العدد 1638 /13-11-2024
قاسم قصير
تضاربت المعطيات
السياسية والدبلوماسية والعسكرية بشأن الحرب الإسرائيلية على لبنان ، ففي حين
أشارت بعض المصادر الدبلوماسية الى تفعيل الإتصالات للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق
النار ، أفادت هيئة البث الإسرائيلية مساء
يوم الأحد الماضي بأن رئيس الأركان في
الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي صادق على توسيع عمليات الجيش الإسرائيلي البرية في
جنوب لبنان.
وأشار تقرير هيئة البث
إلى أن رئيس الأركان صادق "على خطط
جديدة للقيادة الشمالية، ما يعني توسيع المناورة البرية للجيش الإسرائيلي إلى
مناطق جديدة"، وبحسب التقرير، فإنه يتوقع أن يشارك في الاجتياح "آلاف
المقاتلين النظاميين والاحتياط في العملية العسكرية."
ونقلت قناة "كان 11" الاسرائيلية عن مسؤولين أمنيين وصفتهم برفيعي المستوى،
قولهم، إن "الخطط الجديدة مصممة للسماح للجيش الإسرائيلي بتعميق الإنجازات
التي حققها حتى الآن، والوصول إلى مناطق إضافية يعمل فيها حزب الله".
ويأتي الكلام عن احتمال تصعيد الحرب الإسرائيلية على لبنان
فيما نشرت تقارير إسرائيلية صحافية
معلومات عن قُرب إمكانية التوصل إلى "تسوية" في لبنان.
وأشارت هذه التقاريرأن
الحكومة الاسرائيلية تدرس خيار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت مع "حزب
الله" في لبنان، بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية، في ظل مخاوف تل أبيب
من إمكانية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يقيد بشكل كبير "حرية إسرائيل العسكرية.
واشارت مصادر
اسرائيلية ان وزير الشؤون الاستراتيجية
الإسرائيلي رون ديرمرقام بزيارة سرية إلى
العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الماضي، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي،
وأشارت الاذاعة إلى أن
ديرمر يتولى مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الهجوم الإسرائيلي
المتصاعد على لبنان بصفته ممثلا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وذكر التقرير أنه
"من المتوقع أن تلعب روسيا دورا مهما" في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار،
إذا تم التوصل إليه بين إسرائيل و"حزب الله"، لـ"ضمان تغيير الوضع
في لبنان ومنع تسليح حزب الله.
في مقابل التصريحات الاسرائيلية
شدد المسؤول الاعلامي في حزب الله محمد عفيف خلال القاء كلمة له في مجمع سيد
الشهداء في الضاحية الجنوبية بمناسبة يوم الشهيد بان الحزب لم يتلق اية معطيات حول
امكانية وقف الحرب على لبنان رغم انتشار معطيات ومعلومات متعددة في هذا الاتجاه ،
واكد عفيف على قدرات الحزب في مواجهة التصعيد الاسرائيلي وان مقاتلي الحزب قادرون
على الصمود لفترة طويلة وان المقاومة افشلت الهجمات الاسرائيلية على جنوب لبنان .
واما على الصعيد
اللبناني الرسمي فقد اشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى وجود معطيات ايجابية حول
التوصل الى وقف اطلاق النار انطلاقا من المشروع الهادف الى تطبيق القرار 1701 ونشر
الجيش اللبناني في الجنوب ، كما اكد ذلك وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ، في حين لم يحسم الرئيس نبيه بري المعطيات حول
عودة المبعوث الاميركي اموس هوكستاين الى لبنان ، مع ان بري لفت الى وعود الرئيس
الاميركي المنتخب دونالد ترامب بوقف الحرب على لبنان ، واشارت مصادر اعلامية في
بيروت الى دعم ترامب لمهمة المبعوث الاميركي لوقف الحرب.
اما على الصعيد
الميداني والعسكري فقد واصل الجيش الاسرائيلي عمليات القصف على المناطق اللبنانية
كافة ووصلت الى عكار وجبيل ، في حين واصلت المقاومة الاسلامية اطلاق الصواريخ على
الكيان الصهيوني والتصدي للقوات الاسرائيلية في جنوب لبنان.
في الحلاصة نحن امام
مرحلة جديدة في الحرب على لبنان ، ورغم ازدياد التصريحات حول احتمال نجاح
المفاوضات ووقف الحرب والمؤشرات الايجابية في هذا المجال ، فان الوقائع الميدانية
حتى الان لا تحمل اية مؤشرات ايجابية ، وهذا يتطلب الاستعداد لكل الاحتمالات
وخصوصا قيام الجيش الاسرائيلي بتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان .
ومن جهتها اوساط حزب
الله تؤكد الاستعداد لكل الاحتمالات ، سواء نجحت المفاوضات او استمرت الحرب ،
والقرار اولا واخيرا يعود للميدان العسكري وهو الذي سيقرر نتائج الحرب وموعد
نهايتها .
قاسم قصير