العدد 1639 /20-11-2024
عاش لبنان واللبنانيين ساعات ترقب طويلة بانتظار وصول
المبعوث الأميركي آموس هوكشتين إلى لبنان ، على أمل أن تؤدي زيارته إلى وقف لإطلاق
النار، بعد أن بلغ العدوان الصهيوني على لبنان مداه سواء لناحية القتل والتدمير
الذي طال معظم القرى والبلدات في جنوب لبنان والبقاع، وكذلك في الضاحية الجنوبية
لبيروت التي أصبحت أطلالا بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية على شوارعها وأحيائها ،
ولم تسلم مدينة بيروت من الغارات الإسرائيلية التي جرى فيها استهداف مناطق محددة
بحجة وجود قادة للمقاومة فيها.
هذا الوضع بعد ما يقارب الشهرين من
بدء العدوان الصهيوني على لبنان، فتح الباب أمام فرصة التوصل لوقف لإطلاق النار في
لبنان عبر الوساطة الأميركية التي أخذت موافقة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، فكان أن تقدم الوسيط الأمريكي آموس هوكشتين بمسودة ورقة لوقف إطلاق النار
في لبنان، وجرى تسليم هذه الورقة عبر السفيرة الأميركية في لبنان إلى الرئيسين بري
ميقاتي وعبرهما إلى حزب الله، حيث جرى درس هذه الورقة من قبل مختلف الأطراف
المعنية، وتم التواصل مع هوكشتين وتبلغ موقف ايجابيا من لبنان لناحية الموافقة على
وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب ، وأما باقي المطالب
المتعلقة بتشكيل لجنة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701، وغيره من الأمور فتركت للمفاوضات التي سيجريها هوكشتين
بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي.
لكن بعد مجيء هوكشتين إلى لبنان ،
ولقاءه مع الرئيسين بري وميقاتي تبين أن المطلوب فقط الالتزام بمضمون الورقة
الأميركية دون قيد أو شرط، والتي تسمح لإسرائيل بحرية التحرك عسكريا في لبنان في
حال رأت أن هناك تهديدا لأمنها أو إخلالا في تطبيق القرار 1701بالإضافة إلى أمور أخرى رفضها لبنان وحزب الله ، وذكرت قناة
CNN الأمريكية أن :
حزب الله رفض الشرط الاسرائيلي بالسماح لها بحرية العمل في حال قيام حزب الله
بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، كما رفض حزب الله شرط اسرائيل بوقف تسليح حزب الله
لنفسه وفصل جبهة غزة .. ، وكان حزب الله قد أعلن عن كلمة للأمين العام لحزب الله
الشيخ نعيم قاسم بعد لقاء هوكشتين مع الرئيسين بري وميقاتي ،وهو ما دفع إلى
الاعتقاد أن هناك تطورا إيجابيا لناحية مفاوضات وقف إطلاق النار ، ولكن بعد تبلغ
لبنان وحزب الله التعنت الإسرائيلي ورفض
الشروط اللبنانية لوقف إطلاق النار، أعلن حزب الله عن تأجيل الكلمة المرتقبة للشيخ
نعيم قاسم.
بعد كل هذه التطورات السياسية
التي رافقت زيارة هوكشتين إلى لبنان ، والتي يبدو أنها لم تصل إلى نتائج إيجابية،
يمكن القول أن الوضع في لبنان يتجه إلى مزيد من التصعيد في الأيام القادمة،
والكلمة أصبحت للميدان كما أعلنت قيادة المقاومة.
بسام غنوم