العدد 1388 / 27-11-2019
رأى
كتّاب ومراقبون فلسطينيون، أن توجيه لائحة اتهام لرئيس الوزراء الإسرائيلي،
بنيامين نتنياهو، قد يقضي على حياته السياسية.
وتوقّع
هؤلاء، أن يدفع اتهام نتنياهو، النظام السياسي والاقتصادي الإسرائيلي لمزيد من الفوضى،
خاصة في ظل عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة.
وكان
المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت، قد أعلن في مؤتمر صحفي
الخميس، تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في
ثلاثة قضايا، استغرق التحقيق فيها معه نحو ثلاثة أعوام.
وقال
الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف إن لائحة الاتهام، جاءت في وقت حرج، خاصة في
ظل عدم تمكّنه من تشكيل الحكومة، هو ومنافسه بيني غانتس رئيس حزب ازرق أبيض.
وأضاف:"
تهم نتنياهو لن يتهاون معها المجتمع الإسرائيلي، ما يشير إلى أن حياته السياسية قد
انتهت، كذلك سيشهد النظام السياسي والاقتصادي الإسرائيلي مزيدا من الفوضى".
وأضاف:"
اتهامات الرشوة وخيانة الأمانة الموجهة لنتنياهو ستدخله السجن، فلن يتمكن من تغيير
أو إثبات عدم صحة الاتهامات، وسيكون عليه التسليم لقرار القضاء".
من
جانبه، قال أحمد يوسف، مدير معهد "بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات"
بمدينة غزة، إن المنظومة القضائية والأمنية في إسرائيل، لا تتساهل في "قضايا
الفساد".
وعليه،
يقول يوسف:" التهم الموجهة لنتنياهو ستطيح به، وتزج به إلى السجن".
وأضاف:"
التهم الموجهة لنتنياهو ستقضي على حياته السياسية".
ورأى
أن تحقيق نتنياهو للكثير من الإنجازات لإسرائيل، لن يمنحه الحصانة أمام المجتمع
الإسرائيلي.
هذا
الأمر سيبعده عن مشهد الحكم، وينهي هيمنته على المجال السياسي في تل أبيب التي
استمرت لعقد من الزمن".
وتوقّع
يوسف، إطاحة حزب الليكود الإسرائيلي، بنتنياهو كمرشح أول له.
ويرى
يوسف، أن من الممكن أن يهرب نتنياهو إلى الأمام، عبر شن حرب على إحدى جبهات الشمال
في لبنان أو سوريا، أو الجبهة الجنوبية بقطاع غزة.
من
جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مصطفى إبراهيم، إن نتنياهو تحوّل من
مشتبه به إلى متهم، الأمر الذي يخلق رأيا عاما كبيرا ضده في إسرائيل.
وأضاف:"
أكثر من نصف إسرائيل ضد نتنياهو، وهذا كان واضحا عندما خسر الليكود 350 ألف صوت في
الانتخابات الأخيرة".
وشهد
العام الجاري، جولتين انتخابيتين، جرت الأولى في نيسان الماضي، تبعتها جولة ثانية
في أيلول، دون نجاح الأحزاب، في تشكيل حكومة.
وتابع
إبراهيم:" نتنياهو مصر على الذهاب لانتخابات ثالثة وسيحاول الهرب من المحاكمة
التي لن تجرى خلال الأشهر القريبة".
وفي
السياق ذاته، يرى مؤمن مقداد، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن لوائح الاتهام ضد
نتنياهو، لم يتم تقديمها للمحكمة.
ويكمل:"
يبدو أنه لن يتم تقديمها في وقت قريب، وهذا يعني أن نتنياهو يستطيع مواصلة العمل
بمنصبه كرئيس وزراء وفقا للقانون، إلى حين بدء محاكمته".
وأضاف
مقداد:" النظام السياسي والاقتصادي في إسرائيل سيعيش في حالة فوضى، و لو تم
إجراء انتخابات جديدة بإسرائيل لن يستطيع نتنياهو الحصول على تكليف بتشكيل حكومة
جديدة في حال لم يمنحه الكنيست الحصانة، أو في حال البدء بمحاكمته".
ويرى
مقداد، أن هيمنة نتنياهو على المجال السياسي في إسرائيل لعقد من الزمن، قد انتهت،
فالاتهامات الموجهة له أدت لنزول حاد في شعبيته لدى الجمهور الإسرائيلي.
وتوقّع
مقداد، أن يحاول نتنياهو، عقد صفقة، يعتزل بموجبها الحياة السياسية، مقابل الحصول
على عفو عن جميع قضاياه.
وكان
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت نفسه اضطر للاستقالة من منصبه عام
2009، بعد توجيه لائحة اتهام ضده، بتهم الفساد حيث أدين بها وأمضى في السجن 16
شهرا.
وسيكون
أمام نتنياهو 30 يوماً، من تاريخ صدور القرار، لتقديم طلب "حصانة" من
المحاكمة، ليتم بحث طلبه في الكنيست.
وبحسب
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن طلب "الحصانة" يفترض تقديمه إلى
لجنة برلمانية خاصة في الكنيست لبحثه.
وقد
تطول إجراءات البدء بمحاكمة نتنياهو لعدم تشكيل اللجان البرلمانية الخاصة بما فيها
اللجنة التي تنظر في طلبات الحصول على الحصانة لأعضاء الكنيست.
هذه
الإشكالية قد تدفع المستشار القضائي والنائب العام إلى الانتظار حتى تشكيل حكومة
جديدة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وهو ما بات مستبعدا، بعد عجز نتنياهو وغانتس
في هذه المهمة، أو الانتظار حتى يتم إجراء انتخابات جديدة، قد يكون موعدها في آذار
من العام المقبل.
ولا
يتمتع نتنياهو حاليا بحصانة من المحاكمة بشكل تلقائي، بصفته رئيسا للوزراء، كما لا
تشمل الحصانة الوزراء وأعضاء الكنيست إثر تعديل قانون الحصانة عام 2005.
وينص
القانون الحالي المعدل، على أنه يتوجب على من توجّه له لائحة اتهام من أعضاء
الكنيست طلب الحصول على الحصانة من أعضائه، عبر التصويت عليه.
وكان
القانون ينص قبل تعديله عام 2005 على حصانة أعضاء الكنيست بشكل آلي، ويتم رفع
الحصانة في حالة طلبت النيابة ذلك، بعد تصويت أغلبية أعضاء الكنيست.