العدد 1660 /23-4-2025
حسان القطب

مع انتصار الثورة السورية، وسقوط نظام الاسد، وانهيار النظام الطائفي، المذهبي، البغيض في سوريا.. بدات حملة منهجية تستهدف الادارة الجديدة في سوريا، من قبل كافة القوى التي استفادت من النظام البائد في ترسيخ حضورها، وتثبيت دورها خلال تلك الفترة القاتمة من تاريخ الشعب السوري وسوريا الدولة.. 55 عاماً من القهر والقتل والاعتقال والتعذيب والاقصاء والتهميش والطرد والتجنيد والاخفاء والتدخل في شؤون الدول المجاورة والتفاهم عام 1974، مع الكيان الصهيوني على التهدئة على جبهة الجولان، مقابل حماية النظام الطائفي، لم تزعج قوى سياسية وميليشيات محلية ومجموعات ارهابية احتضنها نظام الاسد لحماية سلطته القمعية، والتغطية على ممارساته الاجرامية مقابل استقررا نظامه وبقائه في السلطة من الاب الى الابن، وكانت النية ايضا توريث الابن الحفيد، فيما بات يعرف (بالجمهورية الملكية)...؟؟

كافة وسائل الاعلام المرتبطة بمحور الحقد الطائفي والمذهبي تتنافس في بث الشائعات واطلاق الاتهامات، ونشر الاخبار الكاذبة، التي تسيء للشعب السوري وثورته المباركة، متجاهلين المعاناة كما كافة الادلة والوثائق التي تم نشرها وتوزيعها وتعميمها عن حجم الجرائم والارتكابات التي نفذها نظام الاقلية الحاقدة.. كيف يمكن ان نتجاوز جريمة اخفاء واختفاء اكثر من 154000 مواطن سوري، وآلاف الفلسطينيين، واللبنانيين، في سجوم النظام البائد، دون اثر، او ربما ما يدل على كيفية قتلهم، او على الاقل ابلاغ عائلاتهم، بان المعتقلين قد غادروا الحياة..؟؟

كيف يمكن ان يكون البعض من المعممين، والاعلاميين، واصحاب الشهادات العلمية والاحزاب التي تتحدث عن الديموقراطية وحقوق الانسان، ان تتجاهل قرار النظام البائد بمنع 5,164,000 مواطن سوري من السفر، حت باتت سوريا سجن كبير، لكل مواطن لا ينتمي لهذه الفئة البغيضة الحاكمة..؟؟

كيف لهؤلاء ان يتنكروا، لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، الذين ابتلعتهم مياه البحر الابيض المتوسط وهو يبحثون عن ملجأ وعن حياة جديدة غير آبهين بالمخاطر التي قد يتعرضون لها في رحلة اللجوء المخيفة..؟؟

هل من الممكن ان نغض الطرف او نتنكر لاكثر من عشرة مليون نازح ولاجيء من الشعب السوري سواء في داخل سوريا او في الدول المجاورة، يفترشون الارض والخيم الممزقة ويلتحفون الريح والعواصف..؟؟

ومن المؤسف ان مرجعيات دينية وسياسية تتحدث عن الحق والعدالة، وعن حقوق الانسان، والحق في الحياة، ان تعلن جهاراً نهاراً تأييدها لحكم الفئة الظالمة والحاقدة، والامعان في قتل وتعذيب وتهجير الشعب السوري وحرمانه من الحق في الحياة..؟؟؟ ومن بناء دولته المستقلة حيث يتساوى الجميع تحت سقف القانون..!!

 

من المستغرب ان هؤلاء العميان، لم يلحظوا الموقف الذي اعلنته وزارة الصحة وزارة الصحة الالمانية، بعد انتصار الثورة، واشارت فيه الى تخوفها من انهيار النظام الصحي الالماني اذا ما غادر الاطباء من اصول سورية المانيا الى بلدهم الام..

كيف اتفق ان نجح هؤلاء الاطباء في المانيا، التي تحرص على بقائهم، في حين ان المجرم الذي يدافع عنه مرجعيات دينية، وسياسية واحزاب ارهابية، لم يلحظ فيهم اية قيمة علمية ولم يشعر بضرورة بقائهم في سوريا لرعاية القطاع الطبي السوري، للحفاظ على المستوى الصحي للشعب السوري..؟؟

مرحلة الكذب والتكاذب انتهت، وانكشف دور هذه المجموعات التي تشعر بأنها سقطت مع سقوط الاسد ومشروعه في بناء حلف الاقليات في الشرق الاوسط، بالتحالف مع دولة ايران راعية المحور وادواته..

كما انتصر الشعب السوري في تغيير واقعه والخروج من حكم العائلة والطائفة، والمحور، سوف يستطيع بناء سوريا الجديدة التي سوف تكون جزءاً لا يتجزأ من الامة العربية والاسلامية..

بالامس اعلنت فصائل حشد الشقاق والنفاق العراقية التي ترعاها ايران رفضها مشاركة الرئيس السوري احمد الشرع في مؤتمر القمة العربية، فقد كشفت عن وجهها الدموي والحاقد، وحسناً فعلت فلا يجب ان يذهب الرئيس السوري، لان لا امان لهذه البيئة التي اعتادت الغدر، والاعتداء والعداون، والشعب السوري واللبناني والفلسطيني ودول الجوار لم تنس دورها الحاقد الذي انطلق مع التدخل الاميركي في العراق عام 2003..؟؟

حسان القطب