العدد 1586 /1-11-2023
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الحرب الإسرائيلية
على قطاع غزة، تستعد جامعة الدول العربية لعقد "قمة طارئة" على مستوى
القادة، استجابة لدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت الماضي، لوقف
العدوان على غزة.
وبينما لم تعلن الأمانة العامة لجامعة الدول
العربية رسمياً عن موعد القمة المرتقبة، رجّحت مصادر أن تُعقد القمة برئاسة
المملكة العربية السعودية التي ترأس الدورة الحالية الـ32، في العاصمة السعودية
الرياض يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وقوبلت دعوة الرئيس الفلسطيني إلى عقد
قمة عربية طارئة بفتور، أولاً من ناحية القادة العرب، الذين لم يعلق أحد منهم، حتى
كتابة هذه السطور، على دعوة أبو مازن، وثانياً من قبل محللين ومراقبين للوضع رأوا
أن "مواقف الدول العربية السابقة خلال الحرب لا تبشّر بجديد في مسألة دعم
المقاومة الفلسطينية".
مع العلم أن الأمين العام المساعد لجامعة الدول
العربية، السفير حسام زكي، قال في تصريحات تلفزيونية السبت الماضي، إن "دعوة
الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد قمة عربية طارئة مهمة للغاية، وتأتي في ظروف
استثنائية".
وأضاف أن "الهدف من عقد القمة هو إيقاف آلة
الحرب الإسرائيلية ضد غزة وإدخال المساعدات"، مشيراً إلى أن "القمة
الطارئة في حكم المنعقدة، لأنه من الصعوبة ألا يوافق ثلثا الأعضاء على
انعقادها". وأوضح أنه "من الوارد عقد القمة العربية الطارئة في مصر أو
السعودية"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "هناك قمة عربية أفريقية مجدولة
في 11 نوفمبر" الحالي.
من جهة أخرى، قال زكي إن الأمانة العامة للجامعة
العربية تلقت، أول من أمس الاثنين، طلباً رسمياً من فلسطين والسعودية لبحث العدوان
الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول
الماضي. وأشار إلى أن الأمانة العامة عمّمت المذكرتَين الفلسطينية والسعودية على
الدول العربية الأعضاء.
وفي السياق، اعتبر الأمين العام لـ"حركة
المبادرة الوطنية الفلسطينية"، مصطفى البرغوثي، في حديث لـ"العربي
الجديد" أن الأهم من انعقاد القمة هو ما سيصدر عنها والقرارات التي يمكن أن
تتخذها، "لأن مجرد عقد الاجتماع- وإصدار بيان- لا يغير في الوضع شيئاً، ولن
يفيد".
وأضاف أن المطلوب عقد القمة العربية "فوراً
وبسرعة، واتخاذ قرارات حاسمة، بما في ذلك إلغاء كل التطبيع الذي تمّ مع إسرائيل،
وقطع العلاقات مع هذا الكيان المجرم، وطرد السفراء الإسرائيليين، ومن ثم التوافق
على تشكيل قوافل عربية ودولية لكسر الحصار على قطاع غزة، وإدخال المساعدات
الإنسانية بكل وسيلة ممكنة".
وتابع البرغوثي: "يضاف إلى ذلك، أن يكون هناك
توجه لإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة والدول الغربية، التي تدعم استمرار
العدوان على غزة، بأنه ما دام لم تدخل قطرة وقود واحدة إلى غزة، فلا يجب أن تصل
قطرة وقود واحدة من الدول العربية لتلك الدول". واعتبر أن "الشعب
الفلسطيني يواجه نكبة قد تكون أكبر من نكبة عام 1948، ولذلك فإن الأمر يتطلب مواقف
حازمة وحاسمة".
من جهته، قال المساعد السابق لوزير الخارجية
المصري، السفير رخا أحمد حسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن عقد قمة
عربية خاصة مهم للغاية بعدما جاء الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه إلى إسرائيل،
وشارك هو ووزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن في اجتماع مجلس الحرب
في إسرائيل.
كذلك فإن أهمية القمة، بحسب حسن، تأتي "بعد
عقد اجتماع لوزراء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومجلس الاتحاد الأوروبي، لدعم إسرائيل
بلا حدود عسكرياً وسياسياً ومالياً، ومنع صدور أي قرار عن مجلس الأمن الدولي يطالب
بوقف إنساني للقتال في غزة".
ورأى أن دعوة عباس لعقد القمة الآن، وبعد كل ذلك،
مهمة أيضاً، "أولاً لتأكيد الدعم العربي للمقاومة الفلسطينية، وثانياً للضغط
على الولايات المتحدة وأوروبا للإسراع بوقف القتال ورفع الحصار عن غزة وتأمين دخول
المساعدات الإنسانية للمدنيين".
وتابع: "نأمل أن يستجيب القادة العرب لعقد
هذه القمة في أقرب وقت ممكن، وإظهار وحدة الصف العربي في مواجهة العدوان
الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين وقتلهم في غزة".
في المقابل، قلّل الناشط السياسي المصري
الفلسطيني، رامي شعث، من قيمة دعوة عباس القادة العرب لعقد القمة. وقال في حديث
لـ"العربي الجديد": "أولاً الرئيس الفلسطيني فقد شرعيته بضعفه
واستسلامه ولعبه دور الشرطي في مواجهة إسرائيل"، معتبراً أن "الشرعية
الفلسطينية الآن مع المقاومة، وليست مع الرئيس الفلسطيني والقيادات العربية".
وأضاف أن "ما يسمى بالعمل العربي أصبح غير
موجود، لأن مجموعة كبيرة من الدول مثل مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب،
جزء من التحالف الأميركي الإسرائيلي لكسر مقاومة العالم العربي، وضمان إخضاعه
للهيمنة والسيطرة الأميركية" على حد تعبيره.