العدد 1623 /31-7-2024
قاسم قصير
مع استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
والضفة الغربية المحتلة ، عمد العدو الاسرائيلي لاستغلال سقوط صاروخ على ملعب لكرة
القدم في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل وسقوط عدد من الشهداء من ابناء البلدة
من اجل تغيير مسار الاوضاع واتهام حزب الله والمقاومة بانهما تقفان وراء اطلاق
الصاروخ ، واطلق العدو الاسرائيلي تهديدات كبيرة باستهداف الحزب ولبنان ، رغم نفي
الحزب الواضح بان لا علاقة له باطلاق هذا الصاروخ والتاكيد انه من صواريخ القبة
الحديدية .
وفي مواجهة الحملة الاسرائيلية الظالمة سارع
الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعدد من القادة السياسيين
والدينيين في طائفة الموحدين الدروز واهالي بلدة مجدل شمس للتصدي لاتهامات العدو
ورفض استغلال ما جرى لتبرير العدوان على لبنان وحزب الله والمقاومة .
فما هي أبعاد الحملة الاسرائيلية والاميركية
لاتهام حزب الله بهذه العملية؟ وماذا عن دور جنبلاط وقادة الموحدين الدروز واهالي
مجدل شمس في مواجهة هذه الحملة؟ والى اين تتجه الاوضاع ؟.
ابعاد الحملة الاسرائيلية
بداية ما هي ابعاد الحملة الاسرائيلية
لاستغلال ما جرى في مجدل شمس لتبرير العدوان على لبنان وحزب الله ؟
في ظل الفشل المستمر للعدو الاسرائيلي في
حربه على غزة وعدم تحقيق الاهداف التي رفعها منذ عشرة اشهر ، وفي ظل عدم حصول رئيس
الحكومة الاسرائلية بنيمين نتنياهو على ضوء اخضر اميركي للقيام بحرب واسعة على لبنان وخصوصا خلال
زيارته الاخيرة الى واشنطن ، جاءت حادثة اطلاق الصاروخ على بلدة مجدل شمس في
الجولان المحتل وسقوط عدد من الشهداء كي تشكّل مبررا لتبرير العدوان على لبنان
وحزب الله ، ورغم مسارعة حزب الله لنفي المسؤولية عن اطلاق الصاروخ وكذلك شهادات ابناء
البلدة بان الصاروخ اسرائيلي ، فان العدو الاسرائيلي اصر على روايته مدعوما من
الولايات المتحدة الاميركية .
ويبدو ان الهدف من وراء الرواية الاسرائيلية
اثارة الفتنة بين قوى المقاومة وابناء مجدل شمس والجولان المحتل وخصوصا مع ابناء
طائفة الموحدين الدروز ، وكذلك اشغال العالم عما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية
حيث المجازر اليومية والاعتقالات بالعشرات وتدمير المنازل والقرى ، وصولا لتبرير
قيام العدو الاسرائيلي بعملية عسكرية تستهدف لبنان والمقاومة ، والهروب من الضغوط الدولية لوقف اطلاق النار
في قطاع غزة .
دور جنبلاط وقادة الموحدين الدروز واهل مجدل
شمس
لكن كيف واجه الرئيس السابق للحزب التقدمي
الاشتراكي وليد جنبلاط وقادة الموحدين الدروز واهالي مجدل شمس العدو الاسرائيلي
ومخططاته ؟ والى تتجه الاوضاع ؟
منذ اللحظة الاولى لحادثة سقوط الصاروخ في
مجدل شمس ونفي حزب الله للمسؤولية عن سقوطه وفي ظل الحملة الاسرائيلية لتحميل حزب
الله ولبنان المسؤولية ، سارع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط
والعديد من القادة الدينيين والسياسيين في طائفة الموحدين الدروز واهالي مجدل شمس
لرفض الاتهامات الاسرائيلية ورفض السير وراء مخططات العدو الاسرائيلي ، واكدوا في
مواقفهم ان العدو الاسرائيلي يتحمل مسؤولية ما جرى وانهم لن يسمحوا للعدو باستغلال
دماء ابناء مجدل شمس لتبرير العدوان على لبنان .
وساهمت هذه المواقف بتعزيز الوحدة الوطنية
والاسلامية وبمواجهة الرواية الاسرائيلية ، لكن كان من الواضح ان العدو لن يتوقف
عن الاستمرار في عدوانه والعمل من اجل توجيه ضربة عسكرية لحزب الله مع ادعائه بانه
لا يريد الذهاب الى حرب واسعة .
ومن الواضح ان الاوضاع في لبنان والمنطقة
مفتوحة على كل الاحتمالات وان المقاومة ستواجه العدوان الاسرائيلي حسب حجمه وقوته
وكل ذلك يؤكد ان المعركة مستمرة وسنكون امام تصعيد ميداني في المرحلة المقبلة.
قاسم قصير