العدد 1579 /13-9-2023
تصدر وسم "تسريبات سجون مصر" منصات
التواصل الاجتماعي في مصر، على خلفية تداول مقاطع مرئية مسرّبة، قال ناشروها إنها
لكاميرا مراقبة "توثق أوضاعا غير إنسانية لنزلاء سياسيين"، لكن وزارة
الداخلية نفت صحتها.
ونشر الناشط المعارض علي حسين المهدي مقاطع أطلق
عليها عنوان: "التسريب الأول" عبر قناته التي يتابعها أكثر من 170 ألف
شخص عبر يوتيوب.
وقال الناشط -المقيم خارج مصر- إن المقاطع
"توثق أوضاع تحركات قيادات من جماعة الإخوان داخل الزنازين الفردية بمجمع
سجون بدر"، على رأسهم القيادي محمود عزت، الذي كان قائما بأعمال المرشد العام
لجماعة الإخوان المسلمين، والداعية المعتقل صلاح سلطان، وشخص آخر، على حد تعبيره.
كما أظهرت التسريبات صورا لزنازين معتقلين قال
ناشطون، إنها تُظهر ما سمّوها معاناتهم في الحبس الانفرادي.
في المقابل، نفت وزارة الداخلية المصرية صحة
المقاطع المرئية، ووصفت ناشرها بأنه "أحد العناصر الهاربة". وأكدت
الوزارة أن المقاطع المرئية "مُحرّفة ولا تمت بصلة للأشخاص الذين يقول ناشر
التسريبات، إنهم من قادة الإخوان".
وبالرغم من تشكيك بعض المتابعين في اللقطات، فقد
وثّق حقوقيون تقاربا لشكل الزنازين الفردية الظاهرة بالمقاطع المنشورة، مع صور
نشرتها الداخلية سابقا في أفلام ولقطات ترويجية، لما تُطلق عليها اسم "مراكز
الإصلاح والتأهيل"، بدلا من مصطلح "السجون" المتعارف عليه.
كما أكد الناشط الحقوقي، هيثم غنيم، أن
"المرئيات من داخل زنازين الاحتجاز بالسجون الجديدة"، مستندا لتطابقها
مع تلك التي نشرتها الدولة رسميا.
وطالب هيثم -في تدوينة له عبر منصة
"إكس"- "النيابة العامة بالتحقق من جميع حالات الإهمال الطبي داخل السجون
عبر مراجعة المقاطع المسجلة، بدلا من الاكتفاء ببيانات هزلية من وزارة
الداخلية"، حسب تعبيره.
وكتب المعارض أحمد عبد العزيز -وهو عضو الفريق
الرئاسي للرئيس الراحل محمد مرسي– "تسريبات كاميرات المراقبة التي بثها
اليوتيوبر علي حسين مهدي لثلاثة من قيادات الإخوان المسلمين في زنازينهم
الانفرادية، من سجن بدر شديد الحراسة، تدمي القلب".
وأضاف "هذه التسريبات أظهرت نمط الحياة غير
الآدمية التي تحياها هذه القامات العلمية والوطنية، وهي مشاهد كافية لأن تقيم
الدنيا ولا تقعدها، حتى يتم إطلاق جميع المعتقلين السياسيين، في سجون الإنقلاب!
على قيادة الإخوان المسلمين أن تتحرك.. على جميع المنظمات الحقوقية الدولية أن
تتحرك.. على كل حر أن يفعل ما بوسعه؛ لإثارة هذه القضية الإنسانية (في المقام
الأول)، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم".
ووصفت دعاء -ابنة البرلماني والمحامي المحبوس
انفراديا منذ 2013، صبحي صالح- المقاطع المتداولة بـ"المؤلمة". وأضافت
في تدوينة أن "تلك المقاطع تجعلنا نرى ما نهرب من التفكير فيه، إذ تذكرنا بما
يحدث مع أهالينا بالسجون، وهو ما يمنعنا من العيش بسلام".
ويرى الناشط عبد الرحمن طارق أن تسريب المقاطع من
سجن بدر، دليل على أن "السلطة الحاكمة لا توجد لديها أي نية لتحسين حالة حقوق
الإنسان".
بينما كتب الأكاديمي وصفي أبو زيد، "بصرف
النظر عن سبب نشر المقاطع التي تحرك الجبل وتحرض من لا ضمير له الآن، لكن هذا
التسريب يوجب على كل من لديه أي سبب، وأي قدرة على استنقاذهم أن يفعل، وأن يبذل ما
يستطيع".
وعلّق الداعية محمد الصغير قائلا، "كل من دخل
السجن في مصر أو زار قريبا فيها، يعرف أن هذا غيض من فيض من حال المعتقلين، وأن
التسريبات ما هي إلا ومضات كاشفة عن حال عنابر الموت وزنازين القتل البطيء".