العدد 1625 /14-8-2024
حسان قطب

منذ اندلاع الحرب على غزة، في تشرين اول/اكتوبر، من العام الماضي، والشعب اللبناني، يعيش حالة القلق خوفاً من اندلاع حرب اقليمية واسعة، وتعرض لبنان لعدوان صهيوني دموي، مع تصاعد التهعديدات الاسرائيلية وارتفاع وتيرة القصف الجوي والبري، الى عمق الاراضي اللبنانية، واستهداف قيادات رفيعة المستوى من ميليشيا حزب الله..

الحالة الضبابية السياسية والامنية التي يعيشها لبنان نتيجة الفراغ السياسي، والاعتداءات الاسرائيلية اليومية والمتصاعدة ترفع من منسوب القلق عند جمهور اللبنانيين، حيث ان لبنان في هذه الحالة انما يعيش حالة اللاحرب، واللاسلم..مما يرفع من حجم المسؤوليات على كل مواطن خلال ذهابه الى عمله او الانفاق على حاجاته ومستلزماته، خاصةً مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية بتدمير البنية التحتية في لبنان، وبتعريض لبنان لتدمير غير مسبوق، كما اشارت القيادات الاسرائيلية السياسية والعسكرية..واذا كان الداخل الاسرائيلي في حالة قلق فإن لديه حكومة فاعلة ورعاية دولية غير مسبوقة.. بينما لبنان وشعبه يعيش عزلة وانعزال عن محيطه والانقسام بين مواطنيه..؟؟

بناءً على هذا فإن لبنان يعيش اليوم الواقع التالي:

- تراجع حركة مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي مع توقف شركات اجنبية وعربية عن استخدام المطار ونقل الركاب

- توقف حركة المطار ليلاً تجنباً لتعريض الرحلات الجوية لمخاطر غير متوقعة نتيجة اي عدوان جوي اسرائيلي

- انخفاض عدد الوافدين الى لبنان وخاصة المغتربين واللبنانيين العاملين في الخارج

- مسارعة المغتربين الموجودين في لبنان الى المغادرة خوفاً من اية تداعيات تؤدي الى اغلاق المطار

- تأثر القطاع السياحي في لبنان على مستوى الفنادق والمطاعم وبالتالي انخفاض الدخل القومي اللبناني بالعملة الصعبة

- تراجع الحركة التجارية في قطاعي المفرق والجملة، نتيجة الخوف من اندلاع حرب مفاجأة على نطاق واسع

- ارتفاع مستوى النزوح من القرى الجنوبية الى الداخل اللبناني مع ما يؤدي اليه هذا الواقع من ضغطٍ على المواطنين النازحين

- ارتفاع الايجارات نتيجة الطلب المتزايد على الشقق في الداخل اللبناني نتيجة النزوح

- دعوة الدول الغربية والعربية مواطنيها الى تسريع المغادرة من لبنان مما يؤدي الى قلق المواطن اللبناني من هذه الدعوة

- غياب اية خطة حقيقية لمواجهة اي عدوان اسرائيلي سواء عسكرياً او اجتماعياً

- دعوة المدارس والمؤسات العامة الى الاستعداد لاحتضان النازحين يؤكد المخاوف من حصول أمرٍ ما

- حجم الدمار الهائل في القرى الجنوبية التي تتعرض للعدوان وعدم تحضير اية خطة لاعادة الاعمار شكلاً ومضموناً

- الانقسام العامودي بين المكونات اللبنانية حول قرار الانخراط في مناوشات مسلحة مع الكيان الصهيوني

- عدم وجود سلطة تنفيذية قادرة على الانخراط على فرض الاستقرار على الاراضي اللبنانية ومواجهة اي عدون

- الموفدين الدوليين يكررون تحذيراتهم ويطالبون لبنان بالتهدئة وعدم الانجرار الى الحرب

- استمرار عملية تفريغ المؤسسات الرسمية، واخرها الصراع السياسي والقانوني حول تعيين رئيس اركان للجيش..؟؟

كما يتساءل المواطن اللبناني عن الامور التالية:

- استمرار الخوف والقلق من تدهور وتراجع الخدمات العامة من كهرباء ومياه

- التساؤل حول وجود كميات غذائية كافية لمدة طويلة اذا ما اندلعت الحرب

- هل المستشفيات في لبنان قادرة على معالجة الاصابات المتوقعة اذا ما اندلعت الحرب

- هل مخزون الادوية في المستودعات اللبنانية والصيدليات كافٍ.. وخاصة ادوية الامراض المزمنة..؟؟

- هل يوجد وقود يؤمن عمل المؤسسات الطبية والرسمية.. من بنزين ومازوت لاطول مدة ممكنة في حال اندلاع حرب...؟؟

- هل يوجد سيولة مالية كافية في المصرف المركزي والمصارف اللبنانية لتامين الدورة المالية الداخلية ورواتب الموظفين..؟؟

- هل يوجد ملاجيء مناسبة وكافية لاحتضان اللبنانيين وحمايتهم من اي عدوان بري او جوي..

- هل هناك ضمانات دولية بعدم تعرض المدنيين والبنية التحتية لمخاطر القصف والعدوان

- هل ستكون الطرقات والجسور آمنة لتنقل المدنيين، ونقل المصابين الى المستشفيات..

الخاتمة:

لا يمكن خوض الحرب للحرب فقط، المواجهة عندما تكون حتمية انما تكون لتامين مصالح الوطن والمواطنين قبل كل شيء..والحرب ليست صواريخ مختلفة الاشكال والاحجام، فقط، بل هي مسؤولية اجتماعية واقتصادية وامنية ايضاً.. إذ يجب ان نبحث عن كيفية حماية المواطنين وتأمين كافة مستلزمات الصمود، لمواجهة العدوان، وتقديم رؤية واقعية وموضوعية عن سبب خوض الحرب ومبرراتها حتى ينخرط المواطن ضمن امكاناته ومن خلال اختصاصه في حماية الجبهة الداخلية وتامين كل المستلزمات لكل مواطن سواء جريحاً او نازحاً.. وما نراه اليوم من بيانات ومقررات تطالب اللبنانيين باحتضان بعضهم وعدم رفع الايجارات والتعاون مع النازحين بتامين مسكن متواضع.. انما يؤكد ان جبهتنا الداخلية غير جاهزة لمواجهة الحرب المتوقعة وبالتالي فإن منسوب القلق لدى المواطن اللبناني سيبقى مرتفعا وعالياً مع الخوف من تطور الاحداث الى مواجهة شاملة لا نملك من ادوات مواجهتها شيء...