العدد 1671 /9-7-2025
محمد كركص
أعلنت
وزارة الداخلية السورية، يوم الاثنين، أنّ الأجهزة الأمنية في محافظة اللاذقية،
شمال غربي سورية، تمكّنت من إلقاء القبض على العقيد عمار محمد عمار، أحد أبرز ضباط
جهاز "أمن الدولة" في عهد النظام السابق، والمعروف بتورطه في انتهاكات
جسيمة ضد المدنيين.
وقالت
الوزارة، في بيان رسمي، إنّ عملية الاعتقال جرت بالتعاون مع عناصر من الفرقة 50
التابعة لوزارة الدفاع، ضمن "عملية أمنية محكمة ودقيقة التنفيذ". وأوضحت
أن عمار شغل سابقاً منصب مسؤول في فرع "الخطيب"، ثم تولى رئاسة فرع
"الأربعين" سيّئ الصيت، الذي ارتبط اسمه بجرائم التعذيب والاختفاء
القسري على مدى سنوات. وأكدت الداخلية السورية أن العقيد الموقوف يُعدّ من
المتورطين الأساسيين في الانتهاكات الممنهجة ضد السوريين داخل فرع الأربعين، وقد
جرى تحويله إلى القضاء المختصّ لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه.
وفي
سياق متصل، أفاد العقيد ضرار الشملان، قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور،
اليوم الاثنين، بأن قوى الأمن الداخلي نفذت يوم أمس الأحد حملة أمنية واسعة في
مدينة البوكمال ومحيطها بريف دير الزور الشرقي، على الحدود السورية – العراقية،
وأسفرت الحملة عن توقيف أكثر من خمسين مطلوباً في قضايا تتعلق بحيازة وتجارة
السلاح غير المشروع، وترويج المخدرات، وتهديد أمن وسلامة المواطنين، إضافة إلى
اعتقال عدد من الأفراد المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني. وأشار الشملان إلى أن
هذه الحملات الأمنية تأتي في إطار جهود متواصلة "لملاحقة كل من يعبث بأمن
واستقرار المنطقة"، مؤكداً أن مراكز الأمن الداخلي مفتوحة على مدار الساعة
لاستقبال شكاوى المواطنين.
وكان
قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز هلال الأحمد، قد أعلن
يوم السبت الماضي عن تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية الدقيقة خلال الفترة
الأخيرة، استهدفت ضباطاً وشخصيات بارزة من النظام السابق ممّن ثبت تورطهم في جرائم
حرب وانتهاكات جسيمة بحق السوريين.
وذكر
الأحمد أن العمليات أسفرت عن توقيف عدد من كبار الضباط السابقين، من بينهم العميد
دعاس حسن علي، والعميد رامي منير إسماعيل، والعميد موفق نظير حيدر، بالإضافة إلى
فراس مفيد سعيد، وفراس علي صبيح، وآصف رفعت سالم، والعقيد عمار محمد عمار. وأوضح
أن هؤلاء الضباط متهمون بالضلوع في عمليات تصفية وتعذيب، وسوء استخدام السلطة في
إطار سياسات القمع والاضطهاد.
وفي
موازاة ذلك، أعلنت القوى الأمنية السورية عن تفكيك خلايا وصفتها
بـ"الإرهابية"، يُزعم تورطها في هجمات استهدفت عناصر أمنية ومدنية. ومن
بين المعتقلين عمار شقيرة، الملقب بـ"أبو حيدر"، وأمير إسماعيل ناصيف،
إذ ضُبط بحوزتهما أسلحة وذخائر.
كما
تمكنت الأجهزة الأمنية مؤخراً من اعتقال عادل أحمد عبد المنعم الريحان، وأنور عادل
الريحان، المتورطين في سلسلة جرائم وانتهاكات في مناطق الساحل السوري وجسر الشغور،
أبرزها مشاركتهما في مجزرة البيضا المروعة عام 2013، التي أسفرت عن مقتل مئات
المدنيين. وشدّدت وزارة الداخلية على أن "العدالة لن تتهاون مع أي يدٍ امتدت
لتسفك دماء الأبرياء"، مؤكدة أن ملاحقة مرتكبي الجرائم ستستمر حتى تحقيق
العدالة، وأن الأجهزة الأمنية ستبقى يقظة في التصدي لكل من يهدّد أمن البلاد أو
يسعى إلى زعزعة الاستقرار.
وتأتي
هذه العمليات ضمن حملة أمنية مستمرة تنفذها السلطات السورية منذ سقوط نظام بشار
الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، بهدف ملاحقة قادة وضباط بارزين في النظام
السابق متورطين في جرائم حرب وانتهاكات واسعة بحق السوريين. ويتركز جزء كبير من
هذه الحملة في مناطق الساحل السوري التي كانت تعد معقلاً رئيسياً للنظام السابق،
إلى جانب حملات مماثلة في ريف دير الزور الشرقي والمناطق الحدودية مع العراق.
وتواصل
القوى الأمنية ملاحقة "فلول النظام المخلوع"، سواءً من ضباط الأمن أو من
العناصر المرتبطة بشبكات الفساد والسلاح والمخدرات التي تمدّدت خلال سنوات الحرب،
كما يُنظر إلى هذه الحملة على أنها محاولة لإعادة ضبط المشهد الأمني في البلاد،
ووضع حد للفوضى والانتهاكات التي تراكمت خلال سنوات حكم النظام السابق.