العدد 1657 /26-3-2025
بسام غنوم
يعيش لبنان
والمنطقة على آتون بركان يكاد ينفجر في اي لحظة ، فالعدو الاسرائيلي يستبيح كل
المحرمات في غزة وفلسطين ويستهدف السكان المدنيين في غزة ويدمر المستشفيات بحجة
اغتيال أحد المسؤولين في حماس ، واما في سوريا فالغارات الاسرائيلية لا تتوقف دون
اي سبب، وتستهدف الآمنين في دمشق وكذلك المطارات والمواقع العسكرية في مختلف
المحافظات السورية وآخرها مطار تي فور في تدمر من أجل تدمير كل قدرات سوريا
العسكرية حتى لا تشكل تهديدا مستقبليا لهاكما تقول ، ويجري كل ذلك وسط صمت دولي مريب.
اما في لبنان
فإن إسرائيل التي تنتهك وقف إطلاق النار يوميا عبر الغارات الجوية التي تقول انها
تستهدف فيها مخازن الاسلحة والذخائر التابعة لحزب الله ، و قامت بإستغلال عملية
اطلاق صواريخ بدائية مشبوهة من جنوب لبنان تجاه مستعمرة المطلة حتى تشن غارات على
مدينة صور وعدد من قرى الجنوب مما ادى الى استشهاد 7وجرح 42 من اللبنانيين ، وترافق العدوان الاسرائيلي الأخير على
لبنان مع تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي بقصف بيروت وقال "بيروت مقابل المطلة".
ولا يقتصر الأمر
على البلطجة الاسرائيلية في غزة وفلسطين وسوريا ولبنان برعاية اميركية ، بل ينسحب
أيضا على العدوان الأميركي على اليمن لمنعه من إسناد غزة ، وعدم التأثير على حرية
الملاحة في الخليج كما تقول الادارة الأميركية ، التي حشدت الاساطيل وحاملات
الطائرات في المنطقة لدفع إيران للقبول بالشروط الأميركية المطلوبة لوقف العمل
بالبرنامج النووي الايراني ، والا فإن ايران سوف تتعرض لضربات عسكرية مدمرة من قبل
القوات الأميركية وحلفائها في المنطقة .
وهنا يطرح السؤال
التالي : الى أين تتجه الأوضاع في المنطقة في ظل البلطجة الاسرائيلية والتهديدات
الأميركية ؟
يبدو أن ادارة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي يغلب عليها المحافظون الجدد في الادارة
الأميركية ، والتي تريد اعادة رسم خريطة المنطقة بما يتناسب والمخططات الصهيونية
قد فقدت عقلها ، فهي من ناحية تريد تهجير الفلسطينيين من غزة الى مصر والأردن عبر
عمليات القتل والتدمير الممنهجة وقد اكدت ذلك نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي
مورغن أورتاغوس التي نقلت عنها قناة «فوكس نيوز» قولها: «أطلقنا العنان لإسرائيل وزودناها بكل الأسلحة لمواصلة الحرب
في غزة». وأضافت: «سنقف إلى جانب إسرائيل سواء تعلّق الأمر بتدمير «حماس» أو «حزب الله» أو الحوثيين (...) سنقف إلى جانب حليفتنا إسرائيل ولن نعاقب أصدقاءنا و نكافئ
أعداءنا».
ومن ناحية
أخرى تريد فرض التطبيع مع اسرائيل على سوريا ولبنان عبر الضغوط السياسية والعسكرية
، وفي هذا الأطار تسعى الادارة الأميركية الى تشكيل ثلاثة لجان بين لبنان واسرائيل
لبحث قضايا الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان وقضية الأسرى اللبنانيين لدى اسرائيل وكذلك موضوع ترسيم الحدود مع لبنان
، ونقل عن مصادر أميركية «تشديدها على أهمية دور اللجان الثلاث للمفاوضات في شأن
الإنسحاب الإسرائيلي والأسرى وتثبيت الحدود، فيما ترى بعض الجهات اللبنانية أنّ
هذه اللجان قد تكون تمهيداً للتطبيع، في مقابل وجهة نظر أميركية تؤكّد ضرورة
تشكيلها لحل ملفات الجنوب وتنفيذ وقف النار».
وتدخل التوغلات
الاسرائيلية في منطقة القنيطرة و الغارات الجوية على مختلف المحافظات السورية ،
وكذلك التدخل في الشأن السوري الداخلي عبر تحريض بعض الجماعات الدرزية في محافظة
السويداء على الادارة السورية الجديدة في دمشق ، في إطار عمليات الضغوط التي
تمارسها الادارة الأميركية بالتعاون والتنسيق مع اسرائيل من أجل فرض تطبيع
العلاقات مع اسرائيل ، وقد أكد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف
ويتكوف أن "تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع سوريا ولبنان أصبح احتمالاً
حقيقياً"، وأن لبنان يمكنه حرفياً تطبيع العلاقات مع إسرائيل عبر
إبرام معاهدة سلام".
بالخلاصة لبنان
والمنطقة تتجه الى تطورات سياسية وعسكرية غير مسبوقة ، تعمل عليها الادارة
الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب بالتعاون مع اسرائيل من أجل اعادة رسم
خريطة المنطقة بما يحقق الأحلام الصهيونية بما يسمى "إسرائيل الكبرى" ، ويجري كل ذلك للأسف الشديد في ظل تواطؤ وصمت عربي مريب .فهل تنجح أميركا واسرائيل في مخططاتهم ام يفشلون في تحقيق
أهدافهم ؟
بسام غنوم