العدد 1657 /26-3-2025
شهدت جامعة جورج
تاون تظاهر طلاب وباحثين داخل الحرم الجامعي اليوم الأحد، للمطالبة بالإفراج عن
الباحث الأكاديمي بدر الدين خان سوري، الذي يدرس مادة "الأغلبية وحقوق
الأقليات في جنوب آسيا" بمركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي
المسيحي (ACMCU) التابع لكلية جورج تاون للخدمة الخارجية،
وذلك في أول تظاهرة داخل الحرم الجامعي بعد أيام على احتجاز وزارة الأمن الداخلي
الباحث دون توجيه أي اتهامات له.
ونظم المشاركون
مسيرة داخل الحرم الجامعي، رافعين شعارات من قبيل: "أفرجوا عن بدر الدين
خان"، و"أفرجوا عن محمود خليل"، و"أفرجوا عن سجنائنا
السياسيين"، و"أوقفوا استثماراتكم في شركات تدعم إسرائيل"، ورددوا
شعارات "أخرجوا إدارة الهجرة خارج الحرم الجامعي"، و"أوقفوا
الإبادة الجماعية في غزة"، و"لن تستطيعوا تكميم أفواهنا".
وفي وقت سابق من
الأسبوع الماضي احتجزت وزارة الأمن الداخلي الأميركية بدر الدين خان سوري، وهو
هندي الجنسية ويحمل تأشيرة دراسة بالولايات المتحدة، وزوجته أميركية من أصل
فلسطيني، واتهمته المتحدثة باسم الوزارة تريشيا ماكلولي بأنه "كان ينشر دعاية
لحماس ويروّج لمعاداة السامية على وسائل التواصل الاجتماعي"، غير أن الحكومة
لم تقدم أي أدلة تدعم مزاعمها.
ودعا الطلاب
الذين ارتدوا الكوفية الفلسطينية ورفعوا الأعلام الفلسطينية، إلى وقف الاعتداء على
حرية التعبير في الجامعات الأميركية، ووقف استهداف طلاب الجامعات الذين يدعمون
حقوق الفلسطينيين ويطالبون بوقف إطلاق النار في غزة ووقف استهداف المستشفيات
والجامعات والمدنيين والنساء والأطفال.
الطالبة كاي
بجامعة جورج تاون عبرت لـ"العربي الجديد"، عن غضبها وغضب الطلاب مما
تشهده الجامعات الأميركية من استهداف الطلاب الداعين لوقف الإبادة الجماعية في
غزة. وقالت: "الدكتور بدر الدين خان سوري اختطف من منزله بعد عودته من إفطار
رمضان على يد ملثمين من وزارة الأمن الداخلي يحتجزونه حتى اليوم دون محاكمة عادلة
في منشأة بولاية تكساس"، مضيفة أنهم "يتظاهرون ليس فقط من أجل المطالبة
بالإفراج عنه، وإنما أيضا لدعوة الجامعة إلى أن تكون ملاذا آمنا لحماية الطلاب
والمجتمع". وشددت على ضرورة منع وزارة الأمن الداخلي أو الشرطة أو أي مسؤولين
فيدراليين من دخول الجامعة بغرض قمع الطلاب.
ودعت أيضا إلى أن
توقف الجامعة استثماراتها التي تقدر بـ57 مليون دولار في شركات تزود إسرائيل
بالتكنولوجيا التي تستخدمها في حربها على غزة، وقالت: "نشهد 17 شهراً من
الإبادة الجماعية في غزة، ونطالب الجامعة بوقف الاستثمار في هذه الشركات التي
تستهدف المدنيين، ونطالب بالشفافية في استثماراتها وحماية حرية التعبير في الحرم
الجامعي".
من جانبها، قالت
الطالبة بالجامعة ليلي لـ"العربي الجديد": "زميلنا بالجامعة بدر
الدين محتجز في تكساس الآن دون تهمة وتُنتهك حقوقه في الإجراءات القانونية
الواجبة، وتحاول حكومتنا ترحيله، ونحن هنا نطالب جامعتنا بحماية طلابها من
الاختفاء القسري على يد الحكومة الأميركية، وأن تسحب استثماراتها من شركات تستثمر
في الإبادة الجماعية في غزة، وأن يصبح الحرم الجامعي محمياً ضد الانتهاكات، وألا
تسمح الإدارة لدائرة الهجرة والجمارك ووزارة الأمن الداخلي بدخول الحرم الجامعي
وألا تتعاون معهم في ترحيل واعتقال الطلاب".
وعلى مدار
الأسابيع الماضية صعدت إدارة الرئيس دونالد ترامب حملتها ضد طلاب وأعضاء تدريس
بالجامعات تظاهروا من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وقامت باعتقال عدد من
الطلاب من بينهم الباحث محمود خليل بجامعة كولومبيا التي رضخت لمطالب إدارة ترامب
العلنية بفصل طلاب تظاهروا العام الماضي، وتشديد القواعد وإخضاع مناهج وأقسام
دراسات الشرق الأوسط للوصاية الأكاديمية. كما قامت الإدارة بترحيل عدد آخر ومنع
باحثين وأعضاء تدريس من دخول البلاد، وتستهدف الإدارة حالياً نحو 10 من جامعات
النخبة الأميركية تتهمها بأنها لم تتخذ الإجراءات الكافية لمنع معاداة السامية
بكلياتها، على حد زعمها.