسبة "يوم شهيد حزب الله" في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، توجّه
عفيف للاحتلال بالقول: "لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي أبداً ولا بالتدمير
وقتل المدنيين من النساء والأطفال، وطالما أنكم عاجزون عن التقدم البري والسيطرة
الفعلية، فلن تحققوا أهدافكم السياسية أبداً ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال
أبداً. ومع المزيد من التصدع في جبهتكم الداخلية سيبدأ العد العكسي وستكون هناك
نقطة تحول كبرى، وعندها ستتأكد يا هذا مجدداً من صدق ما قاله سيدنا الأسمى أنّ
إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".
من هو محمد عفيف؟
في عام 2014، أصدر
مجلس الشورى في حزب الله قراراً بتعيين محمد عفيف مسؤولاً عن وحدة العلاقات
الإعلامية في الحزب، وكان من أبرز الوجوه الإعلامية للحزب وخصوصاً لنصر الله، كما
كان مقرباً من الأمين العام السابق عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل في
فبراير/شباط من عام 1992.
وسبق لعفيف أن تولى
إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة المنار التابعة لحزب الله، كما أدى دوراً
اساسياً في تغطية حرب يوليو/تموز 2006، كما تقلد مناصب إعلامية عدة في وسائل
إعلامية تابعة للمقاومة، جعلت منه "صائغ" المواقف السياسية الصادرة عن
حزب الله.
وبرز اسم محمد عفيف،
وهو من الجيل المؤسّس لحزب الله، بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، وخرجت شائعات عدة في الفترة الماضية عن محاولة
اغتياله، إذ ظهر بمؤتمرات صحافية، رفع فيها السقف بوجه الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك
بوجه المعارضين للحزب في لبنان، والوسائل الإعلامية التي اعتبرها تنقل السردية
الإسرائيلية.