العدد 1678 /27-8-2025
قاسم قصير

شكلت عودة الوفد الاميركي برئاسة السفير توم براك فرصة جديدة لاستكمال البحث حول المطالب الاميركية والاسرائيلية بشأن نزع سلاح حزب الله وخطة الحكومة اللبنانية التي اقرت في الخامس والسابع من شهر اب ، وتزامنت هذه العودة مع تصريحات خطيرة عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيمين نتنياهو تدعم خطة الحكومة اللبنانية وتؤكد استعداد الكيان الاسرائيلي لدعم لبنان من اجل نزع سلاح الحزب ، وفي الوقت نفسه تم تسريب العديد من المقترحات الاسرائيلية حول اقامة منطقة اقتصادية عازلة في جنوب لبنان لمنع عودة الاهالي الى هذه المنطقة ومنع عودة الحزب الى الحدود على ان تقام فيها مصانع ومنتجعات برعاية اميركية ودعم سعودي وقطري .

وبالمقابل كانت مواقف حزب الله وحركة امل والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ودار الافتاء الجعفري رافضة لهذه الخطة وكانت من المفترض ان يقوم الحزب والحركة بتحرك شعبي واسع يوم الاربعاء في ساحة رياض الصلح لكن تم تاجيل التحرك الى وقت اخر .

فما هي السيناريوهات والاحتمالات المتوقعة على ضوء زيارة الوفد الاميركي والطروحات والمواقف المختلفة :

السيناريو الاول : ان تؤدي زيارة الوفد والاتصالات القائمة داخليا وخارجيا الى تبريد الاجواء واعطاء فرصة للتوصل الى حلول عملية للازمة تؤكد على الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية واطلاق الاسرى والبدء بالاعمار في مقابل وضع خطة عملية لمعالجة مستقبل السلاح عبر الحوار وضمن خطة مقبولة من الحزب والحركة والاطراف الشيعية ، وهذا يشكل الخيار الافضل للبنان والمنطقة ولكن تحقيقه ليس سهلا في ظل الاصرار الاسرائيلي والاميركي على عدم القيام باية خطوة عملية قبل نزع السلاح .

السيناريو الثاني : ان تلجأ الحكومة الى تأجيل انهاء خطة نزع السلاح او البدء بتطبيقها قبل بدء العدو الاسرائيلي بالالتزام بالشروط اللبنانية والعودة الى الحوار الداخلي للتفاهم مع حزب الله وحركة امل على كيفية مقاربة التطورات وهذه السيناريو اكثر واقعية وينقذ البلاد من ازمة حقيقية .

السيناريو الثالث : ان يعمد العدو الاسرائيلي وبدعم اميركي بتصعيد عدوانه المستمر على لبنان لكي يشمل مناطق جديدة ويستهدف منشأت لبنانية رسمية وذلك للضغط على لبنان للقبول بالشروط الاسرائيلية وقد يتحول العدوان الى حرب واسعة مما يدخل البلاد في مرحلة صعبة ، وهذا السيناريو متوقع لكن احتمالاته اقل من غيره لان لذلك تداعيات كبيرة داخليا وخارجيا .

السيناريو الرابع والاخطر ان تزداد الحملة السياسية والاعلامية الداخلية على حزب الله وحركة امل والطائفة الشيعية وتحريض الجيش اللبناني من اجل نزع السلاح بالقوة وهذا يعني الذهاب الى حرب اهلية وفتنة داخلية كبيرة وانقسام الجيش اللبناني ، وقد يتزامن ذلك مع توسع العدوان الاسرائيلي على لبنان .

هذه هي السيناريوهات والاحتمالات المتوقعة وكلما اتجهت الاوضاع الى المزيد من التصعيد بدل الحوار والحلول المنطقية كلما زادت المخاطر والمخاوف .

فاي الخيارات سيختار لبنان ؟ وماذا سيقدم الاميركيون والاسرائيليون؟ وكيف سيتصرف اللبنانيون في المرجلة المقبلة؟

اسئلة كثيرة والمخاوف كبيرة وعلى امل ان تنجح الخيارات الواقعية على المواقف المتشنجة .

قاسم قصير