العدد 1652 /19-2-2025
بعد نحو عشرة أشهر على تعليق إرسالها إلى إسرائيل، وصلت
اليوم الأحد شحنة كبيرة من قنابل "مارك 84" ذات القدرة التدميرية
الهائلة التي استخدمت في قطاع غزة مرات عدّة، وسببت مجازر أزهقت أرواح آلاف
المدنيين، فما هي مواصفات هذه القنابل وكيف استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في حرب
الإبادة؟
تنتمي القنبلة المدمرة إلى سلسلة إصدارات قنابل "مارك
80" التي أُنتج منها أربعة أصناف هي؛ "مارك 81" و"مارك
82" و"مارك 83" وأخيراً "مارك 84"، ويبلغ وزنها على
الترتيب: "250 رطلاً و500 رطل و1000 رطل و2000 رطل".
وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، لم تتغير
الرؤوس الحربية المتفجرة لهذه القنابل كثيراً منذ أن ابتكرتها البحرية الأميركية
بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، لكن البنتاغون أبقاها في الخدمة من
خلال تطوير أجزاء وقطع جديدة يمكن ربطها لأغراض متنوعة.
وحسب الصحيفة، يتكون حوالي 40% من وزن كل منها من خليط شديد
الانفجار؛ ويأتي الباقي من غلافها الفولاذي. وهي قنابلة شديدة التدمير،
و"عندما تنفجر، يتحطم غلاف القنبلة إلى شظايا حادة كالشفرات يمكنها تمزيق
أجساد البشر والمركبات غير المدرعة على حد سواء".
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الأشخاص على بعد 600 قدم من مكان
سقوط قنبلة "مارك 84" التي تزن ألفي رطل، معرضون للموت أو الإصابة
بالعجز بنسبة 10%، بحسب اختبارات القوات الأميركية وتعليمتها حول كيفية استخدام
هذه القنابل.
وتوصف هذه القنابل بأنها "غبية" أي "غير
موجهة"، ويجري إسقاطها من مقاتلات إف 16 وإف 15 إضافة إلى مقاتلات أخرى، بشكل
"حر"، وبنسبة خطأ كبيرة إذ يمكن للرياح تغيير موقع سقوطها، وهي مخصصة
لاستهداف الأماكن المحصنة تحت الأرض. كما أنها غير مكلفة ولا يتعدى إنتاجها مئات
الدولارات.
"مارك 84" في غزة
في قطاع غزة، استهدف الاحتلال مواقع قريبة من عدة مستشفيات
بهذه القنبلة، وتقع ضمن نطاق تأثير الانفجار الضخم، وذلك وفق رصد دراسات غربية
لأكثر من خمسمئة حفرة أحدثتها هذه القنابل في القطاع المحاصر.
ووفق تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز"، في
ديسمبر/كانون الأول 2024 فإن القنابل الأميركية التي يبلغ وزنها ألفي رطل
"كانت مسؤولة عن بعض أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب
على غزة".
وخلال الأسبوعين الأولين من الحرب، كانت نحو 90% من الذخائر
التي ألقتها إسرائيل على غزة قنابل موجهة بالأقمار الصناعية يتراوح وزنها بين ألف
وألفي رطل، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي كبير، أما الباقي فكان قنابل صغيرة القطر
تزن 250 رطلاً، وفق الصحيفة.
وبحسب تقارير عبرية، زودت الولايات المتحدة إسرائيل بما لا
يقل عن 14 ألف قنبلة من طراز "مارك 84"، فيما لفتت دراسة نُشرت في موقع (PLOS Global
Public Health) إلى
أن 38 قنبلة من هذه الفئة سقطت بالقرب من المستشفيات في غزة، وفي مناطق نزوح
المدنيين، وبينت الدراسة أن من بين 36 مستشفى موجوداً في قطاع غزة، عانى ثلاثون
منها من انفجار واحد على الأقل على بعد 800 متر من موقع سقوط هذه القنابل.
76 ألف طن
وصباح اليوم الأحد، أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية عن وصول
قنابل(MK-84)،
ضمن "عملية نقلٍ مشتركة"، قادتها وفق بيانٍ للوزارة كل من بعثة
المشتريات الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي،
ووحدة الشحن الدولي.
ووصلت السفينة المحملة بالقنابل، طبقاً لبيان الوزارة، إلى
ميناء أسدود إذ فُرّغت وحُمّلت على عشرات الشاحنات العسكرية التابعة لوحدات النقل
في جيش الاحتلال، قبل نقلها وتخزينها في قواعد سلاح الجو. وعلى خلفية
"الإفراج" عن الشحنة ووصولها أخيراً إلى إسرائيل، وصف وزير الأمن،
يسرائيل كاتس، ذلك بـ"الإضافة الاستراتيجية المهمة لسلاح الجو والجيش
الإسرائيلي"، موجهاً شكره إلى الرئيس ترامب وإدارته على "وقوفهم الحازم
في صفّ إسرائيل".
وبالعودة إلى بيان الوزارة، ورد أن الأخيرة والجيش
"يواصلان تعزيز عمليات شراء ونقل الذخائر بشكل مكثف"، وجاء في التفاصيل
أن إسرائيل تسلّمت حتى الآن "أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية، نُقلت
عبر 678 رحلة جوية و129 عملية شحن بحري". وهو ما وصفه البيان بأنه "أكبر
جسر جوي وبحري عسكري في تاريخ إسرائيل"، علماً أن هذه الكميّة تُعادل نحو
خمسِ قنابل نووية كالتي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي اليابانيتَين،
فيما لم يوضح البيان المدّة الزمنية التي استغرقتها عمليات نقل الأسلحة هذه.