العدد 1422 / 22-7-2020
بعد
موافقة البرلمان المصري على قيام الجيش "بمهام قتالية" خارج الحدود،
وذلك في سياق تدخل عسكري محتمل بليبيا اتجهت الأنظار إلى تركيا التي تربطها
اتفاقية تعاون عسكري مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس، حيث أكدت
مصادر تركية أن أنقرة ستتخذ خطوات لمواجهة أي تدخل مصري محتمل في ليبيا.
عن
ردة الفعل التركية على قرار البرلمان المصري، ومدى النظر له بجدية في التدخل
عسكريا بليبيا، وكيف ستكون الخطوة التركية اللاحقة ردا على هذا التدخل، قال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي.
أن
أنقرة تنظر بجدية لتفويض البرلمان المصري للسيسي بالتدخل عسكريا في ليبيا وستراقب
عن كثب التحركات المصرية كافة داخل الأراضي الليبية.
وشدد
على أن هذا التفويض لا يخيفها كون تركيا موجودة في ليبيا لدعم الاستقرار هناك بناء
على اتفاقيات التعاون التي وقعتها مع حكومة الوفاق الشرعية، وكون البرلمان المصري
لا يمثل حقيقة الشعب المصري.
دول
تدفع السيسي للحرب
وقال
"لدينا معلومات بأن الجيش المصري يرفض خوض أي معارك ضد الجيش التركي أو ضد
الجيش الليبي الشرعي، على الرغم من أن الإمارات وفرنسا وإسرائيل تدفع السيسي بكل
قوة نحو خوض حرب ضد تركيا من أجل إضعاف الجيشين التركي والمصري".
ودعا
مستشار الرئيس التركي الشعب المصري بألا ينظر إلى تركيا كتهديد لمصر، لافتا إلى أن
التهديد الحقيقي لمصر يأتيها من شرق ليبيا وجنوبها وليس من غربها.
وعن
الخطوة التركية اللاحقة لأي تدخل مصري عسكري محتمل في ليبيا، أكد أقطاي أن تركيا
لن تتراجع عن التزاماتها في لبيبا وعن اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعتها مع
طرابلس، مشيرا إلى أن لديهم خططهم الميدانية والسياسية لمواجهة أي تهديد.
وعما
يدور في الكواليس بين القاهرة وأنقرة في ظل تصريح وزير الخارجية التركي مولود
جاويش أوغلو الأسبوع الماضي حول حدوث لقاءات على مستوى الخبراء بين تركيا ومصر
بشأن الاتفاقية التركية الليبية، أكد أقطاي "أن مصر دولة كبيرة ومركزية ولا
يوجد مشكلة عندنا في التواصل معها بعيدا عن السيسي".
ونوه
أقطاي بأن اللقاءات على مستوى الخبراء ذات علاقة أيضا بالحيلولة دون حصول أي
مناوشات ميدانية بين البلدين في ليبيا.
مواصلة
دعم الحكومة الشرعية
وفي
تصريحات لصحفيين يوم الجمعة، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدور المصري،
متعهدا بمواصلة دعم الحكومة في طرابلس، وقال "سنواصل تحمل المسؤولية التي
أخذناها على عاتقنا في ليبيا كما فعلنا حتى اليوم".
وعندما
سئل أردوغان عن احتمال تدخل القاهرة، قال إن "الخطوات التي تتخذها مصر تُظهر
وقوفها إلى جانب الانقلابي خليفة حفتر، وانخراطها في مسار غير شرعي".
وقال
السيسي الشهر الماضي إن الجيش المصري سيدخل ليبيا إذا كررت حكومة طرابلس وحلفاؤها
هجماتهم على محور سرت – الجفرة، الذي يعد بوابة مؤدية إلى موانئ تصدير النفط
الخاضعة لسيطرة قوات حفتر وحلفائه.
ويؤكد
خبراء عسكريون وإستراتيجيون أن معركة سرت في حال وقوعها، لن تكون مجرد معركة بين
كل من قوات حكومة الوفاق الليبية في طرابلس من جانب، وقوات اللواء المتقاعد حفتر
من جانب آخر، لكنها ربما تتطور إلى مواجهة عسكرية بين كل من القاهرة وأنقرة.
ليبيا..
أردوغان يحذر داعمي حفتر.. وترامب يبحث مع ابن زايد خفض التصعيد
جدد
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعمه لحكومة الوفاق الليبية، مؤكدا أن بلاده لن
تسمح بأي عمل متهور في ليبيا. وبينما تتسارع التطورات في هذا الملف، أجرى مسؤولون
عسكريون واستخباراتيون روس مباحثات مع نظرائهم في تركيا.
وقال
أردوغان خلال اجتماع لتقييم أداء حكومة النظام الرئاسي التركي يوم الثلاثاء إن دعم
بلاده لحكومة الوفاق في ليبيا مكنها من "دحر الانقلابيين الذين كانوا يهددون
العاصمة طرابلس".
وتابع
قائلا " نتابع التطورات (بشأن ليبيا) خلال الفترة الأخيرة، فلا يتهور أحد،
لأننا لن نسمح بذلك".
وتأتي
تصريحات الرئيس التركي بعدما أعلن البرلمان المصري يوم الاثنين موافقته على إرسال
قوات من الجيش في مهام قتالية خارج الحدود في "الاتجاه الإستراتيجي
الغربي"، وذلك في سياق تدخل عسكري محتمل في ليبيا.
وحذر
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 20 حزيران الماضي من أن تقدم قوات حكومة
الوفاق المدعومة من تركيا نحو الشرق الليبي سيدفع مصر إلى التدخل العسكري المباشر
في ليبيا، وهو ما اعتبرته حكومة الوفاق "إعلان حرب".
في
المقابل تواصل حكومة الوفاق حشد قواتها استعدادا لطرد قوات اللواء المتقاعد خليفة
حفتر المدعومة من مصر والإمارات وروسيا من مدينة سرت، وتؤكد أن ذلك "أمر محسوم
وقريب جدا".
مباحثات
روسية تركية
وأفاد
مراسلون ا بأن وفدا روسيا برئاسة مساعد وزير الخارجية الروسي يعقد اجتماعات مع
مسؤولين أتراك في مقر وزارة الخارجية التركية.
ويناقش
المسؤولون من الجانبين وبينهم عسكريون ومسؤولو مخابرات أهم الملفات الإقليمية وعلى
رأسها الملف السوري والملف الليبي، وخاصة سرت والجفرة.
من
ناحية أخرى، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحث في اتصال هاتفي
يوم الثلاثاء مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد قضايا الأمن الإقليمي بما في
ذلك "أهمية خفض التصعيد في ليبيا من خلال إخراج القوات الأجنبية".