العدد 1691 /19-11-2025
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل: {لَّذِینَ یُبَلِّغُونَ
رِسَـٰلَـٰتِ ٱللَّهِ وَیَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا یَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ
وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِیبࣰا}الأحزاب 39،
والصلاة والسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
القائل: (العلماء ورثة الانبياء) أبو داوود 3641
وبعد:
اجتمع العلماء في لبنان بدعوة من هيئة علماء
المسلمين في لبنان، في قاعة مسجد (النبي محمد الأمين صلى الله عليه وسلم) في بيروت
بتاريخ 2 جمادى الأخرة 1447 هجرية الموافق في 23 تشرين ثاني 2025
وذلك برعاية سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ
الدكتور عبد اللطيف دريان ممثلاً بعضو المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الشيخ زياد
الصاحب، وحضور وفد رفيع من وزارة الأوقاف السورية يمثل وزير الأوقاف السوري، ووفد
من هيئة علماء فلسطين، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والدينية في مقدمهم: سعادة
نائب بيروت الدكتور عماد الحوت، ورئيس بلدية بيروت الاستاذ إبراهيم زيدان، وأمين
عام الجماعة الاسلامية في لبنان الشيخ محمد طقوش، وأعضاء المجلس الاسلامي الشرعي
الأعلى، وعمداء الجامعات الاسلامية في لبنان، واكثر من 300 من علماء وأئمة مساجد
وقضاة شرع من مناطق لبنان كافة، وذلك تحت عنوان:
علماء لبنان، تحديات النهوض في إقليم مضطرب،
وقد خرج المجتمعون بالتوصيات الأتية:
أولا: في الإطار العام:
1. نؤكد
على الثوابت في بلدنا، ومنها لزوم التعايش السلمي بين مكونات الشعب اللبناني، ضمن
سقف الدستور من المساواة والعدالة وتأمين الحقوق، والحرية وتحقيق العيش الكريم.
ونطالب بالأخذ على أيدي العابثين بالاستقرار الداخلي، والساعين لضرب صيغ التعايش،
ومحاسبة مثيري الفتن الطائفية، ومنع الحصانات عنهم، ووقف الاستقواء على أهل السنة
في لبنان.
2. نؤكد على عروبة لبنان، ودعمه لقضية فلسطين، ومنع الاعتراف بالكيان المحتل، والسعي
لتحرير لبنان من هذا الاحتلال.
3. ضرورة بناء رؤية استراتيجية سنية وطنية، وتطوير كوادر شبابية، وبناء رصيد شعبي
واعٍ، والاستفادة من هامش الحرية في لبنان، وإن الضغوط ليست قدرًا محتومًا بل
امتحانٌ للوعي والوحدة، وإن العلماء هم الضمانة لحفظ هوية الأمة وبناء نهضتها.
4. نؤكد على مكانة القدس وفلسطين في ضمير الأمة، ونستنفر عالمنا الإسلامي لذلك الجهود
للحفاظ على الأقصى، والعمل على تحريره، وأنه قضيتنا الأولى حتى تحريره وكامل
فلسطين، وجنوبنا والجولان من يد الكيان المحتل. ونؤكد على استمرار دعمنا لأهل غزة
ومجاهديها في مواجهة الابادة الجماعية التي تتعرض لها وإدانة التواطؤ العربي
والدعم الأميركي والغربي غير المحدود للعدو، ونشد على أيدي المجاهدين في غزة،
وندعو لهم بالنصر والتمكين.
5. نكرر
تهنئتنا بانتصار الثورة السورية على أبواب الذكرى السنوية الأولى للانتصار، ونرى
في مشاركة الوفد السوري معنا إضافة كبيرة للمؤتمر، فسوريا هي عمقنا وظهرنا وسندنا،
واستقرار الوضع في سوريا هو ضرورة لاستقرار المنطقة وبداية لمرحلة التغيير الكبير
القادم بإذن الله.
ثانياً: العدالة وحقوق الإنسان:
1. التأكيد
على احترام حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب، وخاصة التعذيب الممنهج الذي صدرت بحقه
تقارير وإدانات دولية، وإلزام الأجهزة بالتحقيق بوجود محام للموقوف، ونقل الدولة
من الحالة البوليسية إلى الدولة العادلة.
2. نطالب
بتنفيذ المذكرات الحكومية - التي صدرت عن ثلاث حكومات وعلى امتداد عشر سنوات -
بإبطال بدعة بلاغات البحث والتحري الصادرة بحق الأشخاص المعممة استناداً الى
(وثائق الاتصال) و(لوائح الاخضاع) الصادرة عن الاجهزة العسكرية والامنية، هذه
البلاغات التي لا تستند إلى أي أساس قانوني، وتستخدم كأدوات قمع حزبية ضد
المناضلين لأجل العدالة.
3. إغلاق
ملف عبرا والموقوفين الاسلاميين نهائياً بما يحقق العدالة ويرد الاعتبار.
4. إلغاء
المحكمة العسكرية بصيغتها الحالية، وحصر محاكمة المدنيين بالقضاء العدلي المختص.
5. تسليم
الموقوفين السوريين على خلفية مناصرة الثورة السورية المجيدة إلى حكومتهم الشرعية.
6. إنصاف
المخيمات الفلسطينية، وكسر الحصار عنها، وإعطاء الحقوق الاجتماعية والاقتصادية
للاجئين الفلسطينيين.
ثالثاً: الشؤون الدينية والاجتماعية
1. تعزيز
مرجعية دار الفتوى ودورها ومواردها، وتطوير مؤسساتها وتحصينها.
2. وقف
التعديات على الأوقاف السنية وتفعيل إدارتها لتمكينها من خدمة المجتمع وأهداف
الواقفين.
3. تحسين
أوضاع العلماء والمشايخ وتحصين مكانتهم وتمكينهم من أداء دورهم الرعوي والدعوي.
4. إعادة
الاعتبار لمادة التربية الإسلامية على مستوى والمناهج والبرامج والنتائج.
5. منع
التمييز المستمر ضد المحجبات في مؤسسات الدولة وخاصة في القضاء ووظائف الفئات
العليا.
6. إعادة
عطلة الجمعة، وتمكين المسلمين من أداء صلاة الجمعة عبر تنظيم ساعات العمل، ونؤكد
على أن إلغاء عطلة الجمعة هو اعتداء على أهل السنة والجماعة في لبنان، وهذا حق لن
نتركه.
7. السماح
ببناء المساجد المتضررة من زمن الحرب وتقديم التعويضات اللازمة، والسماح بعودة
مهجري منطقة المسلخ والكرنتينا إلى بيوتهم.
رابعاً: الهوية والقيم العامة
1. حماية
القيم الاجتماعية والأسرية، ورفض إدخال مفاهيم الجندرة إلى المناهج التعليمية.
2. رفض
العلمنة المفروضة، وعدم القبول بقانون الأحوال الشخصية المدني الإلزامي أو
الاختياري الذي يهدد الهوية الدينية.
خامساً: التوازن الوطني والتمثيل السني
1. وقف
تفريغ الإدارات العامة من الكفاءات السنية وضمان حضور عادل في مؤسسات الدولة، ووقف
مصادرة الوظائف المخصصة للمسلمين السنّة والتي اصبحت نهجاً للمتغولين.
2. تعزيز
صلاحيات رئاسة الحكومة واحترام موقعها الدستوري وضمان خضوع الإدارات والأجهزة
لقراراتها.
3. التنبيه
إلى خطورة استهداف أهل السنة تحت عنوان "تحالف الأقليات" وما ينتج عنه
من اضطراب سياسي واجتماعي.
سادساً: الإنماء والسياسات الاقتصادية
1.إنهاء التمييز السلبي ضد الإخوة السوريين في
الإدارات العامة وعلى الحدود والحواجز واعتماد معايير إنسانية وقانونية واضحة،
ومراعاة حق الأخوة والجوار.
2.معالجة الانماء غير المتوازن ورفع الغُبن عن
المناطق المحرومة وإخراجها من دائرة الفقر المزمن.
وأخيرا:
نشكر السادة العلماء حضورهم، والمشاركين
والمشرفين، وكل من ساهم بنجاح المؤتمر.
هيئة علماء المسلمين في لبنان