العدد 1607 /27-3-2024
تترقب إسرائيل "قراراً صعباً" من محكمة
العدل الدولية بعد تقديم جنوب أفريقيا طلبات إضافية إلى المحكمة، في إطار القضية
التي رفعتها ضد تل أبيب بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، وفق
ما أفاد إعلام عبري، اليوم الثلاثاء.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "يعقد
قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي هذه الأيام جلسات استماع بشأن الطلبات الإضافية
التي قدمتها جنوب أفريقيا لإصدار أوامر ضد إسرائيل".
ورجحت الهيئة الإسرائيلية أن يكون "إصدار
قرار المحكمة بشأن الطلبات الإضافية التي تقدمت بها جنوب أفريقيا خلال الأيام
المقبلة"، متوقعة أن تتبنى المحكمة "نبرة انتقاد في ما يتعلق بإسرائيل،
وقد تأمر بتقديم تقارير مراقبة إضافية".
وأضافت: "تشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه
سيكون هناك قرار صعب ضد تل أبيب، على الأقل من حيث النبرة والادعاءات ضد إسرائيل
وتصرفاتها".
وتابعت: "يرى المراقبون في إسرائيل أنه لن
تُصدَر أوامر إضافية مهمة في هذه المرحلة، مثل تعليمات بوقف القتال، ولكن من
المتوقع أن تتبنى المحكمة نبرة انتقاد في ما يتعلق بإسرائيل، رغم أن هذه خطوة غير
عادية ولا تلجأ المحكمة إلى اتخاذها عادة".
وفي مطلع مارس/ آذار الجاري، طالبت جنوب أفريقيا
محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات طارئة إضافية ضد إسرائيل بسبب "المجاعة
واسعة النطاق" التي نتجت من حربها الشرسة على قطاع غزة.
وهذا الطلب الثالث الذي تقدمه جنوب أفريقيا بحق
إسرائيل إلى المحكمة، التي تُعَدّ أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، منذ بدء تل
أبيب حربها المدمرة على قطاع غزة قبل نحو 6 أشهر.
ورداً على القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا في 29
ديسمبر/ كانون الأول 2023، أمرت محكمة العدل الدولية في 26 يناير/ كانون الثاني
2024، تل أبيب باتخاذ "تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين،
وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة". وأمرت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير
خلال شهر من صدور القرار بشأن مدى تطبيقها هذه التدابير.
وتقيّد إسرائيل، منتهكةً القوانين الدولية، وصول
المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا سيما براً، ما سبّب شحّاً في إمدادات الغذاء
والدواء والوقود، وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره منذ
17 عاماً، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
وتواجه إسرائيل أيضاً اتهامات فلسطينية ودولية
باستخدام "التجويع" سلاحاً في غزة، بما يرقى إلى مستوى "جريمة
حرب"، وتدعوها الأمم المتحدة إلى فتح المعابر البرية لإغراق القطاع بمساعدات
إنسانية قبل أن تلتهم المجاعة المزيد من سكانه.
وعلى صعيد آخر، اعتبرت هيئة البث العبرية أن قرار
مجلس الأمن الدولي، مساء الاثنين، الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة
طوال شهر رمضان "لا يخدم" وضع إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بل سيعزز
"اللهجة الانتقادية" ضدها.
وأوضحت الهيئة أنه على "رغم أن القرار
(الصادر عن مجلس الأمن) غير ملزم قانونياً، فإن المحكمة (العدل الدولية) هيئة
تابعة للأمم المتحدة، وبالتالي فإن القرار يمكن أن يعزز اللهجة الانتقادية ضد
إسرائيل، وذلك في أحسن الأحوال، وفي أسوأها تعزيز التدابير ضدها".
وأوردت الهيئة أن من بين الأوامر والإجراءات التي
أضافتها جنوب أفريقيا في طلبها المقدم إلى المحكمة في هذه المرحلة "الوقف
الفوري للأعمال القتالية، وكذلك إطلاق سراح جميع المختطفين والأسرى من الجانبين،
وإتاحة المساعدات الإنسانية والإمدادات وما شابه ذلك".
وأمس الاثنين، تبنّى مجلس الأمن الدولي القرار
الذي أيدته 14 دولة، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه. ودعا القرار
إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف
دائم ومستدام لإطلاق النار.
وطالب أيضاً بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط
عن جميع الرهائن"، فضلاً عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم
الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية.