العدد 1619 /3-7-2024
بسام غنوم

تسيطر حالة من المراوحة على جبهات القتال في غزة ولبنان ، ويترافق ذلك مع جمود على صعيد المفاوضات لوقف اطلاق النار في غزة ولبنان.

وتعزو اوساط سياسية هذا الوضع الى امرين الاول وهو : عجز اسرائيل عن تحقيق اهدافها المعلنة بالقضاء على حركة حماس في غزة ، وعدم نجاحها في تحرير الاسرى الاسرائيليين لدى كتائب القسام وفصائل المقاومة ، وهذا الامر دفع قادة الجيش الاسرائيلي الى قرب الاعلان عن المرحلة الثالثة في القتال في غزة والتي ستقتصر على بعض عمليات القصف والتوغل المحدودة في قطاع غزة في حال توفر معلومات امنية عن وجود قادة للمقاومة او الاسرى الاسرائيليين.

هذا في غزة اما في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة فلا يختلف الامر كذلك فبعد فترة من التصعيد العسكري المتبادل بين العدو الصهيوني وحزب الله وقوى المقاومة ، اصبحت العمليات العسكرية شبه روتينية وذلك بعد ان اظهر حزب الله قدرته على اصابة وتدمير مواقع الجيش الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتل ، وكذلك عدم قدرة الجيش الاسرائيلي على خوض حرب مع لبنان في نفس الوقت مع الحرب في غزة ، وذلك بسبب الخسائر و حالة الانهاك التي اصابت الجيش الاسرائيلي في المواجهات مع كتائب القسام وقوى المقاومة في غزة ، وايضا بسبب الضغوط الاميركية والدولية لمنع انفجار الوضع العسكري بين لبنان واسرائيل.

اما الامر الثاني فهو سياسي  حيث تشتعل الخلافات بين رئيس الوزراء نتن ياهو والقادة الصهاينة حول جدوى الاستمرار في الحرب في غزة في ظل فشل الجيش الاسرائيلي في تحقيق اهدافه من هذة الحرب ، وكذلك حالة الانقسام على الصعيد الشعبي في صفوف الاسرائيليين حول جدوى الاستمرار في الحرب ، وبقاء نتن ياهو في السلطة حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة عبرية أن نحو ثلثي الإسرائيليين يؤيدون اعتزال بنيامين نتنياهو الحياة السياسية، وألا يترشح لولاية جديدة في منصب رئيس الوزراء.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته القناة 12 العبرية الخاصة، ونشرت نتائجه يوم الجمعة الماضي، فإن 66% يعتقدون أن نتنياهو، البالغ من العمر 74 عاما، يجب أن يتقاعد ولا يترشح لولاية سابعة.

بينما يرى 27% من المستطلعة آراؤهم أنه يجب أن يترشح لولاية جديدة ويستمر في حياته السياسية، و7% لا يعرفون، بحسب القناة الإسرائيلية.

واللافت هو ان نتن ياهو العاجز عن تحقيق اي انتصار عسكري وسياسي مازال مصرا على مواقفه تجاه العدوان الاسرائيلي على غزة ، وهو اعاد في اجتماع الحكومة الاسرائيلية الاخير التأكيد على مواقفه السابقة بالقول : "نحن ملتزمون بالقتال حتى نحقق جميع أهدافنا: القضاء على حماس، وعودة جميع مختطفينا (من القطاع)، وضمان ألا تشكل غزة بعد الآن تهديداً لإسرائيل، والعودة الآمنة لسكاننا في الجنوب والشمال (على الحدود مع لبنان) إلى ديارهم"، مضيفاً: "لكل من يشكك في تحقيق هذه الأهداف أكرر: لا بديل عن النصر، لم يسقط محاربونا (قتلى الجيش الإسرائيلي) سدى، لن ننهي الحرب حتى نحقق كل أهدافنا".

ويعكس هذا الموقف محاولة هروب الى الامام من قبل نتن ياهو لعل وعسى يستطيع المحافظة على وضعيته السياسية رغم حالة الاعتراض الشعبي والتململ في اوساط الجيش والقادة العسكريين في الجيش الاسرائيلي .

وقد اكدت حركة حماس على لسان القيادي في الحركة أسامة حمدان : "ان لا جديد حقيقيا في مفاوضات وقف العدوان وما ينقل عن الإدارة الأميركية يأتي في سياق الضغوط على حماس" .

الا انه ورغم حالة القلق التي عبر عنها الرئيس نبيه بري تجاه الوضع في لبنان حيث أعرب عن قلقه من تطور الأوضاع في جنوب لبنان، مشدّداً على "أنّنا أمام شهر مصيري"، وقال: "أنا قلق جدّاً من انفلات الأمور فنحن في مرحلة حسّاسة ودقيقة، وأمام شهر حاسم، والوضع غير مطمئن".

الا ان رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة نجيب ميقاتي يرى : "أن لبنان يعيش حالة من الحرب النفسية، نتيجة التهديدات الإسرائيلية المستمرة، لكنه أعرب عن ثقته في أن لبنان سيتجاوز هذه المرحلة الصعبة ليصل إلى استقرار دائم".

بالخلاصة يمكن القول حالة المراوحة والجمود التي تعيشها جبهات غزة وجنوب لبنان حاليا تعكس عجز العدو الاسرائيلي عن تحقيق اهدافه من الحرب المعلنة على غزة ، وبالتالي فإن قادم الايام كفيل بتوضيح الصورة اكثر في ظل الوضع القائم حاليا.

بسام غنوم