العدد 1653 /26-2-2025
ربيع عيد
أغلق عدد من الناشطين البريطانيين في حركة
"بالستاين أكشن"، صباح اليوم الثلاثاء، مدخل مصنع تابع لشركة
"إلبيت سيستمز" الإسرائيلية في مدينة بريستول، احتجاجاً على تزويد جيش
الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح. ووصل النشطاء، المعروفون باستهدافهم شركات السلاح في
بريطانيا التي تزود إسرائيل بالأسلحة، بشاحنة محملة بالسماد، وقاموا بسد المدخل
الوحيد للمقر البريطاني لأكبر شركة أسلحة إسرائيلية، ثم قاموا بتأمين السيارة من
الداخل، وأغلقوا المدخل، مطالبين بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع
غزة.
ويعمل المقر الرئيسي لشركة "إلبيت
سيستمز" في بريستول كمركز لوجستي، يجرى من خلاله توجيه عمليات الشركة
البريطانية والتحكم فيها. وقال متحدث باسم منظمة "بالستاين أكشن" في
بيان اليوم: "على الرغم من وقف إطلاق النار المفترض، تواصل إسرائيل قتل
المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، وتدمير البنية التحتية المدنية، وسجن وتعذيب
الرجال والنساء والأطفال. إن بريطانيا متواطئة تماماً، إذ ساعدت وشجعت وسلّحت
وكذبت لصالح الدولة الصهيونية منذ إنشائها، وخلال الإبادة الجماعية في غزة".
وأضاف المتحدث: "بالستاين أكشن ملتزمة بتطهير
الأراضي البريطانية من صناع الأسلحة الذين يجنون أرباحاً طائلة من قتل
الفلسطينيين. العمل المباشر هو تكتيكنا المثبت، ولن نستسلم للترهيب. سوف نغلق شركة
إلبيت".
ووفقاً لتقارير منظمات حقوقية عديدة، توفر
"إلبيت سيستمز" ما يصل إلى 80% من المعدات العسكرية البرية للجيش
الإسرائيلي، و85% من طائراته المسيّرة القاتلة. كما أنها تزود جيش الاحتلال بكميات
هائلة من الذخائر والصواريخ، بما في ذلك منظومة "اللدغة الحديدية"، التي
طورت ونشرت لأول مرة خلال الإبادة الجماعية في غزة، حيث لعبت التكنولوجيا القاتلة
التي تنتجها "إلبيت" دوراً محورياً.
لم يكن استهداف مقر الشركة الإسرائيلية في بريستول
اليوم هو الأول من نوعه، إذ بدأ الناشطون باستهدافه منذ إبريل/ نيسان 2021 بأشكال
مختلفة تجاوزت خمس عشرة مرة، وشملت احتلال سطح المبنى، وحصار المقر، إضافة إلى
تخريب ممتلكات تابعة له.
ويأتي الحصار اليوم في وقت تستخدم فيه الحكومة
البريطانية بشكل متزايد تكتيكات قمعية ضد المتظاهرين المناهضين للإبادة الجماعية
الذين يعتمدون أسلوب الفعل المباشر. وقد تعرض بعضهم للملاحقة بموجب قانون
"مكافحة الإرهاب"، إذ سُجن 20 عضواً من "بالستاين أكشن" دون
محاكمة. ومن المقرر أن يمثل، غداً الأربعاء، ثلاثة ناشطين أمام محكمة فولكستون
الابتدائية، بعد إغلاقهم فرع مصنع الأسلحة الإسرائيلي في كينت قبل أشهر.
وقبل أسبوع، استهدف ناشطون من الحركة نفسها مقر
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في بورتلاند بليس في لندن، حيث غطوا الطابق
الأرضي الخارجي بالطلاء الأحمر وحطّموا بعض النوافذ. وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن
هذا الاستهداف، متهمة "بي بي سي" بالانحياز في تغطية الحرب التي شنتها
إسرائيل على قطاع غزة.