العدد 1681 /17-9-2025
بشكل لافت، غاب اسم
جهاز الاستخبارات "الموساد" عن الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على
العاصمة القطرية الدوحة مستهدفا وفد حماس المفاوض، وهو الجهاز المسؤول عادة عن
عمليات الاغتيال التي تنفذها تل أبيب في الخارج.
والثلاثاء، أعلن الجيش
الإسرائيلي أنه شن هجوما جويا على قيادة حركة "حماس" بالدوحة، دون أن
يتطرق إلى نتيجته حتى اللحظة. وأدانت قطر الهجوم
الإسرائيلي، وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن
الداخلي.
فيما أعلنت
"حماس" نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة
الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين هم عبد الله
عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.
دون ذكر قطر
بداية غياب اسم
"الموساد" عن العدوان على قطر كان في البيان الرسمي الإسرائيلي الأول
الذي تبنى الثلاثاء المسؤولية عن الهجوم. إذ جاء في البيان،
الذي وصلت نسخة منه للأناضول: "هاجم الجيش و(جهاز الأمن العام) ’الشاباك’ من
خلال سلاح الجو بشكل موجه بالدقة قيادة حركة حماس". كذلك لم
يذكر البيان اسم قطر، وهو الحال نفسه بالنسبة إلى بيان مشترك صدر عن رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وقال نتنياهو وكاتس:
"قرر رئيس الوزراء ووزير الدفاع، بعد ظهر اليوم (أمس الثلاثاء)، تنفيذ
التوجيه الصادر للجيش وجهاز الأمن العام، والذي قام بذلك بدقة وعلى أكمل
وجه"، وفقا للبيان.
وأضافا أن القرار جاء
"في ضوء فرصة عملية سانحة (لاستهداف فريق "حماس" للتفاوض)،
وبالتشاور مع جميع رؤساء الأجهزة الأمنية، وبدعم كامل".
توقيت العدوان
وحاولت تقارير إعلامية
إسرائيلية ربط غياب اسم "الموساد" عن الهجوم بأن رئيسه دافيد برنياع أيد
العملية عامة، لكنه اعترض على توقيتها. وقالت صحيفة
"يديعوت أحرونوت" العبرية الأربعاء: "أثار الهجوم في قطر وتوقيته
جدلا في إسرائيل".
وأوضحت أن
"نتنياهو وكاتس أيدا تنفيذ العملية في ذلك الوقت، وكذلك وزير الشؤون
الاستراتيجية رون ديرمر، الموجود بواشنطن، بل إنه اعتقد أن إدارة (الرئيس الأمريكي
دونالد) ترامب لن تعارض الهجوم في قطر".
واشنطن، حليفة تل
أبيب، أعلنت أنها لم تكن على علم مسبق بالهجوم، وحين علمت به حاولت تحذير الدوحة،
لكن كان قد وقع بالفعل.
في المقابل،
"أفادت تقارير بأن مسؤولين إسرائيليين آخرين أيدوا عملية الاغتيال، لكنهم
تحفظوا على ’التوقيت الحالي’، معتبرين أنه يجب استنفاد المفاوضات للتوصل إلى اتفاق
(مع "حماس") بناء على الإطار الجديد لترامب"، بحسب الصحيفة.
وزادت بأن هؤلاء
المسؤولين هم "رئيس أركان الجيش إيال زامير، ورئيس الموساد دافيد برنياع،
ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ومدير شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش
(أمان) شلومي بيندر".
وعلى مدى أشهر طويلة،
قاد برنياع الوفد الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة مع "حماس"،
والتي جرت أساسا في الدوحة، التي تتوسط في المفاوضات مع مصر وبإشراف أمريكي.
طمأنة لقطر
ونقلا عن تقرير بصحيفة
"واشنطن بوست" الأمريكية، قالت القناة 12 العبرية إن "إسرائيل
والولايات المتحدة نقلتا رسائل إلى الدوحة بأن أعضاء حماس في قطر لن يكونوا هدفا
لهجوم إسرائيلي".
دور في المفاوضات
موقع "تايمز أوف
إسرائيل" الإخباري قال الأربعاء، إنه "من اللافت أن تعليقات المسؤولين
الإسرائيليين عن الهجوم أفادت بضلوع الجيش والشاباك، ولكن ليس الموساد".
ولفت إلى أن
"الموساد عادة ما يلعب دورا رئيسيا في أي عملية حساسة" ضد ما زعم أنها
"شخصيات إرهابية خارج إسرائيل أو محيطها المباشر".
ولإسرائيل تاريخ طويل
في اغتيال آلاف القادة الفلسطينيين، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في دول عديدة
بأنحاء العالم.
ومحاولا تفسير سبب
غياب اسم "الموساد"، قال الموقع إن "برنياع لعب دورا قياديا في
المحادثات غير المباشرة مع حماس"، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق
النار المستمر بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وترتكب إسرائيل بدعم
أمريكي إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و656 قتيلا، و163 ألفا و503 جرحى من
الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 404
فلسطينيين بينهم 141 طفلا.