العدد 1421 / 15-7-2020
أفادت
مصادر بانسحاب المرتزقة الروس من مدينة سرت الليبية وسط مؤشرات على أن قوات حكومة
الوفاق الوطني قد تشن قريبا عملية عسكرية لاستعادتها من قوات اللواء المتقاعد
خليفة حفتر رغم "الخط الأحمر" الذي وضعته القاهرة، في حين حذر متحدث
باسم قوات الوفاق الرئيس المصري من مغبة التدخل عسكريا في ليبيا.
فقد
قال مصدر حكومي ليبي إن مسلحي شركة فاغنر الروسية انسحبوا يوم الثلاثاء من سرت
(450 كيلومترا شرق طرابلس) في اتجاه موانئ الهلال النفطي التي تقع شرقا، وتخضع
لسيطرة قوات حفتر.
من
جهتها، قالت مصادر عسكرية ليبية إن مرتزقة فاغنر قاموا بتفكيك رادارات دفاع جوي من
إحدى المناطق في سرت.
ووفق
المصدر الحكومي الليبي، فإن المسلحين الروس أعادوا انتشارهم في منطقة الجفرة التي
تقع وسط ليبيا، وتضم قاعدة جوية نشرت فيها روسيا طائرات حربية دعما لحفتر، وفق ما
كشفته مؤخرا قيادة القوات الأميركية في أفريقيا.
الاستعدادات
العسكرية
وقال
مراسلون إن قوات الوفاق الموجودة بمحيط سرت تلقت تعزيزات من عدة مناطق في ليبيا،
في مؤشر على قرب اقتحامها للمدينة الإستراتيجية التي كانت قوات حفتر قد استولت
عليها مطلع العام الجاري.
كما
ذكر ناشطون أن المرتزقة الروس انسحبوا من منطقة وادي جارف التي تقع على بعد 25
كيلومترا تقريبا غرب مدينة سرت.
وتتوارد
الأنباء عن انسحاب مسلحي شركة فاغنر باتجاه الموانئ النفطية في وقت يؤكد فيه قادة
ميدانيون في قوات حكومة الوفاق أنهم ينتظرون الأوامر لبدء عملية استعادة سرت
وقاعدة الجفرة.
وأفاد
ناشطون بأن المزيد من المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق توجهوا إلى سرت ترقبا
لعملية عسكرية ربما باتت وشيكة.
وبعد
استعادتها ضواحي طرابلس الجنوبية ومدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة)
مطلع الشهر الماضي، توجهت طلائع من قوات الوفاق إلى سرت، وبعد مناوشات مع قوات
حفتر، لم تحدث مواجهات كبيرة، في حين أفادت مصادر عسكرية بأن المسلحين الروس لغموا
مناطق عدة في سرت.
في
غضون ذلك، دعا المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق، العقيد محمد قنونو، إلى إنهاء وجود
المرتزِقة الداعمين لمن وصفه بمجرم الحرب الذي أباح لهم أرض ليبيا وسماءها، في
إشارة إلى حفتر.
وأكد
قنونو على المضي في تحرير المدن وبسط سلطة الدولة على كامل تراب ليبيا، وقال إن
الوقت حان ليتدفق النفط من جديد، وللضرب على الأيدي الآثمة العابثة بقوت الليبيين،
على حد وصفه.
وتعهد
المتحدث العسكري بألا تمر جرائم ُ المقابر الجماعية في مدينة ترهونة وزرعُ الألغام
في ضواحي طرابلس دون عقاب.
اتفاق
تركي أميركي
سياسيا،
قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب
اتفقا خلال مكالمة هاتفية أ الثلاثاء على العمل عن كثب في ليبيا لضمان تحقيق
استقرار دائم فيها.
من
جهته، أعلن بيان للبيت الأبيض أن ترامب وأردوغان أكدا هاتفيا ضرورة التوصل إلى
تسوية تفاوضية للقضايا الإقليمية.
وفي
وقت سابق، طالبت أنقرة واشنطن بممارسة دور فعال وبشكل أكبر في ليبيا، وكان
الرئيسان التركي والأميركي بحثا الأزمة الليبية مرتين على الأقل منذ آذار الماضي.
وكان
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد قال الاثنين إن انسحاب قوات حفتر من
سرت والجفرة شرط لأي وقف لإطلاق النار تعقبه مفاوضات لإيجاد حل سياسي للأزمة
الليبية.
التدخل
المصري
في
هذه الأثناء، حذر الناطق ياسم قوات حكومة الوفاق الوطني العقيد محمد قنونو الرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي من أن تواجه بلاده نفس الفوضى التي قال إنه يزرعها في
ليبيا.
وتساءل
قنونو على حسابه بتويتر إذا كان السيسي لا يخشى عودة السلاح الذي يوزعه في ليبيا
عبر الحدود، أو مواجهة نفس الفوضى التي يزرعها في ليبيا على أعتاب قصر الاتحادية
في القاهرة.
وكان
السيسي قال مؤخرا إن تدخل بلاده عسكريا في ليبيا بات يحظى بـ"شرعية
دولية"، ودعا قواته للاستعداد للقيام بمهام محتملة في الخارج، كما دعا لتسليح
القبائل الليبية.
وفي
موسكو، قال فلاديمير جاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس
الاتحاد الروسي، إن تدخل الجيش المصري بالنزاع الليبي يمكن أن يساعد في استعادة
الدولة الليبية.
وجاء
الموقف الروسي بعد ساعات من تبني البرلمان المنعقد بطبرق والداعم لحفتر قرارا يجيز
للقوات المصرية التدخل في ليبيا متى ما رأت ذلك ضروريا بحجة حماية أمن مصر أو
ليبيا.
وقد
أعلن مجلس النواب الليبي المنعقد في العاصمة طرابلس أن دعوة الجيش المصري للتدخل
في ليبيا تصعيد خطير وتفريط في سيادة ليبيا وانقلاب على الشرعية ومصادرة لحق الشعب
الليبي في تقرير مصيره وانتهاك لسيادة ليبيا واستقلالها.
كما
استنكرت حكومة الوفاق الليبية قرار برلمان طبرق وتعهدت باستعادة كامل أراضي الوطن،
وإنتاج النفط، والضرب على الأيادي التي تعبث بقوت الشعب.