العدد 1687 /29-10-2025
قاسم قصير

منذ بدء تنفيذ الإتفاق بين حركة حماس والكيان الصهيوني  برعاية اميركية – تركية – مصرية -قطرية لوقف العدوان على قطاع غزة وتبادل الاسرى على ضوء خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، تزايدات التهديدات للبنان وحزب الله لنزع السلاح او شن حرب اسرائيلية جديدة على لبنان،.

وبإنتظار إستكمال تطبيق الإتفاق،  كيف ينظر حزب الله الى هذه التهديدات ؟ وهل هو متخوف من تداعيات الإتفاق على الوضع في لبنان ؟ وما هي خطته للمرحلة المقبلة؟

منذ بدء تنفيذ الاتفاق بين حركة حماس والكيان الصهيوني رحب حزب الله بالاتفاق في بيان رسمي واشاد بموقف حركة حماس من الخطة وأكد دعم الحركة وكل فصائل المقاومة في كيفية تعاطيها مع الإتفاق ، وهذا الترحيب ينسجم مع مواقف الحزب التاريخية تجاه الاوضاع في فلسطين بانه يوافق على كل ما توافق عليه قوى المقاومة .

وبعكس ما اشار له بعض المحللين فان الحزب لم يتفاجأ من موافقة حركة حماس على الخطة لأن هناك تنسيقا مستمرا ودائما بين الحزب والحركة وبقية قوى المقاومة رغم عدم الإعلان الرسمي عن هذا التنسيق او اللقاءات بين الجانبين لأسباب أمنية.

لكن المسؤولين في حزب الله ، سواء في اللقاءات الخاصة او في بعض الندوات واللقاءات الحوارية ، يؤكدون ان ما طرحه الرئيس الاميركي في مواقفه في الكنيست الإسرائيلي او في مؤتمر شرم الشيخ من ان قوى المقاومة هزمت وانتهى دورها ليس صحيحا لأن هذه القوى لا تزال فاعلة وموجودة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق ، كما ان الدور الإيراني لم ينته في دعم قوى المقاومة ، وان مشروع السلام الأميركي الجديد لا يزال أمامه عقبات عديدة وهو مثل العديد من مشاريع السلام والمؤتمرات التي عقدت خلال اربعين عاما لم تصل الى نتئجة إيجابية ولم تقدم للشعب الفلسطيني ما يريده من حقوق ، والأخطر اليوم ان المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم بنيمين نتنياهو عادوا لطرح مشروع اسرائيل الكبرى وان هذا المشروع لا يلقى معارضة اميركية ، بل ان الرئيس ترامب تحدث في الكنيست الإسرائيلي بان حدود إسرائيل صغيرة ولا مانع من توسعتها ، مما يعني انني لسنا امام مشروع سلام بل مشاريع حرب جديدة في المنطقة.

لكن كيف سينعكس ما جرى على لبنان ؟ وما هي خطة الجزب للمواجهة؟

لا يخفي المسؤولون في الحزب من تخوفهم من زيادة الضغوط الاميركية والاسرائيلية على لبنان في هذه الفترة  ، ويعتبرون ان تباشير التصعيد بدأت مع الغارات الإسرائيلية على منطقة المصيلح وانصار والبقاع وزيادة الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية ، لكن من غير الواضح لدى مسؤولي الحزب اذا كان هذا التصعيد سيتحول الى عملية عسكرية واسعة ، وان كان الحزب لا يستبعد هذا الاحتمال وهو يستعد منذ عدة أشهر لإحتمال حصول عدوان إسرائيلي واسع على لبنان ، وكانت بعض المعطيات قد أشارت لإحتمال حصول التصعيد في شهر أيلول الماضي لكن التطورات في غزة وفي لبنان قد تكون أدت الى تأجيل موعد التصعيد الواسع ، والحزب مستعد لكل الإحتمالات وهو نجح باقامة إستعراضات شعبية متنوعة خلال إحياء الذكرى السنوية الاولى للشيهيدين السيد جسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ، لكن المسؤولين في الحزب يرفضون الحديث عن الجوانب العسكرية والامنية ويؤكدون فقط ان الحزب جاهز لكل الاحتمالات في المرحلة المقبلة.

وفي الخلاصة يبدو ان مسؤولي الحزب حذرون  من ارتدادات ما يجري في قطاع غزة على المشهد اللبناني ولكنهم يدعون لعدم الإستعجال في تحديد النتائج ويؤكدون أن ملف السلاح مرتبط فقط بانهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف الاعتداءات الإسرائيلية واطلاق الاسرى والبدء بالاعمار والحوار حول الإستراتيجية الدفاعية او استراتيجية  الامن القومي وان اي تصعيد إسرائيلي كبير سيواجه بالموقف المناسب دون الحديث عن طبيعة الرد او كيفية مواجهة الضغوط المتزايدة.

وان الحزب سيكون جاهزا لكل الاحتمالات.

قاسم قصير