قاسم قصير
تقول مصادر مطلعة على ملف «شبكات الإنترنت» في لبنان «إنه حتى الآن لم يكشف سوى كمية قليلة من المعلومات حول شبكات الانترنت في لبنان وعلاقة ما يجري بالكثير من التطورات الداخلية والخارجية، وإن هذا الملف ليس ملفاً تقنياً أو قضائياً أو إدارياً، بل هو ملف سياسي - معلوماتي- أمني مرتبط بالعديد من القرارات الدولية والإقليمية التي لها علاقة بالوضع اللبناني الداخلي وبالأوضاع الاقتصادية والمالية والأمنية».
وتوضح هذه المصادر «ان المدير العام لأوجيرو المهندس عبد المنعم يوسف هو الشخص الأقوى والأكثر قدرة على صعيد إدارة ملف الانترنت والتحكم به، وأنه حتى الآن لم تستطع القوى السياسية أو الأجهزة القضائية الوصول إلى كامل المعطيات حول دوره أو إثبات ما يمكن ادانته مستقبلاً».
وتتوقع هذه المصادر أنه «إذا استمر فتح هذا الملف الخطير فسنكون أمام فضائح كبرى قد تطاول رؤوساً كبيرة داخلياً وخارجياً».
فما هي آخر المستجدات حول ملف الإنترنت؟ وماذا يمكن أن يحصل إذا استمر فتح هذا الملف؟
كنز كبير من المعلومات
بداية ما هي آخر المستجدات في ملف الإنترنت وحقيقة المعلومات التي تنشر عن هذا الملف؟
تقول مصادر مطلعة على «ملف الانترنت والاتصالات في لبنان: إنّ ما تم كشفه حول شبكات الانترنت غير الشرعية في لبنان ليس إلا جزءاً بسيطاً من جبل الجليد، لأن هذا الملف من أخطر الملف في لبنان وله علاقة بالعديد من الجهات الدولية والإقليمية، لأنه من خلال السيطرة على قطاع الانترنت والاتصالات يمكن السيطرة على كل التحركات السياسية والمالية والعسكرية والأمنية، إن على صعيد الجهات الرسمية أو الجهات الحزبية وقوى المقاومة والمؤسسات الاقتصادية والمالية والجمعيات الأهلية والاجتماعية».
وتضيف هذه المصادر: «هناك علامات استفهام عديدة حول توقيت كشف شبكات الانترنت غير الشرعية وحجم المعلومات التي تم كشفها حتى الآن، مع أن هذه الشبكات تعمل منذ عشر سنوات وكانت جميع الجهات الرسمية والعسكرية والأمنية وكذلك المسؤولون في وزارة الاتصالات على علم بوجود هذه الشبكات وعملها وأماكن انتشارها وكيفية دخول المعدات الضخمة التي يجري تشغيلها في هذه الشبكات».
وتعترف المصادر «بأن المدير العام لأوجيرو عبد المنعم يوسف هو الشخص الأقوى والأعلم بكل تفاصيل ملف الانترنت وهو يتحكم بهذا القطاع وفي كل مجالاته وهو الذي لعب دوراً كبيراً في كشف شبكات الانترنت غير الشرعية في هذا التوقيت، وقد يكون لهذا التوقيت علاقة بالعديد من التطورات والمعطيات الخارجية والداخلية، وحتى الآن ورغم كل ما جرى لم تستطع القوى السياسية أو الحزبية والأجهزة القضائية أن تجهزّ ملفاً كاملاً يدين عبد المنعم يوسف أو يسمح بمقاضاته أو محاسبته أمام الأجهزة المعنية».
وتشير المصادر إلى «ان عبد المنعم يوسف المدير العام لهيئة أوجيرو يحظى بغطاء دولي وداخلي وان هناك جهات سياسية حاولت وتحاول اضعاف موقعه على صعيد الاتصالات والإنترنت، لكنها لم تنجح، وقد يكون من الصعب زعزعته عن موقعه نظراً إلى ما يتمتع به من إمكانات وقدرات وخبرات طويلة».
إلى أين سيصل هذا الملف؟
لكن إلى أين سيصل ملف الإنترنت والاتصالات في لبنان؟ وهل ستنجح الأجهزة الرسمية واللجان النيابية والأجهزة القضائية بالوصول إلى الحقائق الكاملة حول ملف الإنترنت والاتصالات؟
تستبعد المصادر المطلعة على ملف الانترنت والاتصالات «ان تنجح الأجهزة المعنية بالوصول إلى الحقائق الكاملة حول هذا الملف أو ان يتم كشف أسماء كل المسؤولين أو الذين يقفون وراء شبكات الانترنت غير الشرعية أو تحديد علاقة ما يجري بالجهات الدولية التي لها علاقة بهذا الملف».
لكن هذه المصادر تؤكد «ان المطلوب اليوم اعادة النظر في كيفية إدارة ملف الانترنت والاتصالات وان ذلك يبدأ بإعادة تصحيح الواقع الإداري داخل وزارة الاتصالات وهيئة أوجيرو والهيئة الناظمة للاتصالات في لبنان، لأنه لا يمكن حصر مسؤولية هذا الملف بشخصية أساسية ووحيدة هي المدير العام لأوجيرو عبد المنعم يوسف الذي يتحكم حالياً بكل مفاصل هذا القطاع نظراً إلى الصلاحيات التي يتمتع بها والإمكانات والخبرات التي يمتلكها».
وتدعو هذه المصادر «إلى عدم حصر شبكات الانترنت بجهات محددة داخلية أو خارجية لأن ذلك يسمح بالسيطرة على هذا القطاع ومراقبة كل المعلومات الواردة أو الصادرة عبر شبكات الانترنت وان المطلوب اقامة شبكات داخلية لا يمكن التحكم بها من وجهة واحدة».
وتتوقع المصادر «ان يعمد تيار المستقبل وبعض القوى السياسية إلى سحب الغطاء السياسي جزئياً عن عبد المنعم يوسف، ما قد يساعد في كشف المزيد من المعلومات والمعطيات حول ملف الانترنت والاتصالات، لأن الدور الكبير الذي يقوم به يوسف وقدرته على التحكم في هذا القطاع أديا إلى جعله أقوى من القوى السياسية الداخلية التي حمته ورعته طوال السنوات الخارجية».
أما عن البعد الدولي لملف الإنترنت، فتشير المصادر إلى «ان هناك عدة جهات دولية وإقليمية، ولا سيما الأميركيون والفرنسيون والإسرائيليون، تتابع ما يجري في ملف الانترنت والاتصالات نظراً إلى حجم المعلومات المهمة التي تمرّ عبر هذه الشبكات وان هناك بعض الصراعات والخلافات بين الجهات الدولية حول كيفية التحكم بهذا القطاع».
ودعت المصادر «جميع القوى السياسية والحزبية والأمنية اللبنانية إلى عدم الاستهانة بما يجري في عالم شبكات الانترنت لأن من يتحكم بهذا القطاع يتحكم بالأوضاع الاقتصادية والمالية ويستطيع الاطلاع على كل المعطيات الأمنية والعسكرية، ان على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الجمعيات أو الهيئات الأهلية، ما يؤدي إلى كشف كمية كبيرة من المعلومات لخدمة الجهات التي تسيطر على القطاعات العالمية».