العدد 1515 /8-6-2022
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي
شويغو سيطرة قوات بلاده على القسم الأكبر من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين
في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، وفي حين رأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك
أن هذه الحرب خطر كبير على العالم بأسره، تُعقد الأربعاء مباحثات روسية تركية بشأن
استئناف المفاوضات.
وقال شويغو -خلال اجتماع في
وزارة الدفاع- إن مجمل عدد الأسرى الأوكرانيين لدى روسيا وصل إلى نحو 6500 عسكري، وأضاف
أن الأحياء السكنية في مدينة سيفيرودونيتسك حُررت بالكامل.
الروسي يسعى لإحكام السيطرة
على المنطقة الصناعية وأقرب التجمعات السكانية، حسب شويغو، وسط تقارير متضاربة بشأن
المناطق الواقعة فعلا في قبضة القوات المتصارعة.
وتسعى موسكو للسيطرة على هذه
المدينة الصناعية في إطار مساع لبسط نفوذها على مساحة شاسعة شرقي أوكرانيا، لكن قوات
كييف تمكنت من الصمود لغاية الآن.
وتبادلت القوات الروسية والأوكرانية
القصف في محيط مدينة باخموت التي تعد الممر اللوجستي لمدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك
آخر مدن مقاطعة لوغانسك التي ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية.
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه
القوات الروسية والانفصاليون إلى التقدم تجاه باخموت من جنوبها وشرقها في محاولة لقطع
طريقها نحو لوغانسك.
وقُتل آلاف المدنيين وأُرغم
الملايين على الفرار منذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بالزحف على أوكرانيا
يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
وبعدما تم التصدي لقواتها
في أجزاء أخرى من البلاد، ومن ضمنها كييف، تركز روسيا الآن هجومها على إقليم دونباس
في الشرق حيث تحرز تقدما مطردا وإن كان بطيئا.
وتتركز العمليات منذ الأسابيع
الأخيرة على سيفيرودونيتسك، كبرى المدن التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية في منطقة
لوغانسك الواقعة في دونباس.
جنوبا، اتهمت أوكرانيا القوات
الروسية باعتقال 600 شخص، غالبيتهم من الصحفيين والعناصر الموالية لكييف، في منطقة
خيرسون التي يحكم الجيش الروسي حاليا قبضته عليها.
وقالت تاميلا تاشيفا، ممثلة
الرئاسة الأوكرانية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، "بناء على
معلوماتنا، فإن نحو 600 شخص معتقلون في أقبية تم تعديلها للغرض في منطقة خيرسون".
وأضافت أن غالبية الموقوفين
صحفيون ونشطاء نظموا تجمعات مؤيدة لأوكرانيا في مدينة خيرسون والمناطق المحيطة بعدما
احتلتها القوات الروسية.
يأتي ذلك، بينما قال رئيس
بلدية مدينة خاركيف الأوكرانية إيهور تيريخوف -في تصريحات تلفزيونية- إن ضربة روسية
على ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 3 آخرين الثلاثاء.
وأضاف تيريخوف أن روسيا
"لا تترك خاركيف وشأنها وتضع الناس في حالة خوف باستمرار".
وشهدت خاركيف الواقعة شرقي
أوكرانيا قصفا مكثفا في الشهرين الأولين من الحرب مع احتدام المعارك بالقرب من أطرافها،
لكن الوضع في المدينة هدأ إلى حد ما خلال الأسابيع الماضية مع انسحاب القوات الروسية
من المنطقة.
وفي تطورات سياسية، رأت وزيرة
خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك أن حرب روسيا على أوكرانيا خطر على العالم بأسره، لا
سيما أن الحرب تهدد مبادئ القانون الدولي، حسب قولها.
وفي مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة
الباكستانية إسلام آباد، دعت الوزيرة الألمانية لدعم وحدة أوكرانيا بالقول والفعل.
وفي شأن متصل، قالت وزارة
الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف سيبحث الأربعاء في أنقرة مع نظيره التركي
مولود جاويش أوغلو العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى جانب آفاق استئناف المفاوضات
الروسية الأوكرانية.
وكانت وسائل إعلام تركية قد
أشارت إلى أن وفدا روسيا يضم وزيري الخارجية والدفاع سيزور أنقرة.
وسيبحث الوفد مسألة وقف الحرب
في أوكرانيا وضمان ممرات آمنة لنقل الحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية.
من جانبه، نفى الكرملين وجود
اتفاقات واضحة بشأن إخراج الحبوب من أوديسا، مؤكدا وجوب إزالة أوكرانيا للألغام قرب
الموانئ لتحقيق ذلك.
وكانت محطة "تي آر تي"
(TRT) التركية ذكرت الاثنين أن من بين الموضوعات التي سيبحثها لافروف مع
نظيره التركي تدشين -ما يسمى- ممر شحنات الحبوب الأوكرانية عبر المياه التركية، ومن
ثم للبحر المتوسط.
وفي وقت مبكر من فجر الأربعاء،
قالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
أهمية إنهاء حرب روسيا على أوكرانيا.
وأضافت الخارجية أن بلينكن
شدد على أن العقوبات الأميركية لا تمنع تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية أو الروسية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، صرح
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بأن بلاده ترى "تقدما كبيرا" في المفاوضات
مع أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة بشأن اتفاق محتمل للسماح بتصدير الحبوب من الموانئ
الأوكرانية على البحر الأسود.
ونقلت وكالة الأناضول عن أكار
القول إن المحادثات مستمرة بشأن أمور فنية من بينها "كيفية إزالة الألغام، ومن
سيقوم بذلك، وكيفية إنشاء الممر، ومن سيرافق (السفن)".
ولفت أكار إلى أن الطرفين
مستعدان لحل المشكلة، إلا أن غياب الثقة المتبادلة يمثل عقبة، وتابع قائلا إن
"كل جهة تريد التأكد من أشياء معينة. ونحن نعمل لبناء مثل هذه الثقة."
وفي ما يتعلق بهذه الأزمة،
حذّرت كل من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" (FAO) وبرنامج الغذاء العالمي من أزمة غذاء وشيكة ومن أن الجوع يهدد الاستقرار
في عشرات البلدان.
ويحذر التقرير من أن الحرب
في أوكرانيا قد زادت من تفاقم الارتفاع المطرد بالفعل في أسعار المواد الغذائية والطاقة
في جميع أنحاء العالم. وأشارت إلى أن ذلك يؤثر فعلا على الاستقرار الاقتصادي.
من جهته، قال رئيس البعثة
الروسية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي السفير فلاديمير تشيغوف -للجزيرة- إن بلاده لا
تضع أي عراقيل أمام صادرات الحبوب من أوكرانيا إلى دول أخرى، واتهم كييف بتلغيم المياه
حول الموانئ في البحر الأسود.