العدد 1560 /26-4-2023
لم تهدئ عطلة عيد الفطر
المبارك من حدة السجلات السياسية بين الفرقاء اللبنانيين وكأن مختلف الفرقاء
السياسين لايريدون للبنانيين ان ينعموا ولو حتى في عطلة العيد بشئ من الهدوء على
الصعيد السياسي ، فهم مصرون على تنغيص افراح اللبنانيين واعيادهم حتى لاينعم لبنان
واللبنانيين بشيء من الفرح والسكينة.
فقد شهد اللبنانيون سجالا
حادا بين نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال في تغريدة له على موقع
تويتر " الصورة على حالها منذ ستة أشهر. مرشح رئاسي لديه عدد وازن من أصوات النواب
هو الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح تبحث عنه كتلٌ تصنِّف نفسها في المعارضة ولم
تصل إلى اتفاق عليه حتى الآن، من بين عددٍ من المرشحين ليس لأحدٍ منهم أصوات وازنة.
البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي والآخر هو الفراغ " ، وهذا الموقف الذي
اعلنه الشيخ نعيم قاسم والذي وضع فيه لبنان واللبنانيين امام خيارين اما فرنجية او
الفراغ ، اثار ردا مباشرا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقال رداً على الشيخ
نعيم قاسم لـ"#وهلق_شو": وإذا كان مرشحهم الأوفر حظاً فليحضروا إلى المجلس
ولينتخبوه وما حصل سابقاً لن يحصل "ولو مرّ دهور".
والذي اثار استغراب
اللبنانيين في هذا السجال المستجد حول الانتخابات الرئاسية هو انه اتى عكس الاجواء
الايجابية التي عاشتها الساحة اللبنانية قبل عطلة العيد ، حيث كانت كل الاجواء
توحي ان المتغيرات على الساحتين الاقليمية والدولية وخصوصا بعد المصالحة بين
السعودية وايران سوف تؤدي الى حلحلة في الموضوع الرئاسي ، وان الفرقاء اللبنانيين
لن يكونوا عقبة امام الجهود العربية والدولية الهادفة للوصول الى حل سياسي في
لبنان يضمن عودة الامن والاستقرار الى ربوعه.
فهل تعكس هذه المواقف التي
اعلنها الشيخ نعيم قاسم وسمير جعحع تراجعا في مواقف الفرقاء الداخليين من الجهود
العربية والدولية ام ان الامر غير ذلك؟
لا تخفي الاطراف الاقليمية والدولية انزعاجها
من مثل هذه المواقف التي اعلنها الشيخ نعيم قاسم التي اعادت تذكير اللبنانيين
بمواقف السفير الاميركي ريتشارد مورفي في اثناء الحرب اللبنانية حيث وضع
اللبنانيين امام خيار " مخايل الضاهر او الفراغ " ومعلوم لكل اللبنانيين
فشل هذا الخيار وما تلاه من خراب ودمار.
وهنا نسأل لماذا العودة الى لغة التهديد
والوعيد من قبل "حزب الله" في الموضوع الرئاسي والذي استتبع بموقف لافت
ايضا من رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين الذي
قال " أن لبنان يمر اليوم في مرحلة خطيرة جداً، وهو ليس مأزوماً فقط، وإنما ينتقل
الآن من مرحلة التأزّم إلى مرحلة الفوضى العارمة، لأن ما بين التأزّم والفوضى هناك
التخبط، وهذا ما يعيشه لبنان الآن.
وأضاف " أنه إذا لم يسارع
بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي الوقت الآتي وهم غير قادرين على أن
يحصلوا حتى على العرض الذي يعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام
هذه الفرصة، والتأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق، لأنهم فاقدي لأوراق القوة التي يدّعون
ويتخيلون أنهم يمتلكونها".
فهل على اللبنانيين ان
يقبلوا بخيار فرنجية او ان يعيشوا في ظل الفوضى والفراغ كما يقول "حزب الله"
؟
بالتأكيد لايريد
اللبنانيون ان يعيشوا في ظل الفوضى والفراغ لكنهم لايريدون ان يعيشوا تجربة ميشال عون مرة
أخرى كما يريد "حزب الله" ، فهذه التجربة – عهد عون- اوصلت لبنان الى
الانهيار على كل المستويات و"حزب الله" يتحمل مسؤولية خياره الرئاسي
الذي اوصل لبنان الى جهنم ، فلماذا يريد ان يعيدنا مرة أخرى الى نفس التجربة والحقيقة
العلمية تقول انه "لا يمكن ان نصل الى نتيجة مختلفة اذا اعدنا نفس
التجربة" ، فالتغيير ضروري حتى لايقع لبنان في مزيدا من الانهيارات بعد ان
اصبح لبنان على شفير الهاوية.
و في هذا الاطار أشارت مصادر
سياسية الى أن الأيام العشرة المقبلة قد تحمل مفاجأة رئاسية لم تفصح عنها، متحدثة عن
اتصالات دائرة ما زالت بعيداً عن الاعلام تجنباً لحرق الأسماء التي هي قيد التداول.
وبالتالي فإن مثل هذه المواقف التي يطلقها هذه الطرف او ذاك ربما تكون موجهة فقط
للساحة الداخلية من اجل اثبات الوجود لا أكثر ولا اقل .
فهل تثبت الايام القادمة
صحة الاجواء الايجابية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي ، ام نحن امام مزيد من التأزم ولو
كان ذلك على حساب لبنان واللبنانيين ؟
بسام غنوم