العدد 1637 /6-11-2024
قاسم قصير

قاسم قصير

بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية وفشل العدوان الإسرائيلي في تحقيق اهدافه الاستراتيجية في لبنان رغم الضربات القاسية التي وجهها للمقاومة وللبنان الى اين تتجه الاوضاع وكيف يواجه لبنان واللبنانيون مختلف التحديات ؟

منذ حوالي الشهر ونصف تقريبا بدا العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان من خلال عملية البيجر واللاسلكي وصولا لاغتيال القيادات وعلى راسها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والبدء بعمليات القصف والتدمير لكل القرى والمدن اللبنانية وتهجير حوالي مليون وخمسمائة مائة الف مواطن لبناني وتخلل ذلك عمليات اغتيال وصولا لخطف المواطن اللبناني عماد امهز من البترون .

وقد حاول العدو الإسرائيلي التقدم لاحتلال اراضي لبنانية على الحدود فلم يحقق سوى تقدم محدود لكنه عمد الى تدمير معظم القرى الحدودية وحتى الان لم يستطع السيطرة على مدينة كبرى او موقعا استراتيجيا مهما .

فكيف تتجه التطورات بعد انتهاء الانتخابات الأميركية ؟ وهل سيستمر العدوان الإسرائيلي على لبنان ؟ واين لبنان واللبنانيون من الصراع اليوم وما هو دورنا كلبنانيين ؟

من الواضح ان العدو الإسرائيلي مستمر في عدوانه وان كانت الانتخابات الرئاسية الأميركية قد تدخلنا في مرحلة جديدة على صعيد الدور الاميركي اضافة لقيام ايران بالرد على إسرائيل وهذا قد يؤدي الى المزيد من التصعيد في المنطقة كلها.

لكن رغم قوة العدوان وما حققه العدو من بعض الإنجازات الامنية والعسكرية والضربات التي تلقتها المقاومة وحجم الضغط الكبير على الجبهة الداخلية عبر قضية النازحين والاغتيالات ومحاولات اثارة الفتنة وتحقيق انجازات سياسية تعطي العدو الإسرائيلي بعض مطالبه التي فشل في تحقيقها عسكريا ، فان المقاومة لا تزال قوية ومستمرة في القتال وتوجه للعدو ضربات قاسية وهذا ما جعل قادته العسكريين يطالبون بانهاء العملية العسكرية خلال اسبوعين .

لكن حتى الان ولحين اتضاح انعكاس نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية على الدور الاسرائئيلي فاننا لا زلنا في قلب المعركة وكل الاحتمالات واردة وان كان صمود المقاومة والشعب اللبناني وعدم الرضوخ للمطالب الإسرائيلية والأميركية سيشكلان نقطة مهمة في الاسراع بانهاء العدوان .

وبانتظار وضوح الرؤية وافق المرحلة المقبلة فان مسؤولية لبنان واللبنانيين يجب ان تتركز على النقاط التالية:

اولا : تعزيز الوحدة الوطنية وعدم الانجرار الى اية سجالات او صراعات داخلية حاليا واستيعاب كل محاولات اثارة الفتنة خصوصا بعد مواقف البطريرك الراعي والدعوة الى تحرير المدارس من النازحين وغير ذلك من الأحداث المتفرقة ضد النازحين والمواقف ضد حزب الله والمقاومة.

ثانيا: زيادة الاهتمام بملف النازحين عبر كل المستويات وخصوصا وان موسم الشتاء قد بدا والعمل من اجل تأمين كل ما امكن لهم ومراعاة اوضاع المناطق اللبنانية.

ثالثا : التاكيد على اهمية دعم المقاومة بكافة الأشكال ودعوة كل اللبنانيين لدعم المقاومة لانها الخيار الوحيد لوقف العدوان حاليا مع تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية مع كل الدول العربية والإسلامية والجهات الدولية .

رابعا : تعزيز الحوار الداخلي الايجابي من اجل معالجة الازمات الداخلية واعادة بناء المؤسسات وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة عندما يتوقف العدوان والعمل من اجل عقد حوار وطني شامل بعد ذلك حول الاستراتيجية الدفاعية وكيفية مواجهة العدو الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية ودور لبنان في المرحلة المقبلة.

خامسا : التركيز على حقيقة المشروع الإسرائيلي في لبنان وفلسطين والمنطقة كلها والمخاطر التي يفرضها هذا المشروع اليوم وغدا والنقاش المعمق حول ذلك انطلاقا من كل الادبيات والافكار التي طرحها كبار المفكرين اللبنانيين والعرب حول هذا المشروع.

نحن اليوم امام عدوان إسرائيلي كبير يستهدف لبنان واللبنانيين جميعا ويسعى لتدمير كل المدن والمناطق وخصوصا السياحية مثل بعلبك وصور ولذلك يجب الابتعاد عن كل الخلافات الداخلية والتركيز على العدو الإسرائيلي وفتح الحوار الهادىء بعيدا عن العصبيات والحزبيات والسجالات او اطلاق المواقف المتسرعة او الحادة ولا بد من الاشادة بكل المواقف الوطنية والجهود التي تبذل لاحتضان النازحين وقطع الطريق على كل من ان يعمل لاثارة الفتنة .

وستبقى الكلمة الأخيرة للميدان والمقاومة لانها هي من تفرض المعادلات الجديدة في لبنان وفلسطين والمنطقة كلها.