العدد 1654 /5-3-2025
قاسم قصير

شهدت الايام القليلة الماضية حدثين مهمين على صعيد العهد الجديد والحكومة الجديدة ، تمثل الحدث الاول في الزيارة التي قام به رئيس الحكومة نواف سلام الى الجنوب اللبناني بعد نيل حكومته الثقة وهوحدث مهم جدا في ظل تاكيد رئيس الحكومة على العمل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية المحتلة واعادة اعمار المناطق المدمرة، والحدث الثاني الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الى المملكة العربية السعودية في اول زيارة خارجية له وتأكيد الرئيس عون على استخدام كل الوسائل من اجل استعادة الاراضي اللبنانية المحتلة .

فما هي دلالات الزيارتين ؟ وهل يمكن ان تؤدي الجهود الرسمية الى استعادة الاراضي اللبنانية المحتلة في ظل استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للسيداة اللبنانية وعدم قيام اللجنة الدولية المشرفة على تطبيق ورعاية الاتفاق لتطبيق القرار 1701 باي دور لها حاليا في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية ؟

دلالات الزيارتين

بداية ما هي دلالات الزيارتين التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام الى جنوب لبنان والرئيس العماد جوزيف عون الى السعودية ؟

على صعيد زيارة الدكتور نواف سلام برفقة الوزيرة تمارا الزين الى جنوب لبنان وزيارة مدن الخيام وصور والنبطية وتفقد الاضرار الناتجة عن العدوان الاسرائيلي ، فقد شكّلت هذه الزيارة خطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح ، خصوصا بعد نيل الحكومة الثقة وتعهدها في البيان الوزاري العمل لاستعادة الاراضي المحتلة واعاد بناء ما هدمه العدو الاسرائيلي .

ورغم ان الزيارة تخللها لقاءات حامية مع المواطنين الجنوبيين الذين عبروا عن ارائهم الصريحة حول مواقف رئيس الحكومة ودعوته لشكر المقاومة الى جانب الجيش اللبناني وقوات الطوارىء وكذلك وضع خارطة طريق لاعادة الاعمار وتحرير الاراضي المحتلة ، فان اهمية الزيارة كونها تؤكد المواقف المبدئية للحكومة والعهد الجديد بايلاء الجنوب الاهتمام المطلوب وكلك العمل الجدي من اجل استعادة الاراضي اللبنانية المحتلة واعادة اعمار ما تهدم وتساهم الزيارة في اطلاع رئيس الحكومة على الاوضاع الميدانية عن قرب وحقيقة ما قام ويقوم به العدو الاسرائيلي من اعتداءات على الاراضي اللبنانية.

وبالنسبة لزيارة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الى السعودية في اول زيارة خارجية له فهي تساعد في اعادة تعزيز العلاقات بين لبنان والدول العربية والحصول على دعم عربي للمواقف اللبنانية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وكذلك دعم اعادة الاعمار والدعوة لعودة ابناء الخليج العربي الى لبنان بعد قطيعة استمرت عدة سنوات ، وهذه الزيارة تسبق انعقاد القمة العربية في مصر في الايام القادمة والتي ستبحث كيفية مواجهة المشاريع الاميركية والاسرائيلية لتهجير الفلسطينيين واحتمال عودة الحرب على قطاع غزة والتطورات في المنطقة.

الجهود الرسمية واستعادة الاراضي المحتلة

لكن هل ستؤدي هذه الجهود السياسية والدبلوماسية اللبنانية والعربية لاستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة ودعم اعادة الاعمار للمناطق المدمرة بسبب العدوان الاسرائيلي؟

رغم اهمية هذه الزيارات والتحركات الداخلية والخارجية من اجل توضيح المواقف اللبنانية وتأكيد الاهتمام الرسمي باستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة ومواجهة الانتهاكات الاسرائيلية واعادة اعمار المناطق المدمرة ، فانه ليس هناك في الافق القريب معطيات واقعية تؤكد استجابة العدو الاسرائيلي للمطالب اللبنانية ، كما ان الموقف الاميركي يدعم استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية المحتلة ويمنع اعادة الاعمار الا بشرط نزع سلاح حزب الله والعمل لتطبيع العلاقات بين لبنان والعدو الاسرائيلي حسب الكثير من المصادر السياسية والدبلوماسية والاعلامية.

وبانتظار معرفة نتائج التحركات الرسمية داخليا وخارجيا فان المطلوب حصول حوار وطني حقيقي وشامل للبحث في كيفية مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ، واذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية في تحقيق الانسحاب الاسرائيلي واعادة اعمار المناطق المدمرة فلا بد من التفكير بوضع خطة متكاملة لتحقيق التحرير وهذا يتطلب استراتيجية متكاملة وعدم استبعاد خيار المقاومة ودراسة الحصول على دعم عربي واقليمي ودولي من دول وقوى فاعلة في المنطقة ، والا فسيكون مصير القرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار مثل غيره من القرارات الدولية التي لا يبالي العدو الاسرائيلي في تنفيذها ولا يطبقها الا اذا فرضت المقاومة عليه تطبيقها .

والايام القادمة بيننا كما قال الرئيس نبيه بري للمبعوثين الاميركيين والدوليين.

قاسم قصير