العدد 1639 /20-11-2024
حسان القطب
امام ما يتعرض له
لبنان من عدوان صهيوني، ومن عملية تدمير منهجية للقرى والبلدات والمدن، وما يستهدف
اللبنانيين من عمليات قتل واغتيال متمادية، بلغت ارقام غير مسبوقة، من الشهداء
والجرحى، وعجز المستشفيات عن احتواء الجرحى ومعالجتهم نتيجة استهداف الكثير من
المستشفيات واغلاق بعضها نتيجة القصف والتهديد..وما نراه ونلمسه من معاناة اكثر من
مليون ونصف المليون من اللبنانيين النازحين، في مراكز الايواء، ونحن على ابواب فصل
الشتاء..ونظراً لتعطيل الحياة التربوية والاقتصادية، والفوضى التي يعيشها لبنان..
وفوق كل هذا يتعرض
لبنان اضافة للضغط العسكري، الى ضغوطات سياسية والمطالبة بالانخراط في تفاهمات او
اتفاقات وتسويات، غير واضحة المعالم والطبيعة والتوصيف حتى الان، باستثناء ما يتم
تسريبه عبر الاعلام، بشكل غير موثوق، باستخدام مفردات غير مقبولة في هذه الظروف
الصعبة والقاسية والمصيرية.. (مصدر موثوق، مصادر عليمة، جهات واسعة الاطلاع)
وغيرها من المصطلحات..
نحن اليوم في لبنان
والمنطقة نعيش حالة ترقب وقلق امام ما يجري، وفي نفس الوقت، يتم تعطيل عمل
المؤسسات الدستورية..
يتم تعطيل الانتخاب
الرئاسي الذي دخل في عامه الثالث، وحكومة تصريف اعمال، لا تملك القدرة على مواجهة
هذه المصاعب والمخاطر، نتيجة الانقسام الداخلي بين المكونات اللبنانية المتعددة
الانتماءات، والارتباطات..ومجلس نيابي شبه مغلق امام الانخراط في ممارسة دوره
الطبيعي في التشريع ومحاسبة السلطة التنفيذية وقبل كل هذا انتخاب رئيس للجمهورية...
لا يمكن ان يبقى لبنان
في هذه الحال، غير المستقرة، وبالتالي مواجهة المخاطر التي تتهدده...السياسة
الخارجية غير واضحة المعالم، وبالكاد تتحرك في الدول الاقليمية وحتى في المؤسسات
والمحافل الدولية والدول المؤثرة عالمياً.. لشرح واقع لبنان وما يتعرض له من حربٍ
عدوانية، والاضاءة حاجات لبنان الاساسية لتامين وضمان الاستقرار والاستمرار ووقف
الاعتداءات..
مشكلة النزوح من اهم
ما يواجهه لبنان اليوم، لان ثلث السكان تقريباً في حالة ضياع وتشرد، وكلما طال امد
الحرب، كلما ازداد التوتر في الداخل امام الحاجات المطلوبة لتامين الحد الادنى من
الحياة المقبولة للمواطنين اللبنانيين النازحين بسبب العدوان..
وتبقى مشكلة اعادة
الاعمار التي لا نملك صورة واضحة بعد عن حجم الدمار والاضرار، كيف يمكن اطلاق ورشة
الاعمار، وما هي التكاليف الحقيقية والفعلية والمبالغ المطلوبة.. وخلال هذه
الفترة.. كيف نتعامل مع النزوح القسري.. ومن هي الجهات التي ستمول اعادة الاعمار..
وهل تملك الثقة الكافية والمطلوبة بالمنظومة الحاكمة في لبنان.. نتيجة تاريخ من
الفساد المالي والسياسي.. التي لم تعد تخفى على احد في الداخل كما في الخارج...
والمشكلة الاجتماعية
التي سوف تبرز بعد وقف اطلاق النار والاعمال الحربية حيث ستتضح صورة اعداد القتلى
والجرحى، والخسائر البشرية.. واعداد المصابين بعاهات واعاقات، واعداد الايتام
والارامل والمفقودين..
الاضرار الاقتصادية
التي تتفاقم مع كل يوم تأخير في التفاوض كما في وقف اطلاق النار، مع مزيد من
التدمير والقصف الوحشي الذي يستهدف البنى التحتية للاقتصاد اللبناني كما للمنشآت
الحيوية..
لذا لا يمكن البقاء في
حالة الضياع وغياب المؤسسات الدستورية.. المطلوب اليوم قبل الغد ان يتم انتخاب رئيس
للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة من فريق عمل متجانس ومتناغم، اي حكومة وحدة وطنية
تأخذ على عاتقها العمل الى جانب رئيس الجمهورية والمجلس النيابي، للعمل بشكل
مشترك، لوقف العدوان والانخراط في ورشة ترسيخ الامن في لبنان وعلى الحدود الدولية،
والمباشرة بمعالجة الملفات الاساسية والضرورية التي برزت نتيجة العدوان الصهوني..
بقاء لبنان وشعب لبنان
اولوية على كافة المشاريع والارتباطات الاقليمية والمحاور السياسية..
وحماية اللبنانيين من
العدوان والتشرد والنزوح والفقر والجوع والعوز لا يمكن ان تتأجل او تتاخر اكثر من
ذلك
وان يتكرس دور الجيش
اللبناني كمؤسسة وطنية ضامنة لامن الجميع دون استثناء..
لذا نحن اليوم ندفع
ثمن ترسيخ الفراغ في السلطة التنفيذية وتهميش دورها من رئاسة الجمهورية الى رئاسة
الحكومة..
اما آن الاوان لوقف
هذا التمادي.. في التعطيل والتفرد ومعالجة الوضع بموضوعية وبروح وطنية دون استعلاء
واستكبار وبهدوء وتواضع..؟؟