العدد 1647 /15-1-2025
قاسم قصير

     شكّل تكليف الدكتور نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة مفاجأة كبيرة للعديد من الاوساط الداخلية لان كل التوقعات كانت تشير الى عودة الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس العماد جوزيف عون ، لكن يبدو ان تغيرا محددا حصل قبل 24 ساعة من موعد الاستشارات بشان اسم رئيس الحكومة ادى لتغير المعطيات وتراجع المعارضة عن دعم النائب فؤاد مخزومي وانسحاب النائب ابراهيم منيمنة وتغير مواقف العديد من الكتل النيابية ، وشكّل ذلك مفاجئة للثنائي ( حركة امل وحزب الله ) اللذان تحدثا عن حصول انقلاب على التفاهم الداخلي  وتخوفا من حصول تسويات مستقبلية على حساب دور القوى الشيعية اللبنانية.

     فما هي ابرز التحديات التي يواجهها لبنان على الصعيدين الرئاسي والحكومي بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية واختيار الدكتور نواف سلام رئيسا للحكومة الجديدة ؟

    هذه ابرز التحديات .

    اولا : استيعاب الموقف المعارض لكل من حركتي امل وحزب الله حول كيفية حصول التكليف والحرص على التعاطي الايجابي مع الواقع الشيعي اللبناني كي لا تتحول هذه المشكلة الى ازمة سياسية وداخلية وميثاقية في ظل بروز معطيات عن العمل لتهميش دور الحزب والحركة في المرحلة المقبلة داخليا.

     ثانيا : الحرص على تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية مع الاخذ بالاعتبار التوزانات السياسية والطائفية كي لا تواجه الحكومة اعتراضات داخلية
    ثالثا : متابعة تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار بشكل كامل وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة واستعادة الاسرى لان عدم تطبيق وقف اطلاق النار الكامل سيؤدي الى اوضاع امنية غير طبيعية.

    رابعا : اطلاق ورشة اعادة الاعمار في كل المناطق اللبنانية وخصوصا المناطق الجنوبية الحدودية  لان ذلك يطلق اشارات ايجابية للمواطنين اللبنانيين حول دور الحكومة الجديدة والعهد الجديد .

     خامسا : اعتماد الكفاءة في التعيينات المقبلة من اجل اعادة الثقة بدور الدولة والمؤسسات العامة ومعالجة مشاكل القطاع العام على كافة الصعد .

    سادسا : تحقيق مشروع استقلالية القضاء وتطبيقه بشكل كامل لان استقلالية القضاء هو المدخل الصحيح لقيام دولة القانون والعدالة.

    سابعا : استكمال الخطوات التشريعية والتنفيذية للاصلاح المالي والاقتصادي واستعادة اموال المودعين وهيكلة المصارف.

    ثامنا : اطلاق حوار وطني شامل حول استكمال تطبيق اتفاق الطائف وبحث الاستراتيجية الدفاعية .

    تاسعا : اعادة الاعتبار لدور لبنان الفاعل على الصعد العربية والدولية والعمل كي يكون لبنان مركز للحوار العالمي وحل الازمات بدل ان يكون ساحة للصراعات والازمات .

    عاشرا : الحرص على حماية التنوع الداخلي وحماية الحريات وحقوق الانسان ورفض خطاب الكراهية والسجالات والذهاب نحو بناء دولة المواطنة والدولة المدنية.

    هذه بعض المهام والتحديات التي تنتظر العهد الجديد والحكومة الجديدة عندما تتشكل وعلى امل تجاوز ازمة التكليف التي حصلت والحرص على اطلاق خطاب جامع ووحدوي في ظل الظروف القاسية التي يواجهها لبنان والمنطقة في هذه المرحلة.

   قاسم قصير