العدد 1662 /7-5-2025
بعض الناشطين الاعلاميين، وحتى السياسيين، يعطون انفسهم
الحق في اطلاق الاتهامات بالعمالة والخيانة، بحق من يريدون، ويرغبون، ومن يكرهون،
ومن لا يخدم مشروع اسيادهم، سواء كان دينياً او سياسياً.. وينطلقون في مواقفهم،
استناداً الى اسلوب الاضاءة او التعمية المقصودة على خطابات ومقابلات ونقاشات
ومقالات البعض من هؤلاء سواء بالسلب او الايجاب.. واحياناً يتم فتح ملفات قديمة او
ممارسات سابقة باعتبارها علامة فارقة في تاريخ هؤلاء لا يمكن محوها او تجاوزها..
وينسحب اتهامهم ووقاحتهم، على كل من يرى ان اعادة البناء
تتطلب فتح صفحة جديدة، واطلاق ثوابت وطنية راسخة تتجاوز التباين والخلاف والاختلاف
حول مواضيع سابقة.. وفيما هؤلاء يطلقون العنان لاتهاماتهم ويتجاوزون الحدود في
مفرداتهم ومصطلحاتهم، التي يتم استخدامها علناً وعلى شاشات التلفزة وفي كتاباتهم
التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الممولة والمدعومة
من راعيهم ومشغلهم.. الا انهم يتعمدون اخفاء او تجاهل ما يقوم به حلفاؤهم من
ممارسات او اطلاق مواقف تنم عن ارتباطهم بمشاريع تفتت الامة والاوطان وتزرع الفتنة
والانقسام.. لانهم في حالة تحالف وارتباط وتناغم على تعزيز الانقسام والصراعات
الداخلية بين الممكونات الوطنية لانهم يعتاشون عليها ويستثمرون فيها خدمة لمحورهم
الاجرامي الذي لا زال يظن انه يخوض حرباً تاريخية على الامة ومن يتضامن معها او
يشعر بالامان في كنفها..واضافة الى ذلك فإنهم يقومون باللقاء بقادة القوى التي يتم
اتهامها بالخيانة والعمالة دون اعلان او تصريح لاخفاء سياساتهم غير المنطقة
والمتضاربة والتي في مسارها هذا تخدم محور لا يرى في وجوده الا ان يكون عامل
انقسام وتفرقة وليست وحدة وانسجام..
وأخر هذه المشاهد المؤسفة والملفتة في نفس الوقت تصريحاتت
ادلى بها وئام وهاب احد اهم اركان تحالف محور طهران في المنطقة العربية، والذي
طالما هاجم القوى المسيحية والاسلامية، واتهمها بالعمالة والتطرف والارهاب
والتشدد..منزهاً نفسه وراعيه الاقليمي والمحلي بانه مثال العزة والوطنية والالتزام
بمعاداة اسرائيل وراعيها الولايات المتحدة..؟؟
ولكن ودون تردد اتت اطلالات وئام وهبا المتكررة لتعلن
عما يلي..
فقد (كشف رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب أنهه كان وسيطا بين إسرائيل والرئيس السوري
السابق بشار الأسد، مقدما نصيحة لدمشق للاعتراف بإسرائيل وإحلال السلام معها. وقال
في مقابلة مع قناة "الجديد"، إنه ليس هناك منتصر مما يحدث في سوريا إلا
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا "أنا أقتُل وأتعامل مع
الشيطان لأحمي عشيرتي". وأضاف: "كنت وسيطا أنقل رسائل من إسرائيل إلى
سوريا عبر جانب غربي ثالث وقد نقلت رسائل إلى (شقيق الرئيس السوري السابق بشار
الأسد) ماهر الأسد لأن الغرب يعتبر أن بشار يكذب". كما اعتبر أن "المحور
انتهى باغتيال (قائد فيلق القدس الإيراني السابق) قاسم سليماني و(الأمين العام
الراحل لحزب الله) حسن نصر الله"، وقال: "أنصح الشيعة بالتطبيع والسلام
مع إسرائيل"... وفي مقابلة اخرى قال وئام وهاب: دروز إسرائيل سيحمون دروز
سوريا..)..
المفاجيء في الامر ليس ما قاله وهاب فقط، بل في غياب ردة
فعل حقيقية وجدية من محور طهران، وممثله الحصري في لبنان.. حزب الله.. حيث لم يصدر
بيان ادانة او المطالبة بالتحقيق مع وئام وهاب وسؤاله واستجوابه عم اشار اليه
علناً.. وعندما راجعنا احد الاعلاميين الاساسيين في منظومة حزب الله عن سبب
التجاهل وعدم اصدار بيان ادانة قال ان الامر لا يعنيه..؟؟؟؟؟
ونقطة اخرى يجب التوقف عندها.. وهي الخرق الاسرائيلي،
لتنظيم حزب الله، واستهداف معظم القادة الامنيين والسياسيين، كيف تم هذا ومن..؟؟
سؤال يطرح نفسه.. ولا اظن انه يجب البحث عن اجابة بعد الان..!!
اسئلة كثيرة تطرح نفسها وتفرض ان تتم قراءة موضوعية لها،
بعيداً عن الاصطفاف السياسي، ولكن البعض لا يزال يظن ان التجاهل وتعمد اخفاء
الحقائق، قد يقدم خدمة او يشكل مخرجاً لائقاً..؟؟
وهذا الاعلامي الذي خاطبناه، لطالما اتهم الثورة السورية
قبل الانتصار وبعد الانتصار بالتطرف والتشدد وبالتكفير، وكذلك بالعمالة للعدو
الصهيوني.. ولكنه الان صامت صمت القبور..؟؟ ربما لان العداء للامة الاسلامية اكثر
عمقاً في ثقافته وممارساته من الوقوف عند الحقيقة المرة، والاعتراف بأن هذه الامة
سوف تستمر رغم الكيد والتحريف والكذب والتضليل.. وان التحالفات المزيفة مع قوى
وصولية انتهازية قد يخدم قضيته ومصلحة محوره..
حسان القطب