العدد 1655 /12-3-2025
قاسم قصير

دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى اوسع مشاركة في الذكرى الثامنة والاربعين لاغتيال كمال جنبلاط في السادس عشر من اذار ، وتزامنت الدعوة مع ورود معلومات من سوريا عن توقيف الضابط ابراهيم حويجي المتهم بعملية الاغتيال وكذلك مع الاحداث والتطورات المتسارعة في جنوب وغرب سوريا ، حيث برز تحرك الدروز السوريين في مواجهة الادارة السورية الجديدة ومواقف اسرائيلية لدعمهم ، فيما حصلت صدامات واحداث قاسية في منطقة الساحل السوري ادت لمقتل الالاف من السوريين وتضاربت المعلومات حول ما جرى بين رواية رسمية تقول ان النظام الجديد افشل مؤامرة لاسقاطه ، في حين تحدثت بعض المصادر عن تجاوزات بحق علويين في المنطقة.

فما هي ابعاد حرص وليد جنبلاط على الحشد الشعبي في السادس عشر من اذار ذكرى اغتيال والده؟ واية رسائل للداخل والخارج من وراء هذا الحشد ؟

ابعاد الحشد الشعبي

بداية ما هي الاسباب التي دعت الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى اوسع حشد شعبي في السادس عشر من اذار ؟

حسب مصادر قريبة من الاستاذ وليد جنبلاط : لقد تزامنت الدعوة التي اطلقها جنبلاط مع التطورات الجارية في سوريا والمنطقة كلها في ظل صراع واضح في جنوب سوريا بين اتجاهين داخل طائفة الموحدين الدروز، الاتجاه الاول الذي يدعو للحرص على وحدة سوريا وعدم الصدام مع الادارة السورية الجديدة وحل المشاكل الامنية والسياسية من خلال الحوار الوطني والداخلي ، والاتجاه الثاني الذي يرتبط بعلاقات مع الزعيم الديني لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين الشيخ موفق طريف والذي يحاول المسؤولون في الكيان الصهيوني استغلال مخاوفه مما يجري في سوريا للدعوة الى حماية الدروز وتعزيز العلاقة معهم .

ومن الواضح ان الاستاذ وليد جنبلاط يدعم الخيار التوحيدي لدروز سوريا وهو قام على راس وفد كبير مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الى سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد وتسلم الادارة الجديدة الحكم في سوريا ، وكان الهدف طمأنة الدروز في سوريا وارساء علاقات جيدة مع النظام الجديد ، لكن التطورات الميدانية وحصول بعض المشاكل الامنية بين دروز سوريا والادارة الجديدة ادت لعودة المخاوف لدى بعض دروز سوريا وخصوصا انها تزامنت مع التطورات الجارية في منطقة الساحل السوري مع العلويين ، وفي ظل الخوف الكبير من اتجاه سوريا الى حرب اهلية خطيرة تخدم المشروع الاسرائيلي وتؤدي الى تقسيم سوريا الى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية .

رسائل للداخل والخارج

ما هي الرسائل التي يريد وليد جنبلاط توجيهها للداخل والخارج من خلال الحشد الشعبي في السادس عشر من اذار ؟

من خلال الاوساط المطلعة على اجواء جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي فان الدعوة الى الحشد الشعبي الكبير في السادس عشر من اذار تهدف لتأكيد الزعامة الجنبلاطية الشعبية وخصوصا في ظل التطورات في لبنان وسوريا والمنطقة والمخاوف من العودة للحروب الاهلية والتقسيم والدخول الاسرائيلي على خط التطورات ، وسيحرص جنبلاط على توجيه خطاب واضح لتأكيد موقف الموحدين الدروز الوطني والقومي والعلاقة مع العالم العربي ، والوقوف في وجه المشاريع الاسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية .

واضافة للابعاد الخارجية فان لبنان سيكون امام استحقاقات انتخابية بلدية ونيابية ولذلك فان جنبلاط يحرص على استعراض القوة الشعبية للحزب التقدمي الاشتراكي وتعزيز زعامة نجله تيمور جنبلاط ، وعلى ضوء ذلك سيكون الحشد الشعبي رسالة للداخل والخارج بان الزعامة الجنبلاطية لا تزال الاقوى لدى طائفة الموحدين الدروز في لبنان ، وهي رسالة واضحة لرفض اي مشروع اسرائيلي للرهان على التحالف مع الاقليات في المنطقة او اقامة دويلات طائفية ومذهبية .

فهل ينجح جنبلاط في مواجهة المشاريع الاسرائيلية والتقسيمية ، او ان التطورات المتسارعة في المنطقة ستكون اقوى منه ؟

قاسم قصير