العدد 1428 / 16-9-2020
برعاية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقي التطبيع مع إسرائيل
في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، رغم الرفض والإدانة الواسعة من الجانب الفلسطيني.
وقال
الرئيس الأمريكي، في كلمة أمام الحضور عند بدء مراسم التوقيع، إن "اتفاق
التطبيع سيكون أساسا لسلام شامل في المنطقة، والدول الموقعة على الاتفاق ستتبادل
السفراء مع إسرائيل وستفتح سفارات، وستبدأ العمل معا كشركاء.. هم أصدقاء".
وأضاف:
نحن اليوم هنا لنغير مسار التاريخ، فبعد عقود من الانقسام والصراع نحتفل ببزوغ فجر
شرق أوسط جديد. وتابع: "ستعمل هذه الاتفاقيات معًا كأساس
لسلام شامل في جميع أنحاء المنطقة، وهو أمر لم يعتقد أحد أنه ممكن".
ومضى
قائلا: "يثبت التوقيع التاريخي اليوم أن دول الشرق الأوسط تتحرر من النهج
الفاشل للماضي".
وفي
كلمته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاتفاقان مع الإمارات
والبحرين بأنهما "منعطف تاريخي".
وزعم
أن "هذا ليس سلاما بين الزعماء بل بين الشعوب أيضا". وتابع قائلاً: السلام
سيتوسع ليضم دولا عربية أخرى، ليصبح من الممكن بعد ذلك إنهاء الصراع العربي
الإسرائيلي إلى الأبد".
وأشار
إلى أن "المنافع الاقتصادية العظيمة لشراكتنا يمكن الإحساس بها في كل
المنطقة، وستصل لكل مواطنينا".
فيما
اعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ونظيره البحريني عبد اللطيف
الزياني، أن تطبيع بلادهما مع إسرائيل فرصة لـ"استقرار المنطقة".جاء
ذلك في كلمتيهما بالبيت الأبيض قبيل توقيع اتفاقي التطبيع.
وزعم
بن زايد أن اتفاقية بلاده مع إسرائيل ستكون "منارة مضيئة لكل محبي السلام".
وتحدث
عن أن "هذه المعاهدة ستمكنها في الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني وتحقيق
أمله في تحقيق دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة ومزدهرة".
وأشار
أن "المعاهدات العربية التي وقعت مع إسرائيل لبنة للمستقبل وللعمل نحو
الاستقرار والتنمية".
فيما
تحدث الزياني، ممثل دولة البحرين، أن اتفاق اليوم "حدث تاريخي وفرصة لتحقيق
السلام والازدهار والاستقرار للمنطقة".
وقال:
"علينا أن نعمل بسرعة ونشاط لتحقيق حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي،
ولقد أظهرنا اليوم بأن مثل هذا الطريق ممكن وواقع، وما كان يعد حلما قبل سنوات الآن
يمكن أن يتحقق".وقبيل بدء مراسم التوقيع، التقى ترامب
مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزيري الخارجية الإماراتي والبحريني، كلا على حدة.
في
المقابل، وصفت منظمة التحرير الفلسطينية، يوم توقيع كل من البحرين والإمارات على
اتفاقي التطبيع مع إسرائيل بأنه "يوم أسود" في تاريخ النظام الرسمي
العربي.
فيما
قالت حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح"، إن البحرين والإمارات
"توقعان اليوم اتفاقية الإذعان لدولة الاحتلال".
حركة
"حماس"، اعتبرت توقيع الاتفاقين، "كأن لم يكن، ولا يساوي الحبر
الذي كُتب به".
وقال
المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، إن "الشعب الفلسطيني سيتعامل مع هذه
الاتفاقات وكأنها لم تكن، من خلال إصراره على النضال حتى استرداد كامل حقوقه".
من
جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الإعلان بمثابة "يوم
أسود" في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية، و"يوم سقوط لنظامَي
الإمارات والبحرين في وحل الخيانة".
وقالت
الجبهة، إن "الاتفاق لم يجرِ تنفيذه بين ليلةٍ وضحاها، بل تم الإعداد
والتهيئة والتخطيط له عبر سنوات".
بدوره،
قال محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، إن "غزة
المحاصرة ترد على اتفاق التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل، عبر إطلاق
الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة".
ومساء
الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار دوت في مدينتي عسقلان وأشدود
(جنوب)، بعد إطلاق صاروخين من قطاع غزة، تسبب أحدهما بحسب إعلام عبري في إصابة
شخصين.
ميدانيا،
شارك مئات الفلسطينيين، في وقفات احتجاجية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل
استجابة لدعوة من "القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية" لاعتبار
الثلاثاء، يوما للغضب "الشعبي"، ضد اتفاقيتي التطبيع.
وعلى
أنغام الأناشيد الوطنية والهتافات الرافضة لمشاريع التآمر والتطبيع مع إسرائيل،
شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، الثلاثاء، فعاليات يوم
"الغضب"، احتجاجا على التطبيع.
وفي
البحرين، ندد محتجون، مساء الثلاثاء، بتوقيع بلادهم اتفاق تطبيع مع إسرائيل، وفق
مصدرين معارضين.
ونشرت
جمعية "الوفاق الوطني الإسلامية"، أكبر جهة معارضة في البحرين (منحلة)،
صورا تظهر خروج ليلي لمحتجين على توقيع اتفاقية التطبيع.