العدد 1694 /17-12-2025

هددت الإدارة الأميركية، اليوم الثلاثاء، بالردّ على الاتحاد الأوروبي بسبب مساعيه لفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية، ملوّحة باستهداف شركات بارزة، من بينها "أكسنتشر" و"سيمنس" و"سبوتيفاي"، بإجراءات أو رسوم جديدة محتملة.

وقال مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء: "إذا أصرّ الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على مواصلة تقييد وتقليص وردع القدرة التنافسية لمقدّمي الخدمات الأميركيين عبر وسائل تمييزية، فلن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى البدء في استخدام كل أداة متاحة لديها لمواجهة هذه الإجراءات غير المعقولة".

وأضاف المنشور: "إذا استدعت الحاجة اتخاذ تدابير مماثلة، فإن القانون الأميركي يجيز فرض رسوم أو قيود على الخدمات الأجنبية، من بين إجراءات أخرى".

وذكر مكتب الممثل التجاري الأميركي عدداً من الشركات الأوروبية الأخرى، بينها "دي إتش إل" و"ساب" و"أماديوس آي تي غروب" و"كابجيميني" و"بوبليسيس غروب" و"ميسترال إيه آي"، قائلاً إنها تمتّعت لسنوات بوصول غير مقيّد إلى السوق الأميركية.

وتتمحور القضية حول القواعد المنظمة للتجارة الرقمية، في وقت يتحرك فيه الاتحاد الأوروبي لتنظيم وفرض ضرائب على عمالقة التكنولوجيا الأميركيين، ومن بينهم "غوغل" التابعة لشركة "ألفابت"، و"ميتا بلاتفورمز"، و"أمازون دوت كوم". ويقول منتقدو خطط الضرائب الرقمية الأوروبية إنها تبطئ وتيرة الابتكار التكنولوجي، بما لها من تداعيات عالمية، وتسعى بشكل غير منصف إلى زيادة الإيرادات.

وقد يؤدي هذا التهديد إلى زيادة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في وقت تتعثر فيه محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. ويأتي ذلك أيضاً عقب انتقادات لاذعة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف الاتحاد الأوروبي، في مقابلة مع موقع "بوليتيكو" الأسبوع الماضي، بأنه تكتل "متداعٍ" تقوده قيادات "ضعيفة".

وكان ترامب قد فرض رسوماً جمركية واسعة النطاق على الواردات إلى السوق الأميركية، من بينها 15% على كثير من السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، لمواجهة الرسوم والحواجز الأخرى التي يقول إنها تقيد بشكل غير عادل بيع المنتجات الأميركية.

واتهم مسؤولون في إدارة ترامب الاتحاد الأوروبي بانتهاك بنود اتفاقه التجاري مع الولايات المتحدة، ولا سيما التزام التكتل بـ"معالجة الحواجز الرقمية غير المبررة أمام التجارة".

كما وجّه ترامب مراراً انتقادات لهذه الإجراءات، واصفاً إياها بأنها حواجز تجارية غير جمركية تضرّ بالشركات الأميركية، وهدد بفرض رسوم جمركية "كبيرة" على الدول التي تطبقها. وأدت ضغوط ترامب إلى تغيير بعض المواقف، من بينها قرار كندا في يونيو/ حزيران إلغاء ضريبة رقمية قبل ساعات فقط من موعد دخولها حيز التنفيذ.

ومع ذلك، مضى الاتحاد الأوروبي قدماً في تطبيق قواعده الرقمية، فارضاً أخيراً غرامات بمئات الملايين من الدولارات على شركات "آبل" و"ميتا" وشبكة التواصل الاجتماعي "إكس" المملوكة لإيلون ماسك.

ودافع الاتحاد الأوروبي عن نهجه، إذ قال مفوض التجارة ماروش شيفتشوفيتش لقناة "بلومبرغ تي في" أمس الاثنين إن التكتل "سيحمي سيادته التكنولوجية".

وأضاف شيفتشوفيتش أنه على تواصل دائم مع "الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير" و"وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك".