العدد 1679 /3-9-2025
تحل السنة الدراسية
الجديدة بينما عشرات آلاف الطلبة في قطاع غزة بين شهداء وجرحى وأيتام ومشردين،
فيما تحولت عشرات المدارس إلى ركام، أو إلى مراكز إيواء مكتظة بالنازحين.
اعتاد طلبة قطاع غزة
تجهيز حقائبهم وشراء الزي وبقية مستلزماتهم الدراسية مع حلول شهر سبتمبر/ أيلول من
كل عام، استعداداً للعودة إلى مقاعد الدراسة ولقاء أصدقائهم ومعلميهم. غير أنّ هذا
بات حلماً بعيد المنال للسنة الثالثة على التوالي نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي،
والذي يحرمهم من مواصلة التعليم، ومن المأوى الآمن، ومن الطعام والشراب، وحتى من
حق الحياة.
ومع غياب التعليم
للعام الثالث في قطاع غزة، وتدمير البنية التحتية للمنظومة التعليمية، تُسلب أحلام
المستقبل من جيل كامل مع حرمان الطلبة الحق الذي كفلته كل القوانين والمواثيق
الدولية. وأفادت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية بأن عدد الطلبة الذين
استشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، بلغ 18.346 طالباً وطالبة،
بينما أُصيب 27.884 آخرين، إضافة إلى اعتقال 740 طالباً، مع تدمير 160 مدرسة
بالكامل، إضافة إلى 63 مبنى تابعاً للجامعات، وتعرضت 211 مدرسة للقصف والتخريب،
إضافة إلى إزالة 25 مدرسة بطلبتها ومعلميها من السجل التعليمي.
ويقول المستشار
الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو
حسنة، إن "الوضع التعليمي في قطاع غزة يمر بحالة انهيار كامل، ونحو 90% من
مدارس القطاع تعرضت للتدمير الكامل أو الجزئي، ما أدى إلى حرمان أكثر من 650 ألف
طالب من التعليم طوال العامين الماضيين".
وباءت بالفشل جميع
محاولات "أونروا" وغيرها من المؤسسات لتوفير بدائل تعليمية عبر إنشاء
خيام أو مساحات تعليمية داخل مراكز الإيواء بسبب الازدحام الشديد، أو موجات النزوح
المتكررة، إلى جانب انعدام الكهرباء وشبكة الإنترنت، ومخاوف الأهالي من إرسال
أبنائهم إلى تلك الأماكن البديلة للمدارس بسبب المخاطر الأمنية.
وأعلنت وزارة التربية
والتعليم الفلسطينية نيتها تنظيم امتحانات الثانوية العامة إلكترونياً في سبتمبر
المقبل، لكن هذه الخطوة تصطدم بواقع صعب يتمثل في كون آلاف الطلبة نازحين بلا
كهرباء أو إنترنت أو بيئة آمنة تسمح لهم بالدراسة أو المراجعة أو التركيز.
لا تتوقف المأساة عند
حد الحرمان من التعليم، بل تخطّته إلى الحرمان من الحق في الحياة، كما حدث مع
الطالب محمد تيسير أحمد، والذي كان من المفترض أن يلتحق هذا العام بالصف العاشر،
لكنّه استشهد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بقصف استهدف منزل عائلته في مخيم
النصيرات بالمحافظة الوسطى، وكان حينها في الصف الثامن.