العدد 1659 /16-4-2025
قاسم قصير
يشهد لبنان في هذه المرحلة ضغوطا داخلية
وخارجية تحت عنوان : تسليم سلاح المقاومة او سلاح حزب الله ، في حين تدعو بعض
الاطراف اللبنانية الى نزع السلاح بالقوة ، واذا لم يتم تسلم او نزع السلاح من قبل
الجيش اللبناني فان العدو الاسرائيلي قد يتولى هذه المهمة من خلال شن حربا جديدة
على لبنان ، كما تشير بعض المصادر السياسية والدبلوماسية والاعلامية ان الولايات
المتحدة الاميركية قد تمنع اعادة اعمار المناطق التي تهدمت خلال الحرب الاخيرة في
حال لم يتم نزع السلاح ضمن مهلة محددة .
وقد دعا رئيس القوات اللبنانية الدكتور
سمير جعجع الحكومة اللبنانية لوضع خطة لنزع سلاح الحزب خلال ستة اشهر ، في حين
اشارت العديد من المصادر الاعلامية ان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قد يعمد
الى اجراء حوار مباشر مع حزب الله من اجل بحث مستقبل السلاح وان الرئيس نبيه بري
يدعم هذا الحوار ، وعلى صعيد حزب الله اعلن العديد من مسؤولي الحزب ان الحزب مستعد
للحوار حول الاستراتجية الدفاعية او استراتيجية الامن الوطني لكن ذلك لا يعني وجود
قرار لدى الحزب بتسليم السلاح حاليا .
فهل ستؤدي هذه الضغوط الداخلية والخارجية
الى تسليم او نزع سلاح المقاومة وحزب الله ؟ ام سنكون امام تطورات خطيرة في الاشهر
المقبلة لانهاء دور حزب الله ؟ او يمكن ان تؤدي المفاوضات الاميركية – الايرانية
للتوصل الى حلول سياسية تنعكس على الوضع اللبناني وملف السلاح ؟
المطلعون
على اجواء حزب الله والمقاومة الاسلامية يقولون : ان هناك خطأ استراتيجي في عنوان
النقاش وفي منهجية البحث ، فاذا كان المطروح نزع السلاح او تسليمه للجيش اللبناني
وخصوصا في منطقة شمال الليطاني فان هذا العنوان غير صحيح حاليا ، لان النقاش يجب
ان ينطلق من عنوان : وضع استراتيجية دفاعية او وطنية لمواجهة الاعتداءات
الاسرائيلية واستعادة الاراضي المحتلة ووقف الانتهاكات الاسرائيلية وحماية الحدود
اللبنانية وعلى ضوء ذلك يمكن البحث في دور سلاح الحزب والمقاومة خصوصا انه حتى
اليوم لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية ولم ينجح الجيش اللبناني في مواجهة هذه
الاعتداءات ، كما ان اللجنة الدولية المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق 1701 لم تقم ياي
دور عملي حتى الان .
ويضيف هؤلاء المطلعون على اجواء الحزب
والمقاومة : واما المسألة الاهم فتتعلق بمستقبل هذا السلاح وهل سيستخدم لمواجهة
الاعتداءات الاسرائيلية واي عدوان اسرائيلي جديد ؟ او سيت وضعه في المستودعات كي
يسهل على العدو الاسرائيلي تدميره ؟ او سيقوم الجيش اللبناني باتلاف هذا السلاح
وخصوصا الصواريخ البعيدة المدى والطائرات المسيرة وفقا للمطالب الخارجية ؟
كل هذه الاسئلة ستكون محور اي حوار او نقاش
داخلي ، واما ربط السلاح بالمفاوضات الاميركية – الايرانية فهو غير صحيح حسب
الاوساط القريبة من المقاومة لان مستقبل السلاح ودوره مرتبطان بوجود الاحتلال
الاسرائيلي وكيفية مواجهته .
لكن في الخلاصة نحن سنكون امام تطورات مهمة
خلال الفترة المقبلة ومستقبل سلاح الحزب والمقاومة سيكون احد العناوين الاساسية
سواء على الصعيد الداخلي او الضغوط الخارجية ، فهل سنصل الى حلول سياسية تحفظ
البلد وتحرره من الاحتلال الاسرائيلي ؟ او سنكون امام موادهات داخلية وضعوط خارجية
تمهيدا لعودة الحرب الاسرائيلية على لبنان مرة اخرى؟
قاسم قصير