العدد 1627 /28-8-2024
قاسم قصير
نفّذ حزب الله تهديداته بالرد على عملية
إغتيال قائده الجهادي السيد فؤاد شكر من خلال العملية التي نفذتها المقاومة
الاسلامية فجر يوم الاحد الماضي والتي استهدفت قاعدة المخابرات الاسرائيلية
غاليلوت قرب تل ابيب ، ورغم ادعاء العدو الاسرائيلي بانه احبط الهجوم الذي نفذته
المقاومة فان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اكد تحقيق المقاومة لاهدافها
مؤكدا ان هذا الرد ليس نهاية المعركة مع العدو الاسرائيلي وان المعركة مستمرة حتى
وقف الحرب في غزة ، وان رد ايران وحركة انصار الله سيتم في وقت لاحق .
فما هي دلالات رد حزب الله على عملية
الإغتيال ؟ والى اين تتجه الحرب في المرحلة القادمة ؟.
دلالات الرد
بداية ما هي ابعاد ودلالات رد الحزب على
اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر ؟
بعد اقل من شهر على عملية اغتيال القائد فؤاد
شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت ، اختار حزب الله الرد على عملية الاغتيال من خلال
استهداف القاعدة المخابراتية للعدو الاسرائيلي غاليلوت قرب تل ابيب ، مع القيام
بعملية تمويه من خلال اطلاق مئات الصواريخ على المواقع العسكرية في شمال فلسطين ،
ورغم ادعاء العدو الاسرائيلي بانه افشل العملية عبر القيام بعملية استباقية من
خلال قصف منصات الصواريخ في جنوب لبنان ، فان الامين العام لجزب الله السيد حسن
نصر الله اكد نجاح العملية وتحقيقها الهدف المطلوب ، وفنّد في خطاب له فشل العدو
في منع حصول عملية الرد وعرض اسباب اختيار هذه القاعدة وتفاصيل رد المقاومة .
ويمكن الاشارة الى بعض الملاحظات الهامة حول
رد الحزب ومنها :
اولا : قام حزب الله بالرد منفردا ولم ينتظر
رد ايران وحركة انصار الله وقوى المحور واوضح السيد نصر الله ان هناك اسباب معينة
دفعت الحزب للقيام بالرد منفردا وقد يتم الاعلان عنها لاحقا .
ثانيا : رغم اهمية العملية وحالة الاستنفار
التي تمت من جراء القصف الاسرائيلي لجنوب لبنان فانها لم تؤد الى اشعال حرب كبرى
كما كان يتخوف الكثير من المحللين والجهات الدبلوماسية والامنية ، مما يؤكد حرص
جميع القوى الاقليمية والدولية الى ابقاء المواجهة ضمن حدود معينة حاليا .
ثالثا : تزامنت العملية مع استمر المفاوضات
في القاهرة حول وقف اطلاق النار في غزة ولم ينتظر الحزب انتهاء المفاوضات ، وهذه
رسالة دعم للمقاومة في فلسطين والتاكيد على الاستعداد لمواصلة العمليات بغض النظر
عن نتائج المفاوضات .
رابعا : رغم تشكيك البعض من المحللين والجهات
السياسية بنتائج العملية فان المواقف الاسرائيلية اكدت خطورة ما قام به الحزب
وبرزت مواقف اسرائيلية دعت لتصعيد الحرب ضد الحزب في المرحلة المقبلة .
خامسا : حصول الرد ضمن الضوابط والقواعد التي
وضعها الحزب انعكس ارتياحا في لبنان وخفف من اجواء التوتر والقلق الداخلي .
افق الحرب في المرحلة المقبلة
لكن الى اين تتجه الحرب في المرحلة المقبلة؟
رغم رد الحزب على عملية اغتيال قائده الجهادي
فؤاد شكر فان الحرب مستمرة بانتظار وضوح صورة الاوضاع في قطاع غزة ونهاية
المفاوضات في القاهرة حول وقف اطلاق النار في غزة ، فالعدو الاسرائيلي يواصل
اعتداءاته على لبنان وتنفيذ عمليات الاغتيال لكوادر المقاومة اللبنانية
والفلسطينية ، وقوى المقاومة مستمرة في حرب الاسناد لجبهة المقاومة في غزة ،
وتهديدات المسؤولين الاسرائيليين لتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ضد لبنان وحزب الله
مستمرة وتتصاعد بشكل دائم .
وعلى ضوء نتائاج عملية الرد وتداعياته ، يمكن
الاستنتاج ان المقاومة الاسلامية في لبنان وبالتعاون مع مختلف قوى المقاومة ستواصل
حرب الاسناد والرد على عمليات الاغتيال مع الحرص على عدم جر المنطقة الى حرب واسعة
بسعى اليها العدو .
واما في المنطقة وبانتظار رد ايران وحركة
انصار الله في اليمن ، فان الاوضاع ستستمر نحو المزيد من التصعيد ارتباطا
بالتطورات في غزة والمناطق الفلسطينية .
اذن نحن في حرب مستمرة وباشكال مختلفة دون
الذهاب الى حرب شاملة مع عدم استبعاد هذا الاحتمال من قبل العدو الاسرائيلي .
وكل الاوضاع في لبنان والمنطقة ستظل مرتبطة
بنتائج التطورات الميدانية في غزة ونتائج المفاوضات في القاهرة ، ولن تتوقف هذه
الحرب الا بعد وقف العدوان على غزة .
قاسم قصير