العدد 1658 /9-4-2025

واصل الجيش السوداني اليوم الثلاثاء، تقدمه أمام قوات الدعم السريع غرب مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم، واستعاد سيطرته على عدة مواقع. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال مصدر عسكري مفضلاً عدم نشر اسمه، إن قوات الجيش تمكنت من بسط سيطرتها على مجمع الصفوة السكني غرب مدينة أم درمان بعد أن طردت "الدعم السريع". وأضاف المصدر أن قوات الجيش تحركت في أكثر من محور واستعادت كذلك سوق نيفاشا بمنطقة أمبده "بعد أن دحرت مليشيا الدعم السريع".

من جانبها، قالت لجان مقاومة كرري في أم درمان، في بيان، إن قوات الجيش استعادت السيطرة على معسكر النسور لقوات الاحتياط المركزي للشرطة غرب المدينة. وبث عناصر الجيش السوداني مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل، من داخل معسكر النسور، ومجمع الصفوة السكني وسوق نيفاشا.

ومنذ يوم الجمعة الماضي، تشهد مناطق جنوب وغرب أم درمان اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يسعى الجيش لفرض سيطرته على آخر معاقل الدعم السريع في مدينة أم درمان ثالث مدن العاصمة السودانية. ومنذ أواخر مارس/ آذار الماضي تسارعت انتصارات الجيش في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل عامين.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب). ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ إبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

إلى ذلك، أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الثلاثاء، مقتل أكثر من 100 شخص في هجمات شنتها قوات الدعم السريع جنوبي مدينة أم درمان خلال أكثر من أسبوع. وقالت الشبكة (أهلية)، في بيان: "تتزايد الانتهاكات التي تنفذها "الدعم السريع" منذ أكثر من أسبوع على قرى الجموعية جنوبي أم درمان". وتابعت: "قُتل إثر عمليات الهجوم المسلح، التي تمارسها الدعم السريع ضد المدنيين، أكثر من 100 شخص بينهم نساء وأطفال".

وفي السياق ذاته، تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بترقية العلاقات بين البلدين. جاء ذلك خلال لقاء البرهان مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد بمدينة بورتسودان، بحسب بيان من مجلس السيادة، بالتزامن مع تضييق الجيش السوداني الخناق على قوات الدعم السريع واستعادة السيطرة على العديد من المدن.

وأفاد البيان بأن رشاد نقل رسالة شفوية للبرهان من الرئيس المصري "تتعلق بالعلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات"، دون ذكر تفاصيل أخرى. وثمن البرهان "دور مصر في دعم ومساندة أشقائها في السودان في إطار العلاقات الثنائية التاريخية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين"، معرباً عن "عميق تقديره وشكره لمصر حكومة وشعبا".