العدد 1687 /29-10-2025	
                        
                            حسان قطب
                        	 
                            
							
                            
منذ سنوات بل عقود،
والحملة على أهل السنة في لبنان تتصاعد، وتتفاقم، بل وتتفاعل نحو الاسوأ، والسبب
قناعة البعض بأن حلف الاقليات الذي قاده نظام سوريا البائد، ومن ثم من خلال الدور
الايراني الذي عمل تعزيز هذه الثقافة والتوجهات والخطوات بعد انهيار نظام الاسد
عام 2011، مع انطلاقة الثورة السورية الشعبية التي طالبت بتصحيح المسار السوري
واعادة الاعتبار لجميع الاطياف السورية، وكذلك اعادة سوريا الى مكانها الطبيعي وسط
العالم العربي والاسلامي..
الحملة في لبنان لم تتوقف
حتى الان مع الاسف، لا زال بعض شذاذ الافاق من اعلاميي وسياسيي محور الانهيار
السياسي والعسكري، يمارس دوره في التحريض والترهيب وزرع مصطلحات ومفردات عدائية
لدى بيئته تزيد من عزلتها عن محيطها وعن انخراطها في العمل الوطني لصالح الالتفاف
حول مشروع يخدم المحور الاقليمي بكلفة باهظة يدفعها اتباعه في لبنان ودول المحيط
الاقليمي..
لقد بدا واضحاً لجميع
المكونات اللبنانية ان عزل واستهداف اهل السنة في لبنان، لم يؤد الا الى عزل لبنان
برمته، حيث ابتعد العالم العربي عن الوقوف الى جانب لبنان، كما فشل هذا المحور وكل
من اختاره لادارة شؤون الوطن في تحمل المسؤولية وقيادة لبنان الى شاطيء الامان،
وفي اقناع الداخل كما الخارج بأن ادوات هذا المحور في لبنان هم اداة استقرار وليس
فتنة وصراعات ومواجهات وانقسامات..وبالتالي فإن هذا الواقع اكد بأن دور اهل السنة
في لبنان كما في غيره هو اساس الاستقرار ومفتاح العلاقات مع العالمين العربي
والاسلامي، وكذلك مع العالم الغربي، الذي راى بوضوح ان عزل او استهداف اي مكون
وطني خاصة الاكثرية في اي وطن لن يقود الا الى المهالك والتوتر والفلتان وبالتالي
الهجرة والنزوح..!!
الحملة على رئاسة الوزراء
سواء باستهداف الموقع او الشخص الذي يمثل الموقع لن يزيدنا الا اصراراً على وضع
النقاط على الحروف وتحديد الجهات المعرقلة والتي تسعى للعبث بالنصوص الدستورية
والتحايل على المسار السياسي الدستوري لفرض وقائع وشروط غير مقبولة على جميع
اللبنانيين..
الجهة التي تعرقل العمل
السياسي في لبنان والعمل الدستوري والتشريعي في مجلس النواب هو ممثل الثنائي
المسلح الذي يقود لبنان من ازمة الى اخرى ومن مواجهة الى اشتباك، وكان الوطن بكافة
فئاته لا زال يتحمل ازمات وخلافات وتعطيل احرتف هذا الفرق ممارسته طوال عقدين من الزمن..
اليوم نحن على ابواب
انتخابات نيابية مفصلية، والثنائي المسلح يسعى بقوة لتاجيلها دون اعلان رسمي من
خلال وضع العصي في مسار انجاز الاستحقاق الانتخابي، تحت عنوان مشاركة المغتربين في
العملية الانتخابية، والمطلوب حقيقة هو حماية هيمنة الثنائي على قرار الطائفة التي
تدفع اثمان باهظة لسياسات لا تقود الى الاستقرار او الى اعادة البناء والنهوض
الاقتصادي..
مع عدم قناعتي بإجراء
الانتخابات تحت هذا القانون الهجين والمفبرك بما يخدم الانقسام الطائفي والمذهبي
في لبنان، ولكن ومع لذلك فإن الانتخابات المقبلة في حال جرت، يجب على جميع
المكونات اللبنانية الانخراط فيها بقوة لتغيير هذا المشهد المؤلم الذي نعيشه منذ
استولى الفريق المسلح على السلطة التشريعية واعتبرها مغارةً له يمارس فيها ما يشاء
من مخالفات ويغطي من خلالها من يريد ويرغب..وفوق كل هذا يمارس سياسة الاقصاء
والهيمنة على المكون المسيحي كما السني في لبنان، من خلالا فرض رؤوساء وحكومات
تخدم مصالحه على حسال مصالح اللبنانيين والوطن..
بيروت هي المدينة المفصل
التي يجب ان تقود عملية التغيير لانها العاصمة التي سعى ولا زال يسعى هذا الثنائي
لتغيير وجهها كما هويتها، وحادثة الروشة وما تبعها من تصريحات وبيانات وفيديوهات
سخيفة تمثل ثقافة هذا الفريق ومساره السياسي والفكري.. والكلام الذي اطلقه حزب
الله بالقول ان امين شري نائب حزب الله هو من يمثل بيروت لانه نال اعلى الاصوات في
انتخابات عام 2022، يجب ان يتغير باندفاع الناخب البيروتي للانتخاب بقوة واختيار
من يمثل مدينة بيروت حقيقة من كافة الطوائف والمذاهب، بعيداً عن التجاذب
والاستهداف والاستقواء والتآمر الذي تعيشه العاصمة...
حسان القطب