العدد 1633 /9-10-2024
أطلقت دولة قطر، اليوم
الثلاثاء، جسراً جوياً من الدوحة إلى بيروت حيث ستصل تباعاً طائرات محمّلة بأطنانٍ
من المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية، في إطار دعم لبنان وشعبه والنازحين
الذين تجاوز عددهم مليوناً و200 ألف نازح من جراء العدوان الإسرائيلي الموسّع على
الأراضي اللبنانية.
وقالت وزيرة الدولة
للتعاون الدولي في الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، التي وصلت إلى بيروت صباح
الثلاثاء: "أطلقنا اليوم الجسر الجوي من الدوحة إلى بيروت، ونتوقع خلال هذا
الشهر إرسال 10 طائرات c17 مُحمَّلة
بالمواد الطبية والإيوائية والغذائية".
مساعدات من الدوحة إلى
بيروت
وفي مؤتمر صحافي مشترك
مع منسّق لجنة الطوارئ في الحكومة اللبنانية وزير البيئة ناصر ياسين، ووزير الصحة
فراس الأبيض، أكدت الخاطر أنها "جاءت من قطر مُحمَّلةً برسالة تضامنٍ ومحبّة
للبنان وللشعب الشقيق"، مشيرةً إلى أنّ "العدوان الوحشي طاول لبنان
ومدنييه والبُنى التحتية، وحتى المستشفيات، فكما علمت من وزير الصحة، فقد استُهدِف
13 مستشفى، وسقط 125 شهيداً من الطواقم الطبية، ولو حدث ذلك في أي مكانٍ آخر في
العالم لوجدنا المجتمع الدولي ينتفض ليوقف مثل هذه المجزرة، لكن للأسف نرى هذا
التقاعس، كما رأيناه في غزة من قبل وبعدم إيقاف العدوان على الضفة".
وأضافت الوزيرة القطرية:
"لولا التقاعس لما تجرّأ الاحتلال الإسرائيلي على توسعة رقعة الصراع والقيام
بهذه الاعتداءات على دولة ذات سيادة، ونحن نؤكد وقوفنا إلى جانب لبنان حكومةً
وشعباً ومؤسسات وطنية، وعلى رأسها وزارة الصحة التي تقوم بدور بطولي، وكذلك
الطواقم الصحية، ولا يُخفى عليكم أنّ دولة قطر كانت ولا تزال داعمة للقوات المسلحة
اللبنانية، هذه المظلَّة الوطنية التي تجمع كلّ اللبنانيين".
وتابعت: "يبدو أنّ
الاحتلال الإسرائيلي يعيش وهماً بأنّه يستطيع تفريق الصفوف العربية أو الصفّ
اللبناني، هناك وحدة في الصفّ والموقف العربي تجاه هذا العدوان، الذي هو ضدّ كل
الأعراف والشرائع الدولية، وضدّ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات
مجلس الأمن، وبكل المعايير والاعتبارات، سواء القانونية أو الإنسانية، فهذا أمرٌ
مدانٌ ومستنكرٌ جملةً وتفصيلاً، ولا يمكن تبريره تحت أي بندٍ، أما ادعاءات الاحتلال
بأنه يستهدف ربما طيفاً بعينه أو مناطق بعينها، فقد أثبتت التجربة العملية أنّ هذا
الكلام غير دقيقٍ، حيث إنّ أغلب الضحايا هم من المدنيين والبنى التحتية مدنية".
تبعاً لذلك، أكدت الخاطر
"استمرار دعم دولة قطر للبنان، وبدأنا اليوم بإطلاق الجسر الجوي بطائرات
ستتوالى لحمل المواد الغذائية والإيوائية والطبية، بالإضافة إلى العمل على خططٍ
متوسّطة وبعيدة المدى من أجل احتواء الأزمة الإنسانية"، مضيفةً: "نتحدث
عن أكثر من مليون و200 ألف نازح في فترة زمنية قصيرة، ولا يمكن لأي منظومة حقيقةً
مهما بلغت القدرات أن تحتوي مثل هذه التداعيات من ناحية الخدمات غيرها، ونعمل لذلك
مع الأشقاء في لبنان، ليس فقط من أجل الإغاثة العاجلة، بل من أجل خططٍ متوسّطة
وبعيدة المدى".
وتمنّت الخاطر أن
"تقف الحرب عمّا قريب وبوقفة جادة من المجتمع الدولي من أجل الوقف الفوري
لإطلاق النار". وفي معرض ردّها على أسئلة الصحافيين، حول دور قطر في إعادة
إعمار لبنان بعد انتهاء العدوان، وقالت: "نعمل مع الزملاء والمؤسسات المعنيّة
على عدة مستويات، الأول إغاثي عاجل، والثاني متوسّط، والثالث أبعد، وأقولها صريحة
وواضحة: قطر ستقف إلى جانب لبنان دائماً".
وحول وجود أي وساطة
قطرية لوقف إطلاق النار، تقول الخاطر: "نستطيع الحديث عن حراك دبلوماسي نشط
من دولة قطر، بالتعاون مع عددٍ من الأشقاء لتخفيف التوتر ووقف إطلاق النار.
الوساطة مصطلح تقني له طبيعة معيّنة، لكن هناك حراك دبلوماسي نشط". وأضافت:
"الرسالة واضحة بوقوف قطر إلى جانب لبنان على المستويات كافة: الإنساني
والسياسي والدبلوماسي، وهناك نشاط دبلوماسي كبير في ما يتعلق بتخفيف التوتر، وكما
تعلمون فإنّ الملفات متشابكة، وأصل الإشكال الحرب على قطاع غزة، ولا تزال الوساطة
في هذا الملف نشطة للغاية ومن متفرعاته التوترات والتداعيات الأخرى، ونحن نتعامل
على المستويات الدبلوماسية والسياسية لخفض التوتر، وصولاً إلى وقف إطلاق النار،
لكن لا يمكن حلّ المشكلة من جذورها إلا عندما نتعامل مع ملف غزة تحديداً".
من جهته، قال وزير
البيئة ناصر ياسين إن هذه "المبادرة القطرية مهمّة جداً وتأتي في هذا الوقت العصيب
الذي نمرّ به من جراء العدوان ولتأمين الحاجات الملحّة إنسانياً وطبياً وإغاثياً،
وهذا ليس بغريبٍ عن دولة قطر وشعبها بالوقوف إلى جانب لبنان في كل الأزمات".
وأكد ياسين أن "المساعدات الإغاثية ستصل تباعاً إلى مستحقيها في كل المناطق،
هناك مليون و200 ألف من أهلنا النازحين موزّعين على أكثر من ألف مركز إيواء،
وسنعمل على إيصال المساعدات بشكل تدريجي ابتداءً من اليوم".
وأضاف: "الجسر
الجوي عبارة عن طائراتٍ عدة سنعمل بشكل مستمرّ لإيصال المساعدات التي تتضمنها إلى
الناس، حيث إنّ الحاجات كبيرة والأزمة ضخمة والعدو شرسٌ علينا ويقوم بحرب إبادة
ممنهجة، لكن نحن والأشقاء العرب، وعلى رأسهم دولة قطر الشقيقة، سنقف معاً وسنعمل
على التخفيف عن أهلنا حتى عودتهم إلى بيوتهم سالمين"، خاتماً حديثه بتقديم
الشكر إلى قطر.
من جانبه، قال وزير
الصحة اللبناني: "لا شك أنّ القطاع الصحي ينوء تحت أعباء العدوان المتوسِّع،
وصحيح هناك حتى الآن فوق الـ2000 شهيد، و10 آلاف جريح، هذا بالإضافة إلى احتياجات
مليون و200 ألف نازح، ما يعني ما يزيد على ربع سكان لبنان". وأضاف: "إن
المساعدات التي تأتينا وأتتنا اليوم من دولة قطر سيكون لها دور في تمكين العاملين
في القطاع الصحي والمؤسسات الصحية من تأمين الخدمات الصحية سواء للجرحى أو
النازحين، لكن الحل يبقى أولاً وأخيراً بوقفٍ فوريٍّ لإطلاق النار والبحث عن حلولٍ
دبلوماسية".
وحول إعادة قطر إعمار
لبنان بعد انتهاء العدوان، يذكِّر وزير الصحة بدور قطر في دعم لبنان وشعبه في كل
الأزمات، مشيراً إلى أننا اليوم نقوم مع الخاطر بجولةٍ في مستشفى بيروت الحكومي
الجامعي – الكرنتينا للاطلاع على وضع المرضى، وذلك في المستشفى الذي دُمِّر إبان
انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020، وكان لقطر دور في إعادة إعماره، إنها في
الماضي والحاضر والمستقبل ستكون إلى جانب لبنان.
ووصلت الوزيرة القطرية
صباحاً إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث افتُتِح جسر جوي من المساعدات
القطرية التي ستصل تباعاً إلى لبنان، ومن ثم توجهت إلى السرايا الحكومية للقاء
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأجرت جولة في مستشفى بيروت الحكومي
الجامعي – الكرنتينا للاطلاع على وضع المرضى في المستشفى.
وزارة الصحة في لبنان:
آلية ممكننة للمساعدات الطبية وسط العدوان
وخلال اللقاء مع رئيس
الوزراء اللبناني، رحّب رئيس الحكومة بـ"زيارة الوزيرة وما ترمز إليه من
تأكيد وقوف دولة قطر المستمر إلى جانب لبنان، ودعمها له لمواجهة هذه الظروف
الصعبة". وطلب رئيس الحكومة "نقل تحياته وشكره إلى أمير دولة قطر الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني على وقوفه إلى جانب لبنان ودعمه المستمرّ له". وطلب منها
"نقل تحياته إلى رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل
ثاني"، بحسب ما ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لميقاتي.
وأكدت الوزيرة القطرية
بعد لقاء ميقاتي، قائلةً: "موقفنا الراسخ والثابت تجاه لبنان وسيادته وحقه في
المحافظة على أمنه واستقراره وأمن مواطنيه كذلك". وذكّرت وفق ما نقل على
لسانها المكتب الإعلامي لميقاتي "بما طالب به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
وطالبت قبله الدول العربية بذلك بوقف تسليح قوات الاحتلال الإسرائيلية وإرسال
العتاد والسلاح، وكذلك الدعم في سياق هذه الحرب على غزة واليوم على لبنان".