العدد 1651 /12-2-2025
من المتوقع
ان يقوم الجيش الاسرائيلي بالانسحاب من الاراضي اللبنانية التي احتلها في جنوب لبنان خلال الحرب الاخيرة
وذلك وفقا للاتفاق الذي تم التوصل اليه قبل حوالي شهرين ونصف برعاية اميركية –
فرنسية ، وكان من المقرر انتهاء الانسحاب في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني
الماضي لكن تم تمديد الاتفاق حتى الثامن عشر من شهر شباط .
وقد انسحبت
القوات الاسرائيلية من معظم المناطق اللبنانية في القطاعين الغربي والاوسط وبقيت
بعض القرى في القطاع الشرقي ، ورغم ان وسائل الاعلام الاسرائيلية قد اشارت الى ان
الجيش الاسرائيلي سينسحب من معظم الاراضي اللبنانية ، فان بعض المصادر الدبلوماسية
والاعلامية تتحدث عن بقاء الجيش الاسرائيلي في عدد من المواقع العسكرية
الاستراتيجية في الاراضي اللبنانية ، في حين ان وسائل اعلام اسرائيلية اشارت الى
ان الجيش الاسرائيلي بدأ يقيم مراكز مراقبة داخل المناطق الفلسطينية المحتلة تشرف
على الاراضي اللبنانية وانه تمت دعوة المستوطنين الاسرائيليين للعودة الى
المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية .
وبانتظار
يوم الثامن عشر من شباط وماذا سيحصل خلاله ، يبقى السؤال عن الاحتمالات المتوقعة
والخيارات المستقبلية للبنان والمقاومة في المرحلة المقبلة ؟
بداية ماذا
عن الاحتمالات المتوقعة ؟
الاحتمال الاول حصول الانسحاب
الاسرائيلي من كامل الاراضي اللبنانية ( ما عدا النقاط المختلف عليها قبل الحرب
وملف مزارع شبعا) ، وهذا سيتيح عودة اهالي الجنوب الى قراهم رغم انها تعرضت لتدمير
شبه كامل ، كما انه سينتشر الجيش اللبناني مع قوات الطوارىء الدولية في كل المنطقة
، وسيكون التركيز على كيفية اعادة اعمار هذه القرى كما بقية المناطق اللبنانية.
والاحتمال
الثاني عدم حصول الانسحاب الكامل وبقاء القوات الاسرائيلية في بعض المناطق
اللبنانية واستمرار الجيش الاسرائيلي بانتهاك السيادة اللبنانية ، وهذا يتطلب تدخل
اللجنة الدولية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف الانتهاكات ، والا فان مسؤولية
مواجهة الاحتلال ستكون مسؤولية الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني والقوى
اللبنانية ، وهناك تحضيرات شعبية وسياسية للقيام بتحرك شعبي كبير نحو الجنوب في
الثامن عشر من شباط وذلك لمواكبة عودة الاهالي وانسحاب الجيش الاسرائيلي.
لكن ماذا
عن الخيارات المستقبلية للبنان والمقاومة في المرحلة المقبلة؟
على
ضوء ما سيحصل في الثامن عشر من شهر شباط ، فان لبنان والمقاومة سيكونان امام مرحلة
جديدة تتطلب اعادة تقييم الاوضاع والتطورات السياسية والامنية والذهاب نحو حوار
وطني بشأن الاستراتيجية الدفاعية المستقبلية ، لان بقاء الاحتلال او الانتهاكات
الاسرائيلية للسيادة اللبنانية يتطلب رؤية جديدة في مواجهة التطورات ، كما ان
الاستفادة من تجربة المقاومة اصبحت حاجة ضرورية على ضوء ما جرى وما يجري في
المنطقة في ظل الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة وعدم
اقامة دولة فلسطينية .
وفي الاجمال
لبنان سيكون امام مرحلة جديدة بعد الثامن عشر من شهر شباط والمطلوب الاستعداد لكل
الاحتمالات والخيارات المطروحة انطلاقا من كل التطورات والاحداث التي جرت طيلة
الفترة الماضية.
قاسم قصير