العدد 1637 /6-11-2024
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، وتعيين
وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيرا جديدا للدفاع في إسرائيل، كما عين غدعون ساعر
وزيرا جديدا للخارجية.
وبرر نتنياهو قراره بإقالة غالانت بأزمة الثقة التي نشأت تدريجيا بينهما، ولم
تسمح بإدارة طبيعية للحرب، مشيرا إلى أن "أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير
الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة".
وأضاف نتنياهو أنه على ثقة بأن هذه الخطوة ستجعل مجلس الوزراء أكثر انسجاما.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن مكالمة الإقالة بين نتنياهو وغالانت استغرقت 3
دقائق فقط.
ونقل موقع "والا" عن مقربين من نتنياهو قولهم إن رئيس الحكومة ينوي
كذلك إقالة رئيس أركان الجيش ورئيس الشاباك.
وهذه هي المرة الثانية التي يقيل فيها نتنياهو وزيره للدفاع يوآف غالانت، حيث
أقاله قبل نحو عام ونصف على خلفية التعديلات القضائية المثيرة للجدل، ولكن اضطر
للتراجع عن قرار الإقالة بعد خروج مظاهرات حاشدة في إسرائيل منددة بقرار الإقالة،
وشارك فيها مئات الآلاف من الإسرائيليين.
وبعد وقت قصير من الإعلان عن إقالته، نزل المئات إلى الشوارع في تل أبيب
للاحتجاج على قرار الإقالة، وأغلق المحتجون محور أيالون في تل أبيب الكبرى.
وفي أول تعليق له على قرار إقالته، قال غالانت إن أمن دولة إسرائيل كان وسيبقى
رسالته في الحياة.
وقال زعيم المعارضة يائير لبيد إن إقالة غالانت في خضم الحرب عمل جنوني، وإن
نتنياهو يبيع أمن إسرائيل وجنود الجيش من أجل بقائه السياسي.
ومن جهته، أفاد العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بأن إقالة
غالانت هي إقالة سياسة على حساب أمن الدولة.
أما رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، فقال إنه إذا كان
جائزا استبدال وزير الدفاع في خضم الحرب، فمن الممكن أيضا استبدال رئيس الوزراء.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "إقالة
غالانت في هذا التوقيت قرار غير مسؤول، بينما نترقب هجوما من إيران".
ونقلت عن مصدر أمني قوله إن نتنياهو اختار السياسة بدلا من أمن الدولة.
وذكر مسؤول كبير لهيئة البث الإسرائيلية أن الثقة مهمة، لكن إقالة وزير دفاع
في هذا التوقيت أمر غير مناسب على الإطلاق.
وبدورها، اعتبرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أن إقالة غالانت تمثل
استمرارا لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين.
وطالب رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان من الإسرائيليين النزول
إلى الشوارع عقب إقالة وزير الدفاع.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول كبير قوله إن غالانت تم التضحية به على
مذبح قانون الإعفاء من التجنيد.
وفي المقابل، هنأ وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، نتنياهو على
قرار إقالة غالانت، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق النصر الكامل معه.
الموقف الأميركي
ولم يصدر حتى الآن تعليق من الإدارة الأميركية -المشغولة بالانتخابات الرئاسية
الحاسمة التي بدأت قبل ساعات- ولكن -وفي وقت سابق- نقل مسؤولون إسرائيليون عن وزير
الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان
وصفهما إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت في أثناء الحرب بأنه ضرب من الجنون.
كما نقلت هآرتس عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إن واشنطن ستجد "طريقة
للتعامل مع أي شخص يتولى منصب وزير الدفاع في إسرائيل"، وأشار إلى أن ساعر لن
يتمتع بالعلاقة الوثيقة ذاتها مع واشنطن التي تمتع بها غالانت.
إغلاق الطرق قرب مقر نتنياهو
وفيما يبدو استعدادا لمظاهرات رافضة لقرار الإقالة، نشرت وسائل إعلام
إسرائيلية مشاهد من إغلاق شرطة الاحتلال الإسرائيلي للطرق وتحويلها حركة المرور في
شارع غزة قرب مقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس بعد إقالة يوآف غالانت
وزير الدفاع.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية "استعدادا للاحتجاج المتوقع أمام مقر رئيس
الوزراء في القدس، وضعت الشرطة حواجز، وقد أرسلت بالفعل قوات إلى المكان".