العدد 1662 /7-5-2025
شهد لبنان يوم الأحد الماضي اليوم الأول في استحقاق
الأنتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان على أن تليها باقي المحافظات
في الاسابايع القادمة خلال شهر أيار الجاري.
واللافت أن هذه
الانتخابات البلدية والاختيارية انها الأولى في العهد الجديد برئاسة الرئيس جوزاف عون بعد أشهر من انتخابه
رئيسا للجمهورية ، وتجرى الانتخابات البلدية في لبنان بشكل دوري كل 6 سنوات، ويبلغ
عدد البلديات في البلاد 1039 بلدية موزعة على 8 محافظات.
وجرت آخر انتخابات بلدية في عام 2016، وكان موعد
استحقاقها الدستوري في 2022، لكن تم تأجيلها عاما بعد آخر، حتى الاعلان عن إجرائها
في كل المحافظات اللبنانية بدأ من 4-5-2025 في محافظة جبل لبنان على أن تليها
تباعا باقي المحافظات .
وجرى التأجيل في الأعوام الماضية لأسباب مالية وأمنية وسياسية
وتشريعية ولوجستية، أو بسبب الظروف الاستثنائية الناتجة عن الحرب بين لبنان
وإسرائيل.
ومن المتوقع أن تلي الإنتخابات البلدية والاختيارية
الانتخابات النيابية في منتصف عام 2026 ، وهي الانتخابات الاهم على الصعيد السياسي
اللبناني خصوصا أنها سوف تعيد رسم الخارطة السياسية للبنان بعد المتغيرات السياسية
والأمنية الأخيرة وخصوصا بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان ، وما أدى اليه على
الصعيد السياسي العام ، وسوف تكون هذه الانتخابات مفصلية لانها ستجرى بعد ما يقارب
العام ونصف على انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيسا للجمهورية ، وتشكيل حكومة جديدة
برئاسة الرئيس نواف سلام.
وبالعودة الى الانتخابات البلدية والاختيارية التي بدأت
من محافظة جبل لبنان يمكن تسجيل الملاحظات التالية :
-هناك حماسة كبيرة لدى مختلف القوى
والقيادات السياسية للمشاركة بهذه الانتخابات ، وان كانت تأخذ شكل المشاركة تحت
غطاء العائلات ، والسبب في ذلك هو ان هذه القوى والشخصيات لا تريد كشف اوراقها
السياسية كلها في الوقت الحاضر بإنتظار موعد الانتخابات النيابية القادمة وما يمكن
أن تحمله من متغيرات بعد مرور عام ونصف على انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيسا
للجمهورية ، والرئيس نواف سلام رئيسا للحكومة ، لأن الوضع اللبناني العام بكل
تفاصيله هو الآن في مرحلة انتقالية بكل ما في الكلمة من معنى ، وصورة لبنان الجديد
ما زالت في طور التشكل ، ولا ضروة لاستعجال الأمور حاليا.
-يسجل للرئيس عون وللحكومة برئاسة
الرئيس نواف سلام انجازها الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري في وقت قياسي بعد
تأجيل لسنوات ، ويسجل لهم ايضا وقوفهم على الحياد في هذه الانتخابات حتى الآن ،
وهذا الموقف أكده الرئيس جوزاف عون يوم الإنتخابات بالقول خلال جولة له " لا
دور للدولة في هذه الانتخابات إلّا تأمين أمنها وسلامتها وحمايتها، ونبارك لمن
يفوز فيها، وندعو بالتوفيق في الاستحقاق المقبل لمن لم ينجح. وأتوجه بكلمة أساسية
الى المواطن اللبناني، وهي ان الانتخابات اليوم تشكّل فرصة لك، وصندوق الاقتراع هو
حقك الطبيعي والشرعي، وعليك بوضع الاسم أو اللائحة التي تراها مناسبة لمصلحة قريتك
أو مدينتك، ولا تدع العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك،
فعليك وحدك تقع المسؤولية في هذا المجال.
-الانتخابات البلدية والاختيارية على
اهميتها في الانماء في المدن والقرى والبلدات ، الا أنها بحاجة الى رعاية وحماية
الدولة والحكومة حتى تستطيع القيام بمهامها ، وهذه الأمر يضع على الحكومة
اللبنانية مسؤولية كبيرة ، لأن البلديات في مختلف المحافظات بدأ من بلدية بيروت
تعاني من ازمات مالية كبيرة وهي عاجزة عن القيام بمهامها ، والعمل البلدي والوضع
العام لمختلف البلديات في لبنان يرثى له ، وبلدية بيروت أكبر مثال على ذلك وكل ذلك
بسبب غياب الدولة والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعشه لبنان ، وكذلك ضعف الأمن
والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية حيث تطال السرقات خطوط الكهرباء و محطات
الهاتف وحتى اغطية المجاري في الطرقات ، وتعجز البلديات بسبب كل ذلك عن القيام
بمهامها.
بالخلاصة البدء في انجاز الاستحقاق البلدي والاختياري
خطوة أولى في الطريق نحو إعادة الحياة للبنان، لكن يبقى على الدولة أن تقوم
بمهامها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان بعيدا عن حسابات الخارج والدول
الكبرى التي لا تريد لهذا البلد الجميل أن يعود مرة أخرى درة الشرق .
بسام غنوم